مع خيوط الفجر الأولى .. وفي الطريق المؤدية الى سوق الجملة ببئر القصعة لاشيئ غير حركة الشاحنات وجلبة المارة ، جحافل العملة ورواد السوق يأخذون طريقهم الى مختلف الاجنحة ، هنا في هذا المكان هدوء ساعات الصباح الأولى ، تخترقه جلبة الباعة والمزودين ومن يبحث عن رزقه بين ثنايا أروقة السوق والكميات المجمعة هنا وهناك من المنتوجات الفلاحية .
في اليوم الثالث من رمضان ، كانت النبرة واحدة والكلمات تكاد تكون نفسها بين مختلف المتعاملين مع السوق ذات المصلحة المشتركة ، ” غالية برشة السلعة ” ، “كل شيء موجود أما الاسوام طالعة ” ، “حليلو الزوالي في رمضان” هي كلمات مفاتيح لخصت حركة العرض والطلب وأحاديث الباعة والتجار في هذا الفضاء الواسع بأجنحته الموزعة على منتجات الخضر والغلال والأسماك .
هنا الجميع يتذمر، ولكن الحركة لاتهدأ ، بين تحميل البضاعة وتفريغها على الشاحنات الراسية على جنبات الأجنحة ، يحضر خطاب المعاملات والبيع والشراء و الكميات المرفوعة والموجودة والموازين وقصاصات البيع والكل في حيوية يسابق الوقت عله يظفر بحاجته سريعا قبل اكتظاظ طريق العودة.
أحمد بائع خضروات بأحد الأحياء الشمالية للعاصمة ، قال وهو الذي يأتي الى السوق بشكل دوري ” انه أصبح لا يجد مايقوله لزبائنه خاصة مع حلول الشهر الكريم ، لقد أعيته خطابات التذمر والشكوى يضيف احمد وهو يمسك حبات طماطم بين يديه ” شوف سوم الطماطم وين وصل توا تفهم الباقي ” .
غير بعيد عن احمد خاطبنا رياض بائع خضروات بمنطقة المنيهلة ، ” هي كان الطماطم غالية هو الفلفل هو المشماش هو الفراولو هو الفقوس هو المعدنوس حتى القرع وما نحكوش عاد على الحوت هذاكا السردينة ولات تتشرى من سوق الجملة ب5 دنانير .
وفق النشرة التقديرية لواردات السوق وأسعار الجملة لاهم المواد الأساسية ، شهدت الكميات الوافدة على السوق تقلصا واضحا خلال هذه الفترة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية وهو امر ينسحب خاصة على مادة الطماطم من الخضروات تليها منتجات البطاطا والبصل والفول الأخضر ومن الغلال المشمش والبوصاع والخوخ والدلاع والبطيخ ، تكفي الإشارة في هذا السياق الى ان السوق استقبل اليوم الأربعاء 25 طنا من الطماطم مقابل 280 طنا من نفس المادة في نفس اليوم من السنة الماضية و 10 أطنان من المشمش مقابل 140 طنا سنة 2018 ، و 2 فاصل 5 طن من سمك السردينة مقابل 13 فاصل 1 طن خلال نفس اليوم من العام المنقضي
وواصلت أسعار المنتوجات نسقها المرتفع حيث وصل السعر الأقصى المتداول للبطاطا 1100 مي في الوقت الذي كان السنة الماضية لايتجاوز الـ700 مي ، أما الطماطم فحافظت على الحد الأقصى المقترح لتسعيرتها بـ 1600 مي رغم أنها لم تتجاوز خلال نفس الفترة من السنة الماضية الـ 700 مي بينما تراوحت أسعار الفلفل بنوعيه بين 1700 مي و3200 مي في حين لم يتجاوز السنة الماضية الـ2000 مي وتم تداول مادة البصل بين 1000مي و 1500 مي في حين لم يتجاوز خلال نفس الفترة من السنة الماضية الـ600 مي اما الفقوس فتراوحت أسعاره بين 2000مي و3500 مي وتم تداول المعدنوس بين 1000 مي و 1400 مي للكلغ الواحد في حين لم يتجوز السنة الماضية الـ1000 مي .
اما أسعار الغلال فتوزعت بين 3720 و6000 مي للمشمش و 3400 و 5000 للفراولو و2600 و 4500 للبوصاع وبين 1300 و2000 للبرتقال الصيفي و2000 و4000 للخوخ و9000 و12000 للدقلة
أما بالنسبة لسوق الأسماك ، فقد تم تداول السردينة بين 5000 مي و6500 مي للكلغ الواحد و الشورو بين 3000 و7000 والغزال بين 10000 مي و15000 مي والنزلي بين 10000 مي و16500 مي والتريليا الحمراء بين 15000 مي و40000 مي والبوري بين 8750 مي و 21000 مي .
وكان والي بن عروس علي سعيد أوضح لمراسل “وات” بالجهة ، انه لقي عند زيارته للسوق ،امتعاضا لدى العديد من مرتادي السوق من ارتفاع أسعار عديد المنتوجات ، وهي الحقيقة التي تعكسها أسعار التداول ، موضحا في الاثناء ان السلطة التنفيذية ستواصل عملها في اتجاه الضغط على أسعار التداول و العمل مع كل المتدخلين على إيجاد حلول ناجعة تنعكس فعليا على القدرة الشرائية للمواطنين .