سيكون الترجي الرياضي على موعد مع مواجهة حاسمة في “دربي” عربي مغاربي مداره التأهل الى نصف نهائي كاس رابطة ابطال افريقيا لكرة القدم بمناسبة استضافته لنادي شباب قسنطينة الجزائري في اطار اياب ربع نهائي المسابقة غدا السبت انطلاقا من الساعة الثامنة ليلا بالملعب الاولمبي برادس .
وكان حامل لقب النسخة الاخيرة لمسابقة أمجد الكؤوس الافريقية تغلب على الفريق الجزائري في لقاء الذهاب بنتيجة 3-2
ولئن ترجح مؤشرات عديدة كفة الترجي الرياضي لكسب الرهان وتلوح مهمته في المتناول باعتبار التفوق الذي اظهره في لقاء الذهاب على جميع المستويات فنيا و بدنيا فضلا عن عنصر الخبرة الذي يتمتع به فان عالم كرة القدم لا يعترف باية اسبقية ليكون الميدان هو الفيصل و الحكم اذ لا وجود لمنتصر او منهزم قبل الصافرة النهائية لحكم اللقاء.
ويدرك الإطار الفني للترجي الرياضي بقيادة معين الشعباني ان لقاء الاياب رغم اسبقية الذهاب ينطوي على صعوبات جمة في مقدمتها العنصر الذهني بما يستدعيه ذلك من نسيان الفوز في قسنطينة والتعاطي مع مباراة الاياب وكأنها مواجهة وحيدة حاسمة دون اعتبار حسابات المنافس الذي سيخوض المباراة بعقلية انتصارية لتدارك ما فات و لن يخسر شيئا في نهاية المطاف بوضع كل امكانياته في الميزان من اجل البحث عن قلب المعطيات راسا على عقب.
ومثل الهاجس البدني محورا رئيسيا في تحضيرات الترجي الرياضي للقاء اياب ربع نهائي كاس رابطة ابطال افريقيا باعتبار تتالي الرهانات القارية و المحلية بالنسبة لشيخ الاندية التونسية وهو ما اضطر الجهاز الفني الى الاستعانة بعدد من اللاعبين الشبان في المباراة الاخيرة التي خاضها الفريق في إطار البطولة ضد مستقبل قابس و التي تمكن فيها الفريق من الفوز 1- صفر الامر الذي اعتبره معين الشعباني جد ايجابي من خلال مواصلة التحضير للقاء الغد بمعنويات مرتفعة فضلا عن منح العناصر الاساسية قسطا من الراحة لاسترجاع الانفاس قبل لقاء السبت?
وسيكون التحدي التكتيكي علامة بارزة بالنسبة للترجي الرياضي من خلال اعتماد رسم تكتيكي يراوح بين المبادرة الهجومية والحذر الدفاعي اذ ان زملاء طه ياسين الخنيسي مطالبون بالهجوم من اجل القضاء نهائيا على كل امل في التاهل بالنسبة للنادي القسنطيني وبين حتمية التعامل الواقعي و الذكي مع مجريات المباراة وطموحات المنافس من خلال غلق جميع المنافذ المؤدية لمرماهم ولهذا فان ضالة الاطار الفني للترجي ستكون في تحقيق التوازن في مختلف الخطوط عبر تشكيلة اساسية تراعي كل هذه التحديات?
وتتجه نوايا معين الشعباني من خلال التعاطي مع المباراة الاخيرة في قابس الى التعويل على عناصر الخبرة في مباراة هامة ستكون مفتاح العبور الى الدور نصف النهائي مع بعض التحويرات التي ستقتضيها عوامل عدة منها جاهزية اللاعبين بعد تعافي البعض منهم من مخلفات صحية شان امكانية عودة قائد الفريق خليل شمام الى التشكيلة الاساسية وعدا ذلك فان المؤشرات تدل على تجديد الثقة في اغلب مكونات التشكيلة التي خاضت مباراة الذهاب من خلال التعويل على الثنائي كوليبالي و كوم في الارتكاز نظرا لخصائصهما الدفاعية ودورهما الهام في عملية افتكاك الكرة وشل المحاولات الهجومية للمنافس وتبقى مع ذلك امكانية واردة وهي الاكتفاء بلاعب وحيد قد يكون كوليبالي مع التعويل على غيلان الشعلالي الذي سيظطلع بدور مزدوج
وستكون لمهمة التنشيط الهجومي دور بالغ الاهمية في لقاء الغد حيث ان السيناريو المثالي للقاء في عرف الترجيين سيكون التهديف المبكر و الذي من شانه ان يمنح الطمأنينة للاعبين و يجعلهم يتعاملون مع بقية ردهات اللقاء باريحية كبيرة ولهذا فان حظوظ الثلاثي الشعلالي (بقير) البدري و البلايلي تلوح وافرة للظهور في التشكيل الاساسي للاحمر والاصفر مع مواصلة الاعتماد على الخنيسي كراس حربة .
وسيكون ثراء الزاد البشري المتوفر خير سند للاطار الفني للتعويل عليه وفق تطورات المباراة من ذلك ورقة اللاعب الليبي حمدو الهوني الذي ابلى في لقاء قابس الاخير البلاء الحسن كما ترجح عودة المباركي الى التشكيلة الاساسية في خطة ظهير ايمن.
ويدرك فريق قسنطينة الجزائري ان مهمته في اولمبي رادس ستكون صعبة للغاية بعد هزيمة الذهاب الا انه سيعمل جاهدا على العودة من بعيد وتكذيب كل التكهنات حيث سيراهن الفريق الجزائري على عزيمة لاعبيه وحماسهم في مباراة دربي مغاربي تلوح فيه جميع الاحتمالات واردة و سيعمل جاهدا للدفاع عن حظوظه الى الرمق الاخير وهي شيمة هذا الفريق الذي دخل غمار كاس رابطة ابطال افريقيا بطموح جارف.
ورغم الهزائم التي مني بها في الجلات الماضية فقد كان فريق قسنطينة منافسا عنيدا في التصفيات .
وفضلا عن رهانها الرياضي ستكون مباراة الدربي المغاربي حلقة متجددة من حوارات التشويق والاثارة بين كرة القدم التونسية والجزائرية وسيكون الفائز الابرز فيها الجمهور لما ستوفره من فرجة ومتعة كروية.
وسيتولى ادارة المباراة الحكم المغربي نور الدين الجعفري بمساعدة مواطنيه هشام آيت عبو ويحيى الدوالي.