وانت تسير باتجاه مدرسة الصحة العسكرية بباب سعدون تعترضك جدران مرتفعة وأسلاك شائكة تخفي خلفها مهدا عريقا للعلم في علوم وتقينات التمريض وأيضا في فنون القتال لرجال ونساء اختاروا أن يكونوا أبطالا في الحرب وعلماء في التمريض.
مدرسة الصحة العسكرية بباب سعدون هي مؤسسة تعليم عالي عسكري أسست سنة 1969 تؤمن منذ سنة 2009 دروس في الاجازة التطبيفية نظام أمد (اجازة،ماجستير، دكتورا) في الاختصاصات شبه الطبية وقد تم تغيير صبغتها سنة 2017 الى مؤسسة تعليم عالي عسكري وسنة 2018 انطلقت في تدريس الاجازة التطبيقية في التخدير والانعاش.
وتشرف المدرسة على تكوين ممرضين: ضباط صف تقنين سامين في علوم التمريض وضباط صف محضرين صيدلين ورقباء معينين صحيين حيث تؤمن دروس الاجازة التطبيقية في الاختصاصات الشبه طبية لفائدة هياكل ومؤسسات الصحة العسكرية بالأساس وعند الاقتصضاء لفائدة الهياكل والمؤسسة الوطنية والأجنبية وذلك في اطار التعاون وبمقتضى اتفاقيات تبرم مع وزارة الدفاع الوطني.
وتضطلع المدرسة بعدة مهام من أبرزها انجاز البحوث العلمية والتقنية في مجال الاختصاصات الشبه طبية وخاصة منها الاستراتيجية والاستشرافية المتعلقة بالسياسة الدفاعية الوطنية كما تنظم دورات تكوينية تكميلية في الاختصاصات شبه الطبية المتصلة بالدفاع الوطني كما يتمتع التلاميذ بتكوين عسكري أيضا في مهارات القتال والرمي بالسلاح بالاضافة الى ورشة للغة الانقليزية .
ويتم انتداب تلاميذ الاجازة التطبيقية في جميع الاختصاصات من المتحصلين على شهادة البكالوريا علوم ورياضيات بمعدل يتراوح بين 14 و16 ويتلقى التلميذ تكوينا عسكريا ثم يلتحق بمدرسة الصحة العسكرية للحصول على شهادة في اختصاص التمريض وتؤمن المدرسة للتلاميذ الاقامة والاعاشة والتنقل لاجراء التربصات الاستشفائية بالمؤسسات الصحية العسكرية والمستشفيات الجامعية التابعة لوزارة الصحة.
مدرسة الصحة العسكرية بباب سعدون زارها مجموعة من الصحفيون في اطار سلسلة من الزيارات الميدانية التي تنظمها وزارة الدفاع بمناسبة الذكرى 63 لانبعاث الجيش الوطني لمزيد التعريف بها والاطلاع على نموذج او جزء بسيط من المعارف والعلوم التي تقدم للتلاميذ خلال فترة التكوين.
وقد تابع “المصدر” رفقة مجموعة من الصحفيين عملية بيضاء حاكى من خلالها التلاميذ عملية اسعاف جنديين في ساحة القتال احدهما أصيب على مستوى البطن وآخر بترة ساقه في انفجار لغم أرضي..صرخات وتأوهات ودماء هنا وهناك..مشاهد ولئن كانت تمثيلية سلطت الضوء على مهارات التمريض وكيفية مسك المصاب حسب نوعية اصابته وتحضيره بحرفية لاجلائه بالوسائل البرية أو الجوية واسعافه.
العملية البيضاء سلطت الضوء أيضا على الأدوات الطبية التي يجب أن تتوفر للاسعاف على غرار جهاز رفع للتغطية الصحية للمصابين وحقيبة الإسعاف للمقاتل الفردي والضمائد التكتيكية لوقف النزيف ورباط تستخدمه الجيوش المتقدمة لإسعاف المصابين.
وكما سبق وذكرنا يتلقى التلاميذ أيضا تكوينا في فنون القتال وكيفية مسك السلاح حيث يتم تكوين وتدريب التلميذ على كيفية تركيب السلاح حتى وهو معصوب العنين وأيضا يتم تدريبه على اتقان الرماية بهدف رفع الكفاءة القتالية لديه والوصول به الى الجاهزية الكاملة.
ويتلقى التلميذ كذلك دروسا تطبيقية في التخدير والإنعاش.
وفي تصريح صحفي قال امر المدرسة العقيد الطبيب رياض العلاني أن المدرسة يتخرج منها سنويا بين 50 الى 100 ممرض حامل لتكوين أكاديمي وعسكري ومؤهل لدعم وإسناد القوات العسكرية في عدة عمليات للتصدي للعناصر الإرهابية والتواجد في الخطوط الأمامية للقيام بالاسعافات الضرورية خلال العمليات العسكرية.
كما تحدث امر المدرسة عن شروط الانتداب واعلن عن فتح مناظرة جديدة في الايام القليلة القادمة..