قال مؤسس حزب التيار الديمقراطي، محمد عبو، بعد ظهر اليوم الجمعة، إنه “لا يمكن إجراء انتخابات نزيهة وشفافة في ظل تدفق الأموال من الخارج على عدد من الأحزاب الرئيسية في البلاد”، معتبرا أن هذا المعطى يضرب الديمقراطية ويشوه قيمتها، خاصة مع تواتر الأخبار حول عمليات ابتزاز لرجال أعمال من قبل دوائر الحكم، بحسب تعبيره.
وأضاف عبو، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني للحزب المنعقد بقصر المؤتمرات بالعاصمة، أن التيار الديمقراطي لن يسمح لأي طرف حاكم باستغلال الدولة لتشويه خصومها، قائلا في هذا الاتجاه، وفي إشارة الى حكومة يوسف الشاهد، ‘إنها تذكر التونسيين بالرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في مناهجه الاستبدادية”.
وأفاد في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء (وات) على هامش أشغال الجلسة الافتتاحية، بأن يوم الأحد سيكون حاسما للحزب في مسألة اختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية، مبينا أن التيار الديمقراطي يعمل على أن يكون مشروعه السياسي في حل من كل ارتباط بشخص واحد.
من جانبه لاحظ محمد الحامدي الأمين العام المساعد للتيار الديمقراطي، في مداخلته، أن الفساد ضرب كل الجهات الحاكمة بعد انتخابات 2014، قائلا إن النظام القديم لا يؤمن بالديمقراطية بطبعه، أما الأحزاب التي شهدت تموقعا بعد الثورة (في إشارة إلى حركة النهضة) مازالت رهينة “فوبيا الاضطهاد” مع أنها طبعت مع الفساد وهي جزء من منظومته الآن، وفق تعبيره.
وأضاف الحامدي أنه لا يجب أن تكون الأحزاب مجرد “تقنية للوصول إلى السلطة ” من أجل الانتفاع بغنائم الحكم ولخدمة أغراضها الخاصة، وقال إن مكامن الفشل بعد سنة 2011 تمثلت في وجود “سرديتين”، الأولى” تكذب باسم حماية العقيدة” والثانية “تزيف الواقع باسم الدفاع عن النمط”، معتبرا أن كلا الأسلوبين هو أداة من أدوات “التحيل ” الديمقراطي .
من جانبه قال الأمين العام للتيار الديمقراطي، غازي الشواشي، في مداخلته، أن هدف الحزب هو الدفاع عن المكاسب الديمقراطية و فتح باب الحوار مع العائلات الوسطية لتوسيع قاعدة العمل المشترك، مبرازا أن ما وصل له الائتلاف الحاكم من درجات الفشل يستدعي من العائلة الديمقراطية توحيد الجهود للالتقاء في خط واحد في الانتخابات القادمة.
أما سمير الشفي ممثل الاتحاد العام التونسي للشغل، فأكد في مداخلته أن الاتحاد “معني بالانتخابات القادمة في ظل تردي الأوضاع الاجتماعية”، معتبرا أنه “لا يحق لأي طرف أن يحدد المساحات التي يجب أن تتحرك فيها أكبر منظمة نقابية دافعت عن التونسيين منذ أكثر من سبعة عقود”، على حد تعبيره.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الثاني الانتخابي للحزب حضور عديد الشخصيات السياسية المعارضة على غرار حمة الهمامي الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية والأمين العام لحركة الشعب زهير المغراوي، إلى جانب سفير فلسطين بتونس هايل الفاهوم وممثل الاتحاد العام التونسي للشغل سمير الشفي وممثلين عن اتحاد الفلاحين واتحاد الصناعة والتجارة والصناعات التقليدية.