تحاور رئيس الحكومة يوسف الشاهد، عشية اليوم الاربعاء بمدينة الثقافة بالعاصمة، مع مئات الشبان الجامعيين وخريجي الجامعات لمدة ساعتين حول عديد المشاغل الوطنية، من أهمها التشغيل والاستثمار والتعليم العالي والبيئة وعلاقات تونس بالخارج وجوارها الاوروبي والقطاعات الاقتصادية الحيوية كالفلاحة والسياحة والتكنولوجيا الرقمية.
وأجاب رئيس الحكومة، خلال اللقاء الذي حضره بعض أعضاء الحكومة ونظمه فرع تونس لمنظمة “إيناكتيس” العالمية ومؤسسة كونراد إديناور الالمانية، على قرابة 15 سؤالا طرحته فرق من الشبان المنخرطين في فروع جهوية للمنظمة تعلقت بالقضايا الآنية المطروحة على الساحة الوطنية والتي تشد اهتمام الشباب خلال مرحلة الدراسات الجامعية ومرحلة ما بعد التخرج.
وقال رئيس الحكومة يوسف الشاهد مخاطبا الحاضرين، الذين ناهز عددهم 300 شاب وشابة، “يجب أن نقف مع بلادنا .. نحن نعيش فترات صعبة والشباب له قدرات على الخلق والابداع .. يجب أن نحسن استغلالها وبإرادة قوية نستطيع تحقيق النجاحات .. يجب أن تعطوا المثال لغيركم من الشباب”.
وحضي موضوع تشغيل الشباب الحامل للشهائد الجامعية وبعث المشاريع الخاصة وتحقيق التنمية الاقتصادية بالقسم الأوفر من الحوار، فأكد رئيس الحكومة أن تونس تعد حوالي 220 ألف عاطل عن العمل يزداد عددهم كل سنة ويتطلب حل مشكلتهم ومشكلة البطالة عامة تحقيق معدلات تنمية ما بين 5 و 7 بالمائة في حين بلغ المعدل منذ 2011 حوالي 5ر1 بالمائة، لكنه شدد على أن هناك فرصا اقتصادية استثمارية ومحركات نمو هامة غير مستغلة يجب استكشافها في هذا السياق.
ودعا يوسف الشاهد الشباب الحاضرين الى العمل على تغيير العقليات فيكون لكل منهم مشروع يعده منذ مرحلة الدراسة الجامعية وينجزه بعد التخرج بمساعدة الدولة في التمويل وتسهيل الاجراءات الادارية وتوفير الاطار القانوني الملائم، قائلا “المبادرة الفردية ثقافة يجب أن ترسخوها والمرونة مطلوبة من كل شخص والدولة توفر اللازم”.
وأكد أن الحكومة تبذل الجهد لتنسيق آليات التشغيل وتسهيل الاجراءات وتبسيطها وتوفير التمويلات للمشاريع الخاصة “والإدارة لا تعرف كيف تتواصل كما ينبغي مع الشباب وهناك أموال (مخصصة للشباب) أحيانا لا تصرف ونعمل على تغيير هذه الوضعية”.
كما أكد رئيس الحكومة أن جلب الاستثمارات الخارجية المباشرة “هام جدا” لتحريك عجلة النمو وخلق مواطن الشغل مع عدم التعويل أكثر مما يجب على التشغيل في القطاع العمومي الذي كان أكبر مشغل بعد سنة 2011 دون مراعاة إمكانيات الدولة وتوفر المؤهلات اللازمة في كثير من المنتدبين.
وبخصوص موضوع “هجرة الأدمغة” التونسية إلى الخارج قال رئيس الحكومة “ليس سلبيا أن يذهب الشباب للدراسة في الخارج والاستفادة من تجارب الدول الأخرى لكن يجب أن لا تفرغ الدولة مرافقها من القدرات التونسية ويجب خلق المناخ ليعود هؤلاء من الخارج لتحقيق التنمية في بلادهم”.
ورفض رئيس الحكومة فكرة أن تكون تونس خاضعة “لاستعمار خارجي ” على الصعيد الاقتصادي حسب تعبير أحد السائلين، قائلا إنه “يجب التوقف عن هذا القول والعمل، لأن العمل هو الذي يحقق النجاح وتونس دولة مستقلة وكل الدول تقدمت بالعمل وليس بالشعارات”، محذرا في نفس الوقت من انتشار التطرف الديني والارهاب اللذين تكون مقاومتهما “مثلما يفعل جنودنا في الشعانبي دفاعا عن العلم وعن الاستقلال”.
وتعمل منظمة “إينكتيس” العالمية وكذلك فرعها بتونس على إعداد قاده المستقبل في مجال بعث المشاريع وتحمل المسؤولية الاجتماعية وإحداث التغيير عن طريق تكوين فرق بالجامعات وهي تقوم بدور حلقة الوصل بين رجال الأعمال وطلبه الجامعات.