مثلت تطورات الوضع في ليبيا، أبرز محاور اللقاء الذي دار اليوم الجمعة بين وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي ونظيره الجزائري صبري بوقادوم، الذي يؤدي زيارة عمل إلى تونس يومي 25 و26 أفريل الجاري.
وأفاد الجهيناوي، خلال ندوة صحفية مشتركة عقب اللقاء، بأن الموقفين التونسي والجزائري متطابقان بخصوص الملف الليبي، من خلال دعوة الليبيين الى الوقف الفوري للاقتتال وإطلاق النار، والتأكيد على ضرورة العودة الى الحوار والمفاوضات بين مختلف الفرقاء قصد إيجاد حل سياسي ليبي /ليبي للازمة تحت مظلة الأمم المتحدة، مع تجنب أي حل عسكري أو تدخل أجنبي في البلاد.
وصرح بأنه تم الإتفاق على ضرورة تحديد موعد قريب لعقد اجتماع ثلاثي بين تونس والجزائر ومصر، في إطار المبادرة الثلاثية التي انطلقت منذ شهر فيفري 2017 ، من أجل إيجاد تسوية سياسية شاملة للأزمة في ليبيا.
من جهته، أكد وزير الخارجية الجزائري أن تدهور الوضع الأمني في ليبيا من شأنه ان يهدد الأستقرار الأمني في تونس والجزائر، قائلا “لا أقبل أن يتم قصف عاصمة مغاربية ونقف متفرجين”، معتبرا أن تواصل إطلاق النار في ليبيا قد يتسبب في خلق عناصر توتر إضافية في المنطقة. وشدد على أن العودة الى الحوار والتفاوض بين الليبيين بمختلف توجهاتهم يظل هو الحل الأمثل للحيلولة دون مزيد تأزم الوضع.
يذكر أن وزارة الشؤون الخارجية، أكدت في بلاغ لها يوم 19 أفريل الجاري، أنه يجري العمل حاليا على عقد اجتماع لوزراء خارجية تونس والجزائر ومصر بتونس العاصمة، لتنسيق جهود الدول الثلاث بهدف إنهاء حالة التوتر في ليبيا واستئناف المباحثات السياسية، مشيرة الى أن الجهيناوي يواصل القيام باتصالات وإجراء مشاورات مع مختلف الأطراف الاقليمية والدولية للتعجيل بإنهاء المواجهات العسكرية في ليبيا.
ومنذ اندلاع المواجهات العسكرية في عدد من المناطق الليبية وفي محيط العاصمة طرابلس يوم 4 أفريل 2019، كثفت تونس اتصالاتها مع مختلف الأطراف الليبية لحثها على الوقف الفوري لإطلاق النار وحقن دماء أبناء الشعب الواحد ووضع حد للتصعيد العسكري.
وكان رئيس الجمهوية الباجي قايد السبسي قد أطلق في 15 ديسمبر 2016 مبادرة بخصوص التسوية السياسية الشاملة في ليبيا وتم حشد الدعم الدولي لها، وكللت بامضاء ما عُرف باعلان تونس الثلاثي بين وزراء خارجية تونس والجزائر ومصر في 20 فيفري 2017 بهدف دفع الفرقاء الليبيين إلى حوار ليبي-ليبي وتذليل الخلافات حول تنفيذ “إتفاق الصخيرات” الموقع يوم 17 ديسمبر 2015 في المغرب، ورفض أي توجه نحو حل عسكري من شأنه أن يؤجج الوضع، ومواصلة دعم دور الأمم المتحدة كمظلة أساسية لأي حل سياسي في البلاد.
يشار إلى أن وزير الشؤون الخارجية الجزائري صبري بوقادوم يؤدي يوميْ 25 و26 أفريل 2019 زيارة عمل إلى تونس بدعوة من وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، وهي أول زيارة خارجيّة على الصّعيد الثّنائيّ منذ تسلمه لمهامه على رأس الدّبلوماسيّة الجزائريّة.