تدعمت تجهيزات معهد صالح عزيز بعدد من التجهيزات المتطورة، التي وصفها رئيس الحكومة يوسف الشاهد خلال تدشينها، اليوم السبت، بمناسبة خمسينية المعهد، ب”الكبيرة جدا والمتطورة” ومن شأنها تحسين جودة الخدمات الصحية التي يظل المواطن محورها وهدفها.
وتعززت تجهيزات المعهد بتكنولوجيا التسارع الخطي للعلاج بالأشعة Accélérateur linéaire de radiothérapie بقسم العلاج بالأشعة وآلة المفراس المزدوج (السكانار) التي تتماشى معه والرامية إلى تحسين جودة العلاج بالأشعة وأول آلة تصوير مقطعي بالمسح الضوئي ” Pet scan ” ( بقسم الطب النووي) في القطاع العام، التي ما تزال، حسب رئيس قسم الجراحة ورئيس اللجنة الطبية بمعهد صالح عزيز، الأستاذ الدكتور خالد الرحال، لدى مصالح الديوانة على أن يتم تركيزها بالمستشفى في غضون أسبوع أو أسبوعين على أقصى تقدير وهي تساعد على تحسين تشخيص الأمراض السرطانية ومتابعة العلاج.
كما تدعمت بجهاز ” الجراحة الآلية ” بقسم جراحة السرطان، وهو جهاز يساعد الطبيب الجراح في إجراء العمليات بالمنظار من خلال صور ثلاثية الأبعاد تتضمن دقة أكبرعند القيام بالعملية والتقليص في إضاعة الدم وتسمح للمريض باسترجاع قوته بسرعة حتى يعود إلى حياته العادية في أقل وقت وكذلك “القاعة البيضاء” المخصصة لتحضير جرعات العلاج الكيميائي بصفة معقمة والتي أشار الرحال إلى أنها تتيح تثبتا أكبر ودقة بالنسبة للمريض كما ستمكن من الاقتصاد في استعمال الأدوية ما بين 25 و30 بالمائة.
وأكد رئيس الحكومة في تصريح إعلامي إثر الجولة التي قادته إلى مختلف أقسام المعهد أن معهد صالح عزيز مؤسسة عريقة متطورة ومتقدمة، محييا الاطارات الطبية وشبه الطبية التي تشتغل في ظروف صعبة وتحقق انجازات كبيرة ولافتا إلى أن قطاع الصحة كما غيره من القطاعات تأثر بنقص الميزانيات وبالوضع الصعب التي عاشته البلاد بعد الثورة.
ونبه الشاهد الذي كان مرفوقا بوزيرة الصحة سنية بالشيخ، إلى أنه “يجب ألا تضرب الشعبوية السائدة اليوم، قطاع الصحة الذي كون آلاف الاطارات الناجحة في مختلف المجالات الطبية” مضيفا قوله ” نحن متعهدون بالخطة التي وضعناها وهناك ندوة وطنية للسياسة الصحة في أفق 2030 بالإضافة إلى جملة الاجراءات التي من المفترض أن تعطي أكلها قريبا”
وفي ذات السياق بين الشاهد أن هذه الزيارة تتنزل في إطار متابعة الخطة الاستعجالية التي أقرتها الحكومة منذ أسبوعين بعد الحوار الذي تم إجراؤه مع مختلف المتدخلين من أطباء والمختصين في القطاع الصحي والتي تضمنت جملة من الاجراءات في مجالات الحوكمة والنظافة والتجهيزات ورقمنة المستشفيات العمومية.
وأكد أن الهدف من هذه الاجراءات تحسين جودة الخدمات الصحية والتي انطلقت بعد في اتجاه التقليص من طول الانتظار وحجز المواعيد عن بعد، مضيفا قوله ” هذه الاجراءات انطلقنا فيها بعد وسنكون في المتابعة خلال الأشهر القليلة القادمة حتى تكون الخطة الاستعجالية التي تم ضبطها على مدى 12 شهرا إلى 18 شهرا على أقصى تقدير، ناجحة”.
وأفاد رئيس اللجنة الطبية بمعهد صالح عزيز، خالد الرحال، أن مشروع المركز الجديد التابع لمعهد صالح عزيز والذي سيخصص للعيادات الخارجية والفحوصات الخارجية والأرشيف وإحداث معهد جديد للسرطان متكامل الاختصاصات يستجيب للمواصفات الحديثة ببن عروس باعتمادات جملية تفوق 200 مليون دينار، بتمويل وشراكة مع دولة الكويت سيتضمن بالاضافة إلى قسم الاستشفاء، قسما لاقامة المرافقين للمرضى القادمين من المناطق البعيدة وعائلاتهم وفضاء ترفيهي للمرضى المقيمين، ترمي إلى تحسين قبول المرضى والتكفل بهم خاصة على المستوى العلاجي.
وأكد أنه تم الانتهاء من مشروع مركز علاج السرطان بجندوبة الذي يتضمن قسما للعلاج بالأشعة وأخر للعلاج بالكيميائي وقسما لجراحة السرطان، وانطلاقه قريبا وكذلك توفر أقسام للعلاج بالأشعة والعلاج الكيمائي بكل من أريانة وسوسة وصفاقس وقسم للعلاج بالكيميائي بقابس وتواجد عدة مختصين آخرين في عدة مدن أخرى على غرار جراحة السرطان في نابل وجندوبة ومدنين والعلاج الكيميائي بباجة والقيروان وقفصة، تعد مرحلة أولى على درب تركيز علاج السرطان مرحليا بمختلف الجهات بما يسهل على المواطنين رحلة العلاج ويقرب منهم الخدمات.
ويشار إلى معهد صالح عزيز تأسس يوم 14 مارس 1969 وتحول إلى مؤسسة عمومية للصحة في جانفي 1993، وهو يوفر 187 سريرا. وخلال سنة 2018 أمن الإطار العامل به وعددهم 663 عونا، 93464 عيادة خارجية و8666 إقامة بمعدل إقامة يقدر ب 6.02 يوما. وبلغ عدد أيام إقامة المرضى بالمعهد، 54053 يوما، ووصل معدل شغل الأسرة إلى 79.6 بالمائة.
ويذكر أن الآلات التي تم توفيرها اليوم بالمعهد، كان من المفترض حسب بطاقات هوية تم مد الصحفيين بها، أن تدخل حيز الاستغلال منذ جويلية 2017 بالنسبة جهاز التسارع الخطي للعلاج بالأشعة المقدرة كلفته ب4 ملايين دينار، وأفريل 2016 بالنسبة السكانار المزدوجة التي تتماشى معه والتي تقدر كلفتها ب 1.3 مليون دينار. ويفترض أن تكون الغرفة البيضاء جاهزة منذ سبتمبر 2016.
كما كان من المفترض أن يدخل جهاز الجراحة الآلية robot churigical المقدر كلفته ب 5 ملايين و 447 ألفا و 783 دينارا، يوم 10 أوت 2018، في حين كان مبرمجا أن ينطلق استغلال جهاز التصوير المقطعي بالمسح الضوئي pet scan الذي تم الإعلان عن طلب عروضه خلال سنة 2016 ، خلال أفريل 2019.