اثنى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في مستهل كلمته خلال ترأسه أشغال الدورة الثلاثين للقمة العربية اليوم الاحد 31 مارس 2019 على دور المملكة العربية السعودية في خدمة القضايا العربية في ظل هذه الفترة الدقيقة مؤكدا أن البعد العربي يمثل اهم الثوابت الاساسية في سياسية تونس الخارجية وفق تعبيره.
وشدد السبسي على أن ضرورة التوحد والتأزر لتخليص المنطقة العربية من جميع الأزمات وما يتهددها من مخاطر الارهاب، أضحى حاجة ملحة” مجددا عزم تونس الراسخ على ان تكون القمة العربية الثلاثون محطة جديدة على درب تعزيز التضامن العربي وتفعيل العمل العربي المشترك في مختلف أبعاده.
وجدد السبسي تاكيده على ان الارهاب يظل من اكبر المخاطر التي تهدد مقومات الاستقرار داعيا الى ضورة تكاثف الجهود للقضاء على هذه الافة في اطار استراتيجية واضحة ودولية .
واكد قائد السبسي على المكانة المركزية للقضية الفلسطينية، مشددا على ان تحقيق هذا الهدف يستوجب” تكثيف التحركات وتنسيقها من أجل وضع حدّ للقرارات والممارسات الرامية إلى المسّ بمرجعيات القضية الفلسطينية الأساسية، والتصدي لكلّ ما من شأنه المساس بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ولاسيما حقه في تقرير المصير، وبالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس الشريف.
وقال إنّ تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة العربية، و في العالم بأسره، ” يمرّ حتما عبر إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية تضمن حقوق الشعب الفلسطيني الشقيق، وتؤدّي إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية ومبدأ حلّ الدولتين.
بخصوص الوضع في سوريا اعتبر رئيس الجمهورية أنه بات من الضروري تسريع مسار الحل السياسي لهذه الأزمة باعتبار ان سوريا جزء أصيل من الوطن العربي مشددا على ان حل الازمة السورية سيساهم في تحصين المنطقة من الاختراقات والثغرات التي تتسلل عبرها التنظيمات الإرهابية.
وادن الباجي فرض سيادة إسرائيل الكاملة على الجولان، مؤكدا ان الجولان أرض العربية مُحتلّة باعتراف المجتمع الدولي، ودعا الى ضرورة تضافر الجهود لإنهاء الاحتلال، تحقيقًا للأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وأما بخصوص الوضع الليبي أكد السبسي على ضرورة مساعدة الليبيين على تجاوز خلافاتهم قائلا: أمن ليبيا من أمن تونس”..مبرزا ان الوضع في ليبيا المجاورة” لا يزال مَبْعَثَ انشغال عميق لتونس”.
واعتبر في السياق ذاته أنّ تداعيات تأزم الأوضاع في هذا البلد الشقيق لا تطال فحسب دول الجوار، بل الأمن والاستقرار في عموم المنطقة.
وجدد رئيس الجمهورية دعم تونس للمساعي الأممية ولكل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى المساعدة على إنهاء هذه الأزمة، بعيدا عن صراع المصالح والتدخلات في الشؤون الداخلية لليبيا.
وبخصوص الوضع في اليمن، دعا الرئيس الى” مواصلة الجهود الإقليمية والدولية لإعادة الشرعية في هذا البلد، وتهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات للتوصّل إلى تسوية سياسية، تنهي الأزمة وتضع حدّا للمعاناة الإنسانية للشعب اليمني، وذلك وفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل والقرارات الدولية ذات الصلة، وبعيدا عن التدخلات الخارجية”
وفيما يخص الوضع في العراق عبر السبسي عن الأمل في ان تكلل جهود هذا البلد بالنجاح في إعادة إعمار المناطق المحرّرة وتعزيز تماسك جبهته الداخلية ووحدته الوطنية مجددا التهنئة الى الأشقاء العراقيين على توفّقهم في دحر التنظيمات الإرهابية.
هذا وشدد السبسي على ضرورة مواصلة تعزيز العلاقات العربية مع بقية التجمعات والفضاءات الإقليمية، في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، بما يُساهم بشكل فاعل في توسيع دائرة الدّعم والمساندة للقضايا العربية على الساحة الدولية، مثمنا في هذا الصدد مُخْرجات القمّة العربية الأوروبية الأولى التي اختضنتها الشهر الماضي مصر و التي قال انها ساهمت في بلورة إدراك أعمق للتحديات المشتركة، وأسّست لمرحلة جديدة من الحوار والتعاون بين هذين الفضاءين.
واكد رئيس الدولة ضرورة تعزيز العمل العربي المشترك وتحقيق مصالحة عربية قوامُها الثقة المتبادلة، وتُحافظ على عُرَى الأخُوّة والتّضامن، التي قال انها “تبقى أكبر من كلّ أسباب الخلاف والفرقة، وذلك خدمة للمصالح العليا للأمّة وضمانًا لمستقبل الأجيال القادمة.