بهدف قاتل من البديل محمد المثناني في الوقت بدل الضائع، خطف النجم الرياضي الساحلي لقب كاس زايد للاندية الابطال لكرة القدم بفوزه على الهلال السعودي 2-1 في مباراة الدور النهائي التي اقيمت يوم الخميس على ملعب هزاع بن زايد بالعاصمة الاماراتية ابو ظبي.
ووضع فريق جوهرة الساحل بفضل هذا التتويج حدا لسوء الطالع الذي ظل يرافقه في مشاركاته العربية السابقة التي عجز خلالها عن التتويج ليثري خزائنه بلقب خارجي جديد هو العاشر في سجل النادي بعد كاس رابطة ابطال افريقيا 2007 وكاس الكاف 1995 و1999 في صيغتها القديمة و2006 و2015 في شكلها الجديد وكاس افريقيا للاندية الفائزة بالكاس 1997 و2003 وكاس السوبر الافريقي 1998 و2008.
كما نجح النجم الساحلي في الابقاء على اللقب العربي في تونس بعدما تحصل عليه في نسخته الاخيرة الترجي الرياضي بتغلبه في الدور النهائي على الفيصلي الاردني 3-2 سنة 2017.
وضمن النجم الساحلي بعد تربعه على العرش العربي عائدات مالية ضخمة قدرها 6 مليون دولار (ما يعادل 18 مليون دينار تونسي) بينما سيكون نصيب الهلال السعودي الوصيف 5ر2 مليون دولار (ما يعادل 5ر7 مليون دينار تونسي).
واستحق النجم الساحلي هذا اللقب بالنظر الى المشوار المتميز الذي قطعه على امتداد تصفيات المسابقة عندما اطاح على التوالي بالرمثا الاردني والوداد البيضاوي المغربي والرجاء الرياضي المغربي والمريخ السوداني قبل ان يكون مسك الختام امام الهلال السعودي محققا 7 انتصارات وتعادل مقابل خسارة واحدة.
وفي غياب المدافع المحوري عمار الجمل بداعي الاصابة ووجدي كشريدة على الرواق الايمن بسبب عقوبة الايقاف عمد المدرب الفرنسي روجي لومار الى تشريك المالي عمر كوناتي في وسط الدفاع الى جانب الثنائي صدام بن عزيزة وزياد بوغطاس لغلق المنافذ امام المهاجم الفرنسي بافيتيمبي غوميز مع التعويل على ماهر الحناشي كظهير ايمن ومرتضى بن وناس كظهير ايسر تقدمهم ثنائي ارتكاز يتالف من محمد امين بن عمر وكريم العواضي في حين اضطلع ياسين الشيخاوي وايهاب المساكني بمهمة صناعة اللعب واللعب خلف المهاجم الجزائري كريم العريبي.
ولعب النجم الساحلي بانضباط تكتيكي كبير واحكم الانتشار فوق الميدان بفضل تقارب خطوطه وسعى قدر الامكان الى تضييق المساحات امام لاعبي الهلال السعودي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة واستغلال بطء دفاع المنافس وضعفه بالخصوص في التعامل مع الكرات الثابتة التي خلق من خلالها زملاء زياد بوغطاس الخطر في مناسبة اولى عندما تابع ياسين الشيخاوي براسه ركلة حرة نفذها ماهر الحناشي لكن كرته مرت بجانب المرمى (28) قبل ان تثمر المحاولة الثانية عن هدف السبق بعدما رفع ماهر الحناشي ركلة ركنية متقنة انقض عليها كريم العريبي براسه واضعا الكرة داخل شباك الحارس السعودي عبد الله المعيوف (30).
ولئن كان الهلال السعودي اكثر استحواذا على الكرة فانه عجز عن فك شفرة دفاع النجم الساحلي لتبقى سيطرته عقيمة دون خطورة تذكر بل كاد كريم العريبي ان يضاعف النتيجة عندما تلقى كرة في ظهر الدفاع السعودي لينطلق بها داخل المنطقة غير ان تسديدته افتقدت القوة ما ساعد الحارس السعودي على التصدي لها (32). وتمكن النجم الساحلي من الحصول على ركلة جزاء في الدقيقة الرابعة من الوقت بدل الضائع من الشوط الاول بعدما تمت عرقلة ياسين الشيخاوي داخل الصندوق غير ان الحكم الاماراتي محمد عبد الله حسن الغاها بعد الاستعانة بتقنية “الفار” التي اظهرت لمسة يد من الشيخاوي في بداية الهجمة.
وفي الشوط الثاني بادر المدرب الكرواتي زوران ماميتش باقحام المخضرم محمد الشلهوب لاضفاء اكثر حيوية على التنشيط الهجومي وهو ما ساهم في تحسن اداء الهلال الذي مسك بزمام المبادرة واصبح اكثر خطورة على دفاع النجم الساحلي الذي بقي محافظا على تركيزه الى غاية الدقيقة 64 عندما سقط عمر كوناتي في المحظور بعرقلته المهاجم السعودي سالم الدوسري داخل المنطقة ليعلن الحكم عن ركلة جزاء نفذها بنجاح بافيتيمبي غوميز مدركا التعادل لفريقه.
واخرج هذا الهدف النجم الساحلي نسبيا من انكماشه الدفاعي ودخل مالك بعيو مكان ايهاب المساكني ومحمد المثناني بديلا عن محمد امين بن عمر في محاولة لضخ اكثر انتعاشة بدنية على اداء الفريق وكسب الثنائيات في منطقة وسط الميدان. وفي الوقت الذي كانت تلفظ فيه المباراة انفاسها الاخيرة توغل ماهر الحناشي على الرواق الايمن قبل ان يمرر عرضية على طبق للبديل محمد المثناني الذي تابعها بيمناه قوية داخل الشباك (90 زائد 1) وسط فرحة هيستيرية للاعبي وجماهير النجم الساحلي.
ورمى الهلال السعودي في الدقائق المتبقية بكل ثقله نحو الهجوم وتالق الحارس وليد كريدان عندما ابعد في اخر لحظة كرة خطيرة من امام المهاجم السعودي ليطلق الحكم صافرة النهاية معلنا تتويج النجم الساحلي باللقب العربي وحصوله على جائزة 6 مليون دولار.