“توسع رقعة الاحتجاجات وانعدام الخيارات” و”يوسف الشاهد في كلمته التلفزية … هذه خارطة طريقي و … تحيا تونس” و”اليقظة ثم اليقظة” و”الجزائر … الخوف من المجهول”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
أشارت جريدة (الصحافة) في افتتاحيتها اليوم، الى أن البلاد تعيش منذ أكثر من أسبوع على وقع احتجاجات تتوسع وتمتد رقعتها من مدينة الى أخرى وتتنوع فيها الشعارات المرفوعة ويزداد فيها الغضب كل مرة على الزيادات غير المبررة في المحروقات وعلى الاسعار في كل المواد تقريبا وعلى الوضع الاقتصادي الذي ينحدر بسرعة جنونية نحو الكارثة مبينة أن ما يجمع بين هذه الاحتجاجات وما يجعل منها تقربيا متكاملة ومتشابهة وتتفق في الاسباب والدوافع التي جعلت الناس تخرج للشارع، هو أنها اندلعت بعد نوع من اليأس تسرب الى المواطنين خاصة بعد الزيادة الاخيرة ليلة الواحد والثلاثين من مارس الفارط في سعر المحروقات والتي لم تكن مبررة ولم تكن ذات فائدة على الدولة ولا على الميزانية ولا علاقة لها أصلا بأسعار النفط في السوق العالمية لكن الحكومة أصرت على تمريرها بشكل ليلي ومفاجئ ودون سابق اعلام بل أن وزير التجارة نفسه قال قبلها بأسبوع أنها لن تحصل وأن من يتحدثون عن زيادة هم مروجو اشاعات ليس أكثر.
وأضافت أن هذه الاحتجاجات التي تتوسع يوما بعد يوم ووضعت حكومة يوسف الشاهد في زاوية حرجة خاصة وأن الوقت أمامه لم يعد يسمح بمزيد المناورة خصوصا وأن الزمن الانتخابي قد بدأ تقريبا والمنافسة قوية على جميع المجالات والموارد نضبت ولم يعد بالامكان الا التعويل على القسط الخامس والسادس من قرض صندوق النقد الدولي الذي تحول الى المزود الوحيد بالسيولة تقريبا ولم تعد أمام الحكومة خيارات أخرى لتعبئة الموارد وملء الخزينة، وفق ما ورد بالصحيفة.
وعرجت (المغرب) في ورقة خاصة على كلمة رئيس الحكومة أمس الاربعاء، معتبرة أن، يوسف الشاهد، أراد عكس الهجوم على كل الاحزاب التي تتهم الحكومة بالفشل وعلى كل التشويهات في الفضاء الافتراضي المعتمدة على أخبار زائفة ثم قدم لنا حصيلة عمل الحكومة باعتباره سائرا في الطريق الصحيح، وحتى بعض الصعوبات التي تعيشها البلاد فهي ناجمة عن فعل الحكومات السابقة ولا دخل لحكومته فيها.
وأضافت أنها كلمة راوح فيها صاحب القصبة بين الدفاع والهجوم وتعلن بوضوح انخراطه هو كذلك في حملة انتخابية سابقة لاوانها مع تأكيده الضمني أنه باق على رأس الحكومة الى مشارف الانتخابات التشريعية القادمة مبرزة أنها حملة يريدها رئيس الحكومة “عقلانية” و”هادئة” ومؤطرة ب”ميثاق أخلاقي” لا نعتقد أنه قادر على فرضه على أحد لانه سيكون، أحب أم كره، حكما وخصما في نفس الوقت.
ورأت أنه كان بامكان مقترح، يوسف الشاهد، أن يحظى بمقبولية كبيرة لو لم يكن معنيا هو وحزبه بالانتخابات القادمة، أما وقد تأكد عكس ذلك فلا يبدو أن مقترحه هذا سيلقى الترحاب خاصة من قبل أحزاب المعارضة مشيرة الى أن اختيار صاحب القصبة انهاء كلمته ب”تحيا تونس” أي اسم حزبه، خلط للادوار لن يكون في صالحه حتما، وفق تقدير الصحيفة.
واهتمت (الصباح) في مقالها الافتتاحي، بتداعيات تواصل الحراك في الجزائر وتطوراته والصراع المسلح في ليبيا على تونس مشيرة الى أن تطورات الاربع وعشرين ساعة الماضية سواء في علاقة بالعملية الامنية بالكاف أو بالتفطن لعمليات تسلل “مريبة” لديبلوماسيين مسلحين عبر حدودنا البحرية والبرية، كشفت، حجم التهديدات الامنية والارهابية داخليا وخارجيا.
وأضافت أنه رغم المؤشرات المريحة بشأن الجاهزية الكبيرة التي تبدو عليها مختلف الاجهزة الامنية التي مكنتها منذ فترة من الخروج من دائرة رد الفعل والدخول في مرحلة استباق المخاطر والتصدي للمخططات الارهابية قبل تنفيذها وتفكيك الخلايا النائمة، الا أنه من المهم التأكيد أنه بقدر الارتياح للنجاحات الامنية والتفطن للتهديدات واحباطها بقدر ما تزداد المخاوف بشأن الحجم الحقيقي للمخاطر المحدقة ببلادنا لا سيما في ظل وضع دول جوار مضطرب وسياق اقليمي متحول لا تستبعد فيه “مؤامرات” ومخططات تحاك للمنطقة.
وبينت أن الضغوط الامنية على تونس مزدوجة، حيث أن بعدها الاول داخلي، خوفا من تداعيات الوضع الليبي وما قد قد ينجر عنه من تسلل لعناصر ارهابية بطرق مختلفة ومنها اعتماد جوازات سفر مزورة وهي فرضية أكدها أمس وزير الداخلية واذا ما تمت ستكون تغذية ودعم للمجموعات المعزولة المتمركزة في الجبال وأيضا للخلايا النائمة المنتشرة في الجهات والمدن، في حين أن بعدها الثاني له علاقة كبرى بالجارة الجزائر وما يتطلبه الوضع من يقظة أمنية تونسية وأخرى تونسية جزائرية مشتركة على اعتبار أن أمن الجزائر من أمن تونس وأي محاولة لتكرار سيناريوهات “الربيع العربي” على حدودنا الغربية لن يكون في مصلحة التجربة التونسية وستكون له تداعيات سلبية على استكمال مسار الانتقال الديمقراطي في بلادنا.
وفي سياق متصل، اعتبرت جريدة (الشروق) أنه من حق الشعب الجزائري أن يطالب بالتغيير ومن حقه ان يحتج على الذين سرقوا ثروته و”العصابة” كما يسمونها، حيث أنها مطالب شرعية ومنطقية في بلد غني وله ثروات مثل الغاز والنفط وله مساحات شاسعة وأراض خصبة ومع ذلك مازال الكثير من الجزائريين لا ينعمون بثروتهم مبينة أن الخوف كل الخوف من أن تسير الجزائر نحو الفراغ بدعوات القطع مع “النظام” بشكل مطلق ستقود البلاد الى الفراغ، اذ أن التحولات الديمقراطية والفترات الانتقالية تحتاج دائما الى حد أدنى من الاستقرار قبل أن تتحول الى الفوضى التي لا قدر الله تستطيع أن تكون كارثة على استقرار الشعوب، ورغم أن الجزائر اكتوت طيلة عشر سنوات بحالة من الحرب شبه الاهلية والاقتتال الذي سقط فيه الاف الشهداء والقتلى والمفقودين فان بعض المؤشرات لا تنبئ بخير الى حد الان.
وأضافت أن بعض الجهات السياسية رفعت شعارات تدين الجيش الشعبي الجزائري الذي انقذ البلاد في أسوا فترات التاريخ ورغم أن هذه الجهات معروفة بولاءاتها وأجنداتها الا أن الخوف كل الخوف أن لا تبقى أي مؤسسة في الجزائر بعيدة عن الادانة والتشكيك ووقتها لا أحد سيضمن شيئا ليس في الجزائر فقط بل في المنطقة بأسرها، وفق تقدير الصحيفة.