“على هامش الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة .. قوانين معلقة … تواصل محاكمة المدونين والوضعيات الهشة للعاملين في القطاع” و”الصحافة بين حتمية الحرية وعوائق الاستبداد” و”بعد كلمته أمام مؤتمر تحيا تونس … الشاهد يكشف عن توجهات استقلالية ويشتبك سياسيا مع النهضة والاتحاد” و”الاسلام السياسي في تونس أي مستقبل؟”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
تطرقت جريدة (المغرب) في مقال بصفحتها السادسة، الى احتفال قطاع الاعلام والصحافة اليوم 03 ماي باليوم العالمي لحرية الصحافة مشيرة الى أنه قبل أيام من احيائه تعيش الساحة الاعلامية على وقع عدة أحداث نذكر منها اشكالية الاتفاقية الاطارية المشتركة في 9 جانفي 2019 التي اعتبرت مكسبا تاريخيا للقطاع وتعطل نشرها في الرائد الرسمي وهو ما دفع بنقابة الصحفيين الى توجيه تنبيه لرئيس الحكومة ووزير الشؤون الاجتماعية بخصوص تعطيل العمل بها بواسطة عدل منفذ في 23 من شهر أفريل الماضي واعتبار ذلك تفصيا من نشرها في الرائد الرسمي وشددت النقابة على “أن التمادي في ذلك يمكن أن ينجر عنه تدهور للمناخ الاجتماعي بالقطاع وتهديد للسلم الاجتماعية وضرب لحرية العمل الصحفي” خاصة اثر تصريحات وزير الشؤون الاجتماعية.
كما أشارت، في ذات الصدد، الى تواصل الاشكاليات المتعلقة بالمؤسسات المصادرة على غرار اذاعة “شمس اف ام” و”دار الصباح” و”شركة كاكتوس برود” المصادرة وعدم تسوية وضعيتها منذ أكثر من 8 سنوات وتأثير ذلك على العاملين بهذه المؤسسات الى جانب حادثة دعوة الاستاذة الجامعية، سلوى الشرفي، أمس أمام الفرقة الاولى لمكافحة الاجرام بخصوص تدوينة على موقع التواصل الاجتماعي التي شكلت صدمة للعاملين في القطاع حيث استنكر العديد من المدونين والصحفيين والحقوقيين والاكاديميين هذه المحاكمة التي يعتبرونها محاكمة رأي وضربا للحريات الاكاديمية وحرية التعبير بصفة عامة.
واعتبرت (الصحافة) من جهتها، أن الثابت اليوم أن حرية الصحافة في حاجة لدعم وحماية قانونية بما يسمح لها بلعب الدور المنوط بها كحارس عام للحريات الفردية والجماعية ويساهم في خلق رأي عام وطني قادر على المشاركة الفعالة في الحياة العامة والبناء الديمقراطي وهو أمر لا يمكن تحقيقه الا عبر اقرار منظومة قانونية تيسر العمل الصحفي وتركز أسسه الحرة مضيفة أن الصحفي الذي قام بدور حاسم في تركيز مناخ الحرية في تونس وفي القطاع مدعو لتثبيت ذلك بأن يكون بمنأى عن الرضوخ لمراكز الضغط المالي والاجتماعي والسياسي والحزبي.
وتساءلت، في هذا السياق، عن دور هياكل المهنة في تجذير مسار الحرية العامة وحرية الصحافة تحديدا في البلاد وعن دورها في المساعدة على تحقيق هذا الهدف السامي وذلك بأن تعي دورها المحوري في هذا الخصوص من خلال الدفاع عن الصحفيين والعمل على توفير كل الظروف المريحة لاصحاب مهنة المتاعب حتى لا نسقط في مجال شراء الذمم والتوجيه ولا نسبح في فضاء الحرية بشروط الاستبداد.
ولاحظت (الصباح) في ورقة خاصة، أن خطاب، يوسف الشاهد، أول أمس لم يكن موجها لابناء حزبه “تحيا تونس” بقدر ما كان موجها للخصوم السياسيين من حركة “النهضة” واليسار والعائلة الوسطية نفسها واساسا “نداء تونس” وحتى الاتحاد العام التونسي للشغل من خلال الحديث عن الخطوط الحمراء مشيرة الى أن كلمة الشاهد والتي تواصلت 45 دقيقة كانت كافية ليكتشف الجمهور السياسي التوجه العام للحزب الذي بدت عليه علامات الاقصاء وكثير من الغرور وقد بدا واضحا تأثير “الكوتشينق” الذي اتبعه الشاهد بعد أن جاءت كلمته واضحة الرسائل والاهداف وبعد أن ظهرت علامات التحول السياسي على الشاهد نفسه عبر تطور الخطاب ووضوح الافكار والمحاولات المتكررة لابهار المتابعين وهي محاولات أوقعت الشاهد في فخ الاستفزاز الذي شمل كافة العائلات السياسية.
واعتبرت أن خطاب الشاهد كان صارما وكشف تضخما ل”الانا” لديه حيث لم يتردد أيضا في اعلان رفضه لمنهج الزعيم الكبير والشيوعي البناء “ماو تسي تونغ” باني نهضة الصين العظيمة مشيرة الى أن هذا الرفض للمنهج الشيوعي القائم على العلم والوطنية ربما يكشف نوايا الشاهد في مواصلة سياسة الارتهان لدوائر الضغط المالي وهو ما يعيبه عليه خصومه وأساسا اليسار “فنحن على أتم الاستعداد للقيام بها كلفنا ذلك ما كلفنا”.
وأضافت أن الشاهد زاد في سرعة خطابه وايقاعاته أمام جموع الحاضرين، ليتحرش جهرا بكل من حركة النهضة والجبهة الشعبية حيث أكد على ضرورة الابتعاد عن الخطابات الايديولوجية المتحجرة والمقولات التي تجاوزها الزمن، وفق تعبيره، وقال موجها رسائل ضمنية لحركة “النهضة” وللجبهة الشعبية .. “منهجنا وطريقنا هو الدولة الوطنية لا اش قال ماو تسي تونغ ولا اش قال حسن البنا”.
وبينت أن عديد المحللين يرون أن التوجه بالحديث عن حسن البنا في هذا التوقيت بالذات انما هو احالة ضمنية على جماعة “الاخوان المسلمين” والاسلام السياسي عموما وذلك في اطار الحملة التي من المقرر أن يطلقها رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب لتصنيف حركة “الاخوان” كحركة ارهابية استجابة لاقتراح من الرئيس المصري وحلفائه الاماراتيين والسعوديين وهو ما قد يفهم بأن الشاهد قد يقدم النهضة كقربان ليحكم تونس، وفق ما ورد بالصحيفة.
وتساءلت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها السابعة، عن مستقبل الاسلام السياسي في تونس حيث ان الحركات والتيارات والاحزاب التي تتبنى المرجعية الاسلامية تخوض صراعات تختلف الياتها وتمتد أهدافها من التحجيم الى الاستئصال لكن تبقى فرضية اسقاط هذا المشهد على الواقع التونسي محل سؤال حارق.
وأضافت أن العديد من الخبراء قد رجحوا، أن ما يحدث على المستوى الاقليمي والدولي قابل للاسقاط داخليا حيث يعتبرون أن تونس ليست خارج دائرة التحولات الدولية ونقلت عن الباحث والاعلامي، باسل ترجمان، قوله انه نبه الى هذا السيناريو منذ بداية سنة 2019 ، مشددا على أن الفترة الحالية ستشهد تغيرات كبرى.
وأضاف، في سياق متصل، أن من أوجد الاسلام السياسي وأعطاه دورا في المنطقة هو من أنهاه مشيرا الى أن الدور الذي تم تكليف الاسلاميين به انتهى وهو ما يفسر انهيار نظام الحكم في السودان وليبيا وكيف نجحت الالة الانتخابية التي أوصلت اردوغان الى الحكم في اسقاطه.
أما الاستاذ الجامعي والباحث في الجماعات الاسلامية، علية العلاني، فيعتبر، وفق ذات الصحيفة، أن مجرد طرح امكانية اصدار قرار أمريكي لتصنيف الاخوان المسلمين تنظيما ارهابيا يجعل من الامر يكتسي قدرا كبيرا من الجدية وحتى ان لم يتم اتخاذه حاليا فسيتم اصداره قريبا.
وشدد، ذات المتحدث، على أن الغرب لم تكن لديه صورة واضحة بالشكل الكافي وكانت هناك رغبة من طرف الدوائر السياسية لمعرفة ماذا يعني الاسلام السياسي في الحكم مشيرا الى أنه في سنة 2011 اتضحت الصورة واكتشفوا أن هذه الاحزاب هي أحزاب ايديولوجية أكثر منها براغماتية وهو ما اشعل الضوء الاحمر للاوروبيين الذين كانوا يسمعون من اخوان تونس أنهم أحزاب مدنية ديمقراطية وعندما يصلون سيؤسسون للدولة المدنية الديمقراطية، حسب ما جاء بالصحيفة.