اضاف الترجي الرياضي لقبا جديدا الى خزائنه في موسم الاحتفالات بمائويته بعدما توج بكاس السوبر التونسي اثر تغلبه على النادي البنزرتي 2-1 في المباراة التي اقيمت مساء الاثنين على ملعب عبد الله بن خليفة بنادي الدحيل في العاصمة القطرية الدوحة.
وبعد ثلاثة ايام من خسارته السوبر الافريقي امام الرجاء الرياضي المغربي، اظهرت عناصر الترجي الرياضي شخصية قوية وقفزت على جراحها القارية لتعانق تتويجا جديدا في مسابقة السوبر التونسي هو الرابع من نوعه في سجل شيخ الاندية التونسية بعد سنوات 1960 و1994 و2001 بما من شانه ان يعيد الثقة في صفوف الفريق قبل ايام قليلة من استحقاق اخر اكثر اهمية في مواجهة مضيفه نادي قسنطينة الجزائري يوم 6 افريل الجاري في اطار ذهاب الدور ربع النهائي لرابطة الابطال الافريقية على درب مواصلة حملة الدفاع عن اللقب القاري.
وعرفت تشكيلة الترجي الرياضي مقارنة بلقاء السوبر الافريقي الجمعة الماضي بعض التغييرات باقحام معز بن شريفية في حراسة المرمى مكان رامي الجريدي وايمن محمود بديلا عن محمد علي اليعقوبي في محور الدفاع الى جانب شمس الدين الذوادي وايهاب المباركي عوضا عن سامح الدربالي المصاب على الرواق الايمن بينما حافظ ايمن بن محمد على موقعه كظهير ايسر. كما حل غيلان الشعلالي مكان الكاميروني فرانك كوم كلاعب ارتكاز ثان الى جانب الايفواري فوسيني كوليبالي في حين استعاد الجزائري يوسف البلايلي مكانه كاساسي عوضا عن الليبي حمدو الهوني ليشكل مع سعد بقير وانيس البدري ثلاثي الوسط الهجومي خلف راس الحربة طه ياسين الخنيسي.
وفي المقابل دخل النادي البنزرتي اللقاء بتشكيلته المثالية التي تركبت من الحارس خميس الثامري وصديق الماجري ووسام بوسنينة ومحمد الحبيب يكن والسنغالي اليو سيسي وفادي بن شوق وحسام الحباسي وفهمي المعواني ووجدي الجباري وعبد حليم الدراجي والايفواري ابراهيما واتارا.
ومنذ الدقائق الاولى مسك الترجي الرياضي بزمام المبادرة وفرض سيطرة مطلقة على مجريات اللعب معتمدا على طريقة الضغط على حامل الكرة والتمريرات القصيرة السريعة ونشطت بالخصوص الجهة اليسرى عن طريق يوسف البلايلي الذي شكل بتوغلاته ومراوغاته مصدر ازعاج متواصل على دفاع النادي البنزرتي ليكسب في اكثر من مناسبة حواره الثنائي مع الظهير الايمن محمد الحبيب يكن.
ونجح ابناء المدرب معين الشعباني في الاستحواذ على الكرة وتميزت هجماتهم بالتنوع بين اللعب في المحور في اتجاه قلب الهجوم طه ياسين الخنيسي والتوغلات على الرواقين لخلق التفوق العددي في ظهر دفاع النادي البنزرتي وكاد انيس البدري ان يفتتح التسجيل منذ الدقيقة 12 بعدما سدد كرة قوية من زاوية مغلقة ابعدها الحارس خميس الثامري الى ركلة ركنية.
واثمر ضغط الترجي الرياضي هدف السبق بعدما تلاعب يوسف البلايلي بمحمد حبيب يكن قبل ان يمرر كرة متقنة لانيس البدري الذي تابعها قوية في الزاوية البعيدة داخل الشباك بعيدا عن متناول الحارس خميس الثامري (14). وتواصل هيجان هجوم الترجي الذي لم يمهل منافسه سوى ثلاث دقائق لزيارة شباكه مجددا من هجمة معاكسة وتمريرة اخرى حاسمة من يوسف البلايلي في اتجاه طه ياسين الخنيسي الذي انفرد بالحارس خميس الثامري قبل ان يغالطه بكل سهولة مضاعفا النتيجة (17).
ولم يكتف زملاء انيس البدري بهذه الاسبقية بل تابعوا افضليتهم ومدهم الهجومي الكاسح وكان سعد بقير قاب قوسين او ادنى من اضافة هدف ثالث عندما اطلق تسديدة ساحقة تالق خميس الثامري في تحويلها الى الركنية (19). وفي المقابل بقي النادي البنزرتي ينتظر الى غاية الدقيقة 25 ليكشر عن انيابه بواسطة عبد الحليم الدراجي الذي حاول مباغتة دفاع الترجي بتصويبة قوية وجدت في طريقها الحارس معز بن شريفية الذي ابعدها الى الركنية (25). وتحسن اداء ابناء المدرب منتصر الوحيشي ودخلوا اكثر في اجواء اللقاء وتمكنوا من الحصول على ضربة جزاء بعدما سقط المدافع ايمن محمود في المحظور بعرقلته المهاجم ابراهيما واتارا داخل المنطقة نجح عبد الحليم الدراجي في ترجمتها الى هدف تذليل الفارق (34).
وارتفع نسق اللعب في الدقائق الاخيرة من الشوط الاول واصبح اللعب سجالا بين الفريقين اللذين تبادلا الهجمات بغايات متباينة بين البحث عن تعميق الفارق والرغبة في ادارك التعادل. وتحصل الترجي على سلسلة من ركلات الركنية كاد من احداها وجدي الجباري ان يغالط حارس مرماه لدى محاولة تشتيته كرة قبالة المرمى لكن من حسن حظه انها مرت فوق المرمى بقليل (40) رد عليها النادي البنزرتي بتسديدة من قدم اليو سيسي علت العارضة (45).
ومع بداية الشوط الثاني تلقى النادي البنزرتي ضربة موجعة باقصاء مدافعه وسام بوسنينة بعد حصوله على البطاقة الصفراء الثانية في الدقيقة 50 ليحكم على فريقه باستكمال المباراة بنقص عددي. ومالت الكفة خلال الشوط الثاني بشكل واضح للترجي الذي تحكم في اللعب وصنع عدة فرص سانحة للتسجيل خصوصا تلك التي اتيحت لسعد بقير في الدقيقة 57 عندما سدد كرة من داخل المنطقة مرت فوق المرمى في حين حاول النادي البنزرتي الاعتماد على المرتدات الا انه لم يكن خطيرا بالدرجة الكافية لاقلاق راحة الحارس معز بن شريفية بسبب غياب العمق الهجومي والمساندة الضرورية وهو ما جعل ابراهيما واتارا في عزلة تامة.
وتعددت التغييرات من الجانبين بخلفيات متباينة، فالترجي بتفكير موجه نحو موقعة ربع نهائي رابطة ابطال افريقيا وما يفرضه هذا الرهان من حسن تصرف في الزاد البشري وهو ما دفع بمدربه الى سحب فوسيني كوليبالي وانيس البدري وطه ياسين الخنيسي وتعويضهم على التوالي بفرانك كوم وحمدو الهوني وهيثم الجويني خلافا للنادي البنزرتي الذي سعى اطاره الفني من خلال استبدال عبد الحليم الدراجي بشمس الدين الصامتي وحسام الحباسي باسامة العمدوني الى ايجاد التوازن المنشود في صناعة اللعب واضفاء اكثر حيوية على مستوى التنشيط الهجومي للوصول الى مناطق الترجي وخطف التعادل.
وحفلت المباراة خلال دقائقها الاخيرة بالفرص من جانب الترجي الرياضي غير انه اصطدم بحارس مرمى تالق في الذود عن مرماه ووقف سدا منيعا امام مهاجمي الاحمر والاصفر بارتماءاته الرشيقة وتصدياته الرائعة منقذا فريقه من قبول اهداف بدت محققة لا سيما امام كل من سعد بقير (88) وحمدو الهوني في الوقت بدل الضائع لتنتهي المواجهة بفوز مستحق للترجي باعتباره كان اكثر مجازفة هجومية واصرارا على كسب هذا اللقب لتدارك اخفاقه الافريقي الاخير.