تولى وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، والأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية لويز موشيكيوابو، في ختام جلسة عمل التأمت اليوم الإثنين بمقر الوزارة، التوقيع على اتّفاقيّة احداث مكتب إقليمي للمنظمة بشمال إفريقيا بتونس، مؤكدين أهمية أن يدخل المكتب حيز العمل في أقرب الآجال، اعتبارا لدوره المهم في تعزيز التعاون والتواصل بين بلدان المنطقة وشعوبها.
وأكد الجهيناوي، خلال ندوة صحفية مشتركة في أعقاب جلسة عمل حضرها وفدا البلدين، أن اختيار تونس لاحتضان مقر المكتب الاقليمي للمنظمة، يعكس المكانة التي تحتلها على المستوى الاقليمي وكذلك الدولي، معلنا أنه تم الإتفاق على عقد القمة الفرنكفونية بتونس خلال النصف الأول من شهر نوفمبر 2020، وعلى تكوين فريق عمل مشترك يعمل على الإعداد لهذا الاستحقاق الدولي الهام.
وأفاد بأن تونس لن تدخر أي جهد لضمان توفير كل أسباب النجاح للقمة الفرنكوفونية، على مستوى المضمون وعلى الصعيد اللوجستي، والتي تتزامن مع الاحتفال بالذكرى الخمسين لإنشاء المنظّمة الدولية للفرنكفونية، مشيرا في هذا الصدد، إلى أنه سيتم خلال الفترة القادمة إصدار أمر حكومي بخصوص إحداث لجنة وطنية للإعداد لهذه القمة.
ويترأس وزير الشؤون الخارجية هذه اللجنة الوطنية، التي ستضم ممثلين عن مختلف الوزارات المتدخلة في عملية تنظيم القمة، كما سيتم احداث لجنة تنفيذية صلب اللجنة الوطنية تعنى بمضامين القمة والوثائق المصاحبة والتظاهرات الموازية لا سيما منها الثقافية، وتتكون بالخصوص من شخصيات ثقافية وجامعية.
وصرح الجهيناوي، بأنه سيتم خلال شهر ماي القادم عرض مقترحين على المنظمة بشأن أبرز المحاور التي سيتم مناقشتها في اشغال القمة الفرنكفونية، مجددا التأكيد على التزام تونس بالعمل على تكريس القيم والمبادئ النبيلة التي تأسست عليها المنظمة الفرنكوفونية، ودعم الروابط التاريخية التي تجمعها بهذه المنظمة التي كان الزعيم الحبيب بورقيبة أحد مؤسسيها .
كما أبرز أهمية البعد الفرنكوفوني في تونس، مذكّرا بالتظاهرات والفعاليات التي شهدتها العاصمة وعديد الولايات الأخرى والبعثات الدبلوماسية التونسية في الخارج، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للفرنكوفونية الذي يوافق 20 مارس من كل سنة.
وأكد دعم تونس للبرنامج الاصلاحي الذي أعدته الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، والذي يهدف إلى إعادة هيكلة المنظمة وتطوير أساليب عملها، من أجل ارساء فضاء فرنكوفوني يعمل على تعزيز السلام والتضامن ويستجيب لتطلعات الشعوب وانتظاراتها.
من جهتها، عبرت لويز موشيكيوابو، عن ارتياحها لمستوى التعاون بين تونس والمنظمة الفرنكوفونية، معربة عن ثقتها في أن هذه القمة ستكون تاريخية واستثنائية. وأضافت أن زيارتها الى تونس هي بمثابة إعطاء إشارة إنطلاق الاعداد للقمة الفرنكفونية المنتظر عقدها في شهر نوفمبر 2020.
وأفادت بأن القمة المرتقبة التي سيحضرها 88 دولة وحكومة، ستكون مناسبة للنظر في إعادة هيكلة المنظمة وتطوير أساليب عملها بما يتماشى والأهداف التي رسمها الآباء المؤسسون ومنهم الزعيم الرحل الحبيب بورقيبة، كما ستتيح تبادل الخبرات والتجارب بين بلدان المنظمة وتوحيد العائلة الفرنكوفونية.
كما صرحت بأن فرقا عن المنظمة ستحل بتونس في غضون الاسابيع المقبلة، بهدف التسريع في تركيز المكتب الاقليمي للمنظمة بشمال إفريقيا، الذي سيساهم في الاعداد لاشغال القمة، مؤكدة أنها تعول على تونس في تحديد محاور القمة ومضامينها، اعتمادا على مكاسبها الرائدة في مجالات العناية بالشباب والمرأة والمساواة بين الجنسين، وفي مجالات تكنولوجيات الاتصال.
يذكر أن الأمينة العامّة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية لويز موشيكيوابو، تؤدي زيارة عمل إلى تونس بداية من أمس الأحد والى غاية 16 أفريل الجاري، بدعوة من وزير الشؤون الخارجيّة خميّس الجهيناوي، وهي الزيارة الأولى لها منذ توليها منصبها على رأس المنظمة في جانفي 2019 .