“الغنوشي يبشر بتكرار سيناريو انتخابات 2011 هذا العام … كذب المنجمون ولو صدقوا” و”المالية العمومية … الانعاش الاقتصادي .. التفاوت الجهوي … في مداخل الاصلاح” و”يتزعم تحيا تونس … لماذا يتأخر الشاهد في الاستقالة من النداء؟” و”فقط بالحوار نتوافق” و”في قضايا التربية … هل نتخلص من المدرسة التقليدية من أجل انقاذ التربية؟”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن أمر حركة النهضة غريب وأغرب منها حكومتها، اذ في الوقت الذي يتفق فيه القاصي والداني على أننا عشنا ثمان سنوات عجاف منذ سنة 2011 يصر النهضاويون على الاستقرار الحكومي بل أكثر من ذلك لم يتردد الشيخ المؤسس للحركة، راشد الغنوشي، في حوار لصحيفة القدس العربي أول امس في تبشرينا بامكانية تكرار سيناريو انتخابات 23 أكتوبر 2011 هذا العام بمناسبة الانتخابات الرئاسية والتشريعية أي حصول الجماعة الاسلامية على المرتبة الاولى والاستئثار بالحكم وتجميله بشركاء قابلين للتهرئة بأقصى سرعة على غرار التكتل والمؤتمر وبعدهما النداء.
وأضافت أن السؤال الذي يطرح نفسه اليوم يتمحور حول هذه الوثوقية وهذا الاصرار على التكهن بنتائج من هذا القيبل والحال أن حصيلة حكم النهضة، وفق تقديرها، هزيلة سواء في جانبها الاقتصادي والاجتماعي أو السياسي والمدني بخلاف ما لمح الى ذلك الغنوشي في الحوار الاخير الذي حاول التنسيب والايهام بأن البلاد على الطريق الصحيح في التأسيس للديمقراطية والحريات العامة والخاصة و”الفرصة” متاحة للتقدم الاقتصادي والاجتماعي.
وبينت أن حركة النهضة لم تخرج يوما من الحكم بعد 2011 وحتى عندما تركت المقاعد الاولى في واجهة الحكومات المتعاقبة كانت محدودة في الخيارات والقرارات وهي التي أدارت اللعبة مع الدوائر المالية وبالتالي هي المسؤولة سياسيا وواقعيا وأخلاقيا عما نحن فيه وهو بكل المقاييس بعيد كل البعد عن أحلام وانتظارات التونسيين الذين انتفضوا من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية مضيفة أن الحركة شاركت في الحكومات بقوة ولم تراهن على عدد الوزراء لانها زجت بأفضل ما لديها وزنا سياسيا داخل الحركة على الاقل مثل الامين العام مع الاحتفاظ ب”الفيتو”، ان جاز القول، على كل وزير يدخل “بيت الطاعة” الحكومي بما في ذلك الوزراء الذين انضموا في 2015 و2016 للحكومة ولهم “عداوة” سابقة مع الاسلام السياسي تخلوا عنها تحت لافتة حكومة الوحدة الوطنية والتوافق والشراكة وهي اللافتة التي اهترأ بمفعولها نداء تونس، وفق ما ورد بالصحيفة.
ولاحظت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، أنه يكاد يحصل اجماع في تونس بأن بلادنا بحاجة الى اصلاحات عميقة في كل منظوماتنا الاقتصادية والاجتماعية حتى نحول ثورة الحرية والكرامة الى مؤسسات وحوكمة رشيدة ونجاعة اقتصادية ورفاهية مشتركة مشيرة الى أنه لا وجود، الى حد الان، لتشخيص مشترك ولا كذلك الى خارطة طريق تقدر الاولويات وتفضح عن التشابك الضروري لكل هذه الاصلاحات الامر الذي يؤكد على وجوب الاسراع فورا في بعض الاصلاحات الحيوية والتي دونها لا يمكن الحديث عن ديمومة التجربة التونسية.
واعتبرت أن دور التخطيط والاستباق هو الدور الذي نريده لتونس .. دور اعادة رسم واصلاح كل منظوماتنا ومنع كل العراقيل الادارية والامتيازات الموروثة والوضعيات الريعية التي تجعل المال والجاه محصورا ومتوارثا في نفس الاوساط والعائلات مبرزة أن دور الدولة هو الحرص على التساوي في الفرص والتمييز الايجابي الذكي لاصلاح اخلالات الماضي والحركية الاجتماعية التي تقضي على التفاضل بين مختلف مناطق البلاد وتطلق العنان للقطاع الخاص من أبسط حرفي الى أكبر مجمع صناعي للارتفاع في سلم القيم ولخلق القيمة المضافة المرتفعة بفضل منظومة تربوية وتكوينية أعيدت صياغتها جوهريا لجعل التفوق المدرسي والعلمي أفقا متاحا للعدد الاكبر من بناتنا وأبنائنا وعندها لن نحتاج الى الاقتراض والتداين ولن نكون مضطرين للاختيار بين وجود الخدمات وجودتها.
وبينت كل هذا أوغيره يتطلب حوارا في العمق لتدقيق الاهداف وضبط المراحل وتزمينها وقبل كل شئ لا بد من اقناع الناخبين بامكانية الرفاهية المشتركة ولو بعد حين، فدون تفويض شعبي واضح وصريح لا مجال لانجاز أي اصلاح يذكر، وفق تقدير الصحيفة.
واهتمت (الشروق) من جانبها، بأزمة التعليم العالي حيث بات شبح السنة البيضاء يخيم على أجواء الجامعات التونسية التي وجد الطلبة أنفسهم فيها بين موقف الوزارة واعتصام الاساتذة مشيرة الى أنه بعيدا عن توجيه التهم وتحميل المسؤولية كلها لطرف على حساب آخر فان وزارة التعليم العالي ومن حيث المبدا بيدها ارجاع الامور الى نصابها بناء على أنها السلطة المشرفة التي لها النصيب الاكبر من المسؤولية في الحرص على مصلحة الاستاذ والطالب في الوقت نفسه كما أن اتباع سياسة العصا لترويض من عصا لن تكون أبدا خيارا صحيحا اذ ما وضعنا في عين الاعتبار أن المسألة ليست حرب رابح وخاسر وانما مسألة ربح للجميع أو خسارة للجميع على حد السواء الى جانب أن اعتبار الوزارة للاساتذة المعتصمين “فئة قليلة” للتقليل من حجمهم ومن شأنهم وبالتالي التقليل من شأن الازمة المتواصلة منذ مدة يجعلنا لا نتوقف عن القاء اللوم عليها أو تحميلها جزءا من المسؤولية.
ورأت أن الوزارة مطالبة بتوفير مائدة حوار بناء وصادق النوايا لجميع الاطراف يحفظ حقوق الجميع ويحدد واجباتهم وينبثق عنه خارطة طريق واضحة للازمة ترضي الكل وتضع حدا لهذا الصراع العبثي وذلك بالاضافة الى وجوب وقف اتحاد “اجابة” الاضراب دون قيد أو شروط وجدولة المطالب للتفاوض عليها لاحقا في وقت لا يتضرر منه الطلبة على أن تكون مطالب معقولة ومقسطة وليست اما الان أو لا.
وأضافت أنه في ظل دخول الطلبة على الخط بناء على رفضهم أن يكونوا حطبا للمعركة الدائرة بين الوزارة واتحاد “اجابة” بات لزاما وبأقصى ضرورة أن يغلب الجميع المصلحة المشتركة ويتنازل عن تعنته واستعراض عضلاته مبينة أن ما تعيشه جامعاتنا هذه الايام يعد وضعا استثنائيا لم تعرفه البلاد سابقا ومع نية اتحاد “اجابة” التصعيد فان جميع الاطراف من رئاسة الحكومة الى رئاسة الجمهورية مطالبة بالتدخل الفوري حتى لا تخرج الامور عن السيطرة.
وتطرقت (الصباح) في ورقة خاصة، الى مستقبل المنظومة التربوية أمام عديد الضغوط التي تنال من أدائها وتضعف مردودها وتؤثر في تكوين ناشئتنا فيها ويتم تحميل المدرسة التقليدية على مدى جيل من الزمن على الاقل، القصور في تربية أبنائنا واشباعهم بالقيم التي يريد المجتمع عبر المدرسة أن يربيهم عليها متسائلة كيف ننقذ التربية في المدرسة؟.
واعتبرت أن النجاح المدرسي لا يقتصر على حشو الادمغة بالمعرفة والارتقاء في المراحل التعليمية بواسطة ما يتحصل عليه التلميذ من أعداد، وانما النجاح الفعلي هو الذي يبني شابا متكامل التكوين العلمي والثقافي والنفسي والسلوكي والقيمي والابداعي والمهاري مبرزة أنه عندما يقوم المدرس بدوره التربوي المؤطر لتلاميذه وعندما يجد التلميذ من يستمع اليه في المدرسة ويساعده على ايجاد حلول لمشاغله وعندما تنشط الحياة المدرسية وينخرط التلميذ في أنشطة ثقافية اما مبرمجة من طرف ادارة المدرسة أو يقترحها التلاميذ على المدرسة وعندما ندربه على التطوع وحب العمل ضمن النشاط التربوي وعندما نبعث نوادي المواطنة في كل مدرسة وتتفاعل المدرسة مع محيطها الخارجي بتنظيم زيارات ميدانية لمواقع أثرية أو مواطن العمل للاطلاع عن كثب عن المهن التي يرغبون في ممارستها مستقبلا، نكون قد انتقلنا من المدرسة التقليدية الى المدرسة الحديثة التي تساهم في تخريج جيل متوازن يملك المعرفة ممزوجة بروح المسؤولية والقدرة على التواصل وحب الوطن والاعتماد على النفس وقبول الاخر واحترام الرأي المخالف، الى غير ذلك من القيم التي ربته عليها المدرسة، فتكون قد أنقذت نفسها بالتربية.