“متى يكف أولاد بورقيبة عن نبش القبور؟” و”بداية من الاسبوع المقبل .. احتجاجات واضرابات في مختلف الولايات” و”اليوم تنطلق أشغال مؤتمر نداء تونس … عين على رئاسات الحزب الاربع وأخرى على الانتخابات التشريعية” و”صفو المناخ الانتخابي” و”بعد أن ظلت محل جدل ومخاوف … لهذه الاسباب مدد الباجي حالة الطوارئ”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.
تطرقت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها الى ذكرى وفاة الزعيم الحبيب بورقيبة، التي تعود هذه السنة في سياق تونسي مرتبك وملتبس بالكثير من الغموض حول مستقبل البلاد التي آمن الزعيم بها وبقدرة شعبها على الفعل مشيرة الى أن ما يلفت الانتباه اليوم هو حالة التناسل الكبير لاولئك الذين لا يملكون منجزا تاريخيا أو نضاليا ولا يملكون مشروعا مقنعا يعرضونه على الشعب التونسي ليصوت عليه أو أولئك الذين أفلسوا ولم تعد لديهم بضائع للتسويق، فارتموا في أحضان الماضي واستعادوا صورة الزعيم رمزا ومعنى وحاولوا أن يرتدوا جلبابه وأن ينتسبوا اليه كل بطريقته ووفق أسلوبه.
واعتبرت أن الامر بات مزعجا أكثر مع اقتراب الاستحقاق الانتخابي الذي يراه البعض مفصليا وحاسما في تاريخ تونس التي تعيش منذ مدة أزمة خانقة ومتعددة الابعاد خاصة بعد أن تداعى هؤلاء جماعات وفرادى الى مدينة المنستير مسقط راس الزعيم بورقيبة وجعلوا منها مزارا لاقامة اجتماعاتهم محاولين استمالة أهالي الجهة بدعوى أنهم من “السلالة البورقيبية” وأنهم أبناء الزعيم البررة الذين يريدون استعادة مجده واحياء تراثه السياسي.
وأكدت في هذا الصدد، أن أهم ما يعنينا اليوم كشعب تونسي بيتطلع الى الغد ويراهن على الانتخابات القادمة هو وجود فاعل سياسي يشبهه ويدرك جيدا عمق أزمتنا الراهنة ويفكك تعقيداتها الشائكة ليجد لها الحلول بكل عقلانية ورصانة ويكرس جهده لخدمة هذا الشعب في مناخ ديمقراطي بعيدا عن الهيمنة السلطوية والابوية وبعيدا عن تأليه الشخصيات وعبادة الاوثان، وفق ما ورد بللصحيفة.
ولاحظت (المغرب) في ورقة بصفحتها الثالثة، أنه طوال الاشهر الفارطة كان مؤتمر نداء تونس جزءا من الطبق الرئيسي للاخبار في البلاد سواء كانت عن التعثرات أو الرهانات ومخارج المؤتمر الذي سينطلق اليوم ويستمر الى غاية، الاثنين القادم، في ظل صورة لا تزال ضبابية لدى قادته قبل متابعيه مشيرة الى أن مؤسس الحزب، الباجي قائد السبسي، سيلقي كلمة في مفتتح المؤتمر، اليوم، بولاية المنستير وسط آمال أهله بأن ينهي حقبة بأكملها ويفسح المجال لجديدة عنوانها الابرز حزب بمؤسسات وبقادة ولوائح جديدة بعد سنوات من التخبط والازمات التي يبدو أن جزءا منها رحل الى المؤتمر لحسمها.
وبينت أن المؤتمر ينعقد تحت شعار “مؤتمر الاصلاح والالتزام” وينتظر أن يبلغ عدد مؤتمريه 1885 مؤتمرا يمثلون 33 دائرة انتخابية حيث اعتمد الحزب وقادته التقسيم الانتخابي لاعادة هيكلة حزبهم وافراز قادة ومؤسسات جديدة ستتولى ادارة الحزب في الفترة القادمة، حيث أكد القيادي، ناجي جلول، أنها ستصبح جماعية بالنظر الى أن اللوائح الجديدة المنتظر المصادقة عليها في أشغال اليوم الاول للمؤتمر تتضمن لائحة خصصت للهيكلة وتنص على أن الحزب سيكون بثلاثة هياكل مركزية وهي المجلس الوطني والمكتب السياسي واللجنة المركزية.
وأضافت الصحيفة، أن حزب نداء تونس وهو يعد نفسه لمؤتمره لم يغب عنه أن هذا المؤتمر، الذي غادره جزء هام من قيادة الحزب التاريخية قبل بدايته ومنهم أعضاء لجنة الاعداد، سيكون صاحب الكلمة العليا في تحديد من سيكون مرشحو النداء في الانتخابات التي يستعد لها النداء بخط سياسي جديد ولوائح، حسب ما جاء بالصحيفة.
أما جريدة (الصباح) فقد أثارت في مقالها الافتتاحي استفهاما جوهريا حول الظروف التي ستجرى فيها الانتخابات المقبلة مبرزة أنه سؤال ملح خاصة مع تطورات المشهد الداخلي وأيضا المستجدات على حدودنا الشرقية والغربية في ظل ما تعيش على وقعه الجزائر من حراك وتغيير وكذلك بداية الاشتباكات المسلحة في ليبيا واعلان النفير هناك تحسبا لصراع داخلي ليبي مفتوح على كل الاحتمالات.
وأوضحت أن الوضع يبدو معقدا لا سيما وأن تهديد المسار الانتخابي لا يخلو من من تداعيات سلبية في وقت تعفنت فيه الاوضاع السياسية والاجتماعية الى أبعد الحدود ودخلت مؤسسات الحكم والبلاد برمتها في دوامة مفرغة من الازمات المتشعبة والمتوالدة لا نبالغ اذا ما قلنا أنها تنذر في أي لحظة بخروج الامور عن السيطرة خاصة مع ضيق هامش التحرك الحكومي وضغوط الاوضاع المالية والاقتصادية اضافة الى بعض القرارات المتسرعة والارتجالية التي ساهمت في تأجيج الاوضاع.
واعتبرت أن الحرص على المصلحة الوطنية يقتضي دون شك التشبث باجراء الانتخابات في موعدها المحدد للخروج من هذا النفق المظلم مع ما يتطلبه ذلك من حرص مضاعف من الجميع على توفير المناخ السياسي والانتخابي الملائم لاقبال التونسيين على صندوق الاقتراع للاختيار وتقرير مصيرهم بعيدا عن كل الضغوط مشيرة الى أن الصورة الماثلة لا تبدو أنها تصب في هذا الاتجاه المنشود بل وكأن الوضع يسير عكس عقارب الساعة بالنظر الى تنامي حالة الاحتقان السياسي والاتهامات المتبادلة والاعتداءات على القانون وعلى هيبة مؤسسات الدولة وتلك بوادر مؤشرات عنف سياسي وخطابي تهدد الانتخابات على واجهتين عبر تعكير صفو المناخ الانتخابي من جهة وأيضا الترفيع من نسب العزوف لدى التونسيين في وقت تستعد فيه هيئة الانتخابات لفتح باب التسجيل يوم 10 أفريل الجاري، حسب ما ورد بالصحيفة.
واستعرضت (الشروق) في مقال بصفحتها السابعة، أسباب قرار رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، التمديد في حالة الطوارئ مشيرة الى أن بعض المتابعين استحسنوا ذلك خصوصا أنه تزامن مع تواصل تقلبات الاوضاع الداخلية الى جانب التطورات الاقليمية الاخيرة في الشقيقتين ليبيا والجزائر.
وأشارت الى أن الوضع الداخلي مازال يمر بتقلبات مختلفة ذات علاقة بالحراك الشعبي في مختلف المجالات على غرار اتساع رقعة الاحتجاجات وأيضا تواصل خطر الارهاب في عديد المناطق وتواصل الحرب على الفساد التي تشنها الحكومة استنادا الى قانون الطوارئ وهو ما يحتاج الى أكثر ما يمكن من يقظة أمنية واحتياطات لتفادي الانزلاق بالاحتجاجات الشعبية أو غيرها نحو الفوضى والعنف وأيضا لمواصلة العمليات الاستباقية والاستخباراتية التي تقوم بها من حين الى آخر القوات الامنية لحماية أمن الدولة الداخلي والخارجي وللتوقي من تحركات الخلايا الارهابية النائمة أو المستقرة بالمناطق الجبلية.
وأضافت أن الحاجة أكيدة أيضا لحالة الطوارئ بالنظر الى أن الاشهر القادمة ستكون “ساخنة” على الصعيد السياسي في ظل استعدادات مختلف الاطراف للانتخابات وأيضا على الصعيد الاقتصادي لتفادي تعطيل الانتاج في المواقع الحساسة وكذلك لتأمين الامتحانات الوطنية والاستعداد للمواسم الاستهلاكية الكبرى (رمضان والعطلة الصيفية).
وبينت أن الوضع الخارجي لا يختلف كثيرا خاصة في ظل التطورات الاقليمية الحاصلة في الفترة الاخيرة حيث أعلنت وزارة الدفاع في بيان لها أنها اتخذت كل الاحتياطات
الميدانية لتأمين الحدود الجنوبية الشرقية ومواجهة التداعيات المحتملة لما يشهده الوضع الامني في ليبيا الشقيقة اضافة الى أن التطورات في الشقيقة الجزائر تقتضي مواصلة التعاون بين السلطات التونسية والجزائرية لدرء كل الاخطار التي قد تهدد الامن والاستقرار في البلدين.