فقدت الساحة الفنية، اليوم الأحد، أحد رموز الفن التشكيلي في تونس، الفنان التشكيلي ورجل الثقافة، الهادي التركي، عن عمر يناهز 97 سنة.
وقد وُلد الهادي التركي في حي الحلفاوين الشعبي، يوم 15 ماي 1922، وهو شقيق زبير التركي (1924-2009)، أحد أهم الرسامين في تونس. وعلى خطى أخيه، انضم الهادي التركي، إثر الحرب العالمية الثانية، إلى الحركة الفنية المناهضة للاستعمار في مدرسة تونس.
وبعد أن درس فن الرسم وتتلمذ على يد أكبر الرساميين في العالم على غرار الرسام الايطالي أمريغو بارتولي ناتويرا، عاد التركي إلى تونس للتدريس بكلية الفنون الجميلة في تونس (1963-1990).
وتأثر الهادي التركي، في أعماله، بالفنان الأمريكي جاكسون بولوك. وساهم في نشر الفن التجريدي في تونس بأسلوب قريب من التعبير التجريدي. كما عرف هذا الفنان التونسي أيضا باستعمال الفحم والحبر الصيني في صوره ورسوماته.
ويعتبر الهادي التركي، أيضًا، أحد مؤسسي الاتحاد الوطني للفنون التشكيلية وكذلك اتحاد الفنانين التشكيليين العرب. وعلى المستوى الدولي، تم منح العديد من الجوائز لهذا الرسام التونسي، الذي أبدع بفضل سلاسة ودقه ريشته الفنية، في رسم أكثر من ألف لوحة مزجت بين الأصالة والحداثة وتنوعت فيها الأنماط الفنية (تنوع النماذج النسائية في رسوماته من المرأة الشابة إلى الأم إلى المرأة التقليدية).
كما تحصل على الجائزة الكبرى للفن المعاصر لمونتي كارلو (موناكو) في سنة 1976، وجرى انتخابه رئيسا مساعدا للجمعية العالمية للفنون التشكيلية سنة 1983. وتم منح الفنان الهادي التركي وسام الفنون والآداب الفرنسي سنة 1986