يضرب الترجي الريباضي غدا السبت موعدا هاما في مسيرته القارية بمناسبة اياب الدور نصف النهائي لكاس رابطة ابطال افريقيا امام تي بي مازمبي الكونغولي حيث سيكون ممثل كرة القدم التونسية على مرمى 90 دقيقة من التاهل الى الدور النهائي للمرة الثانية للتوالي والثامنة في تاريخه في مهمة تتطلب الكثير من الشجاعة ورباطة الجاش من اجل تاكيد اسبقية الذهاب (1-0).
وكان الترجي الرياضي فاز باللقب سنوات 1994 و2011 و2018 وخسر اربعة ادوار نهائية سنوات 1999 و2000 و2010 و2012.
وتتمثل المهمة الاولى لحامل النسخة الاخيرة للمسابقة في لقاء الغد بملعب لوبومباشي ضد “الغربان” في حسن التعامل مع مباراة تلوح صعبة باعتبار قيمة المنافس ومحدودية اسبقية الذهاب اي ان اللقاء يتطلب جاهزية عالية على جميع المستويات بدنيا وفنيا وذهنيا وتفادي ارتكاب اخطاء مجانية او هدايا يمكن ان يستفيد منها المنافس الكونغولي.
وتحول الترجي الرياضي الى لوبومباتشي يوم الخميس صباحا لمواصلة التحضيرات للقاء الاياب معززا بكل لاعبيه باستثناء الليبي حمدو الهوني الذي تعرض الى اصابة ستجبره للابتعاد عن الملاعب لمدة اسبوعين وفي المقابل سيعزز محمد علي اليعقوبي الزاد البشري للفريق بعد استرجاعه لمؤهلاته البدنية.
وتلوح مهمة الجهاز الفني للاحمر والاصفر بقيادة معين الشعباني جد حاسمة بما ان الجانب التكتيكي يلوح مؤثرا في المواجهة المرتقبة اذ ان الحفاظ على فوز الذهاب بهدف يتيم يقتضي ذكاء كبيرا من خلال اعتماد طريقة تقوم على التوزان دفاعا وهجوما اذ ان الاكتفاء بالدور الدفاعي والاكتفاء بالاسبقية الطفيفة لمباراة رادس قد تكلف الفريق غاليا وهذا مايعيه لاعبو الترجي جيدا بفضل خبرتهم في التعامل مع مثل هذه الوضعيات وهذا ما اشار اليه قائد الفريق خليل شمام مشددا على أن الفريق لن يكتفي بالدفاع.
واشار شمام، في تصريح اعلامي قبل السفر إلى لوبومباشي “نعرف جيدا أن المباراة ستكون صعبة جدا، خصوصا أن مازيمبي يكون دائما صعب المراس بملعبه، كما أن الرهان كبير، ويتطلب تركيزا طوال المباراة، لذلك أقول إن الحضور الذهني سيكون حاسما”.
وتدل الاجراءات التي اتخذتها الهيئة المديرة للاحمر والاصفر بالتشاور مع الجهاز الفني من خلال اجراء تدريبات الفريق الأول، يوم الأربعاء، دون حضور جماهيره ووسائل الإعلام، وذلك قبل السفر إلى الكونغو لمواجهة مازيمبي الا دليل على اهمية الناحية النفسية معللة قرارها حول التدريبات المغلقة باهمية الجوانب الفنية والتكتيكية، وهي تتطلب التركيز الكامل للتحضير قبل مباراة مازيمبي على النحو الأفضل.
وسيعول الشعباني على تشكيلة تلوح مثالية من خلال الاعتماد على الرباعي المسكيني وبن محمد و شمام والذوادي في الخط الخلفي في حين قد يتالف خط الوسط وبالتحديد خطة الارتكاز من الثلاثي فرانك كوم و فوسيني كوليبالي وغيلان الشعلالي من اجل تامين عملية افتكاك الكرة واجهاض البناءات الهجومية لمازمبي الكونغولي وستعهد مهمة التنشيط الهجومي لانيس البدري ويوسف البلايلي على ان يقود طه ياسين الخنيسي الخط الامامي للفريق.
ومهما يكن من حال وطبيعة التشكيلة الاساسية للاحمر والاصفر والتي لن يبوح بها الشعباني الا ساعات قليلة قبل موعد اللقاء المرتقب باعتبار ارتباطها العضوي بطبيعة الرسم التكتيكي فان انضباط اللاعبين و تركيزهم سيكون مفتاح النجاح مع استغلال الجزئيات البسيطة التي ستصنع الفارق في نهاية المطاف بين موزازين قوى تبدو متكافئة وهو ما شدد عليه خليل شمام قائلا وأضاف “ركزنا خلال التحضيرات على الكرات الثابتة، كما درسنا منافسنا جيدا، وهو سيبحث عن التهديف، لذلك سنعمل على استغلال المساحات التي سيتركها لمباغته بهدف يسهل علينا المهمة في باقي اللقاء”.
وتتطلب مباراة الغد ضد مازمبي الكونغولي علاوة على كل العناصر الفنية و التكتيكية قوة شخصية تملي على لاعبي الترجي التكيف مع مختلف الاحتمالات والتطورات وفي هذا الشان اكد قائد فريق باب سويقة “مستعدون لكل السيناريوهات بما في ذلك قبولنا هدفا في وقت مبكر أو بقاء النتيجة دون أهداف حتى قبل نهاية المباراة”.
وينم تصريح شمام على مدى التعامل الواقعي للاعبي الترجي الرياضي مع طبيعة مباراة تدل كل المؤشرات انها عسيرة جدا باعتبار قوة المنافس الذي يحاول رد الفعل واستغلال عاملي الميدان والجمهور لصالحه فضلا عن قوته الهجومية .
ويخوض الترجي الرياضي مباراة الغد بعدما حقق الفوز (1-صفر) في ملعب رادس وهو ما يعني أن نتيجة التعادل أو الفوز بأي نتيجة تكفيه للتأهل إلى المباراة النهائية للمرة الثانية على التوالي.
وسيدير الحكم الجنوب افريقي فيكتور غوميز لقاء الغد الذي سينطلق على الساعة الثانية بعد الظهر بتوقيت تونس (س 15 بالتوقيت المحلي).