أصدر متخصصون في علم الفلك يمثلون المؤسسات الفلكية في 12 دولة من بينها المملكة العربية السعودية بيانا موحدا حول الرأي الفلكي المتعلق ببدايات الأشهر الهجرية، حيث استهلوا البيان بظروف رؤية هلال شهر شوال (عيد الفطر) لعام 1440هـ، .
وفي ما يلي نص البيان الذي تم تداوله على نطاق واسع في وسائل اعلام عربية:
“بدأت معظم دول العالم الإسلامي شهر رمضان يوم الاثنين 06 مايو 2019م، وعليه ستتحرى هذه الدول هلال شهر شوال (عيد الفطر) لعام 1440هـ يوم الاثنين 3 يونيو؛ وفي ذلك اليوم سيغيب القمر قبل غروب الشمس في شرق العالم الإسلامي (مثل إندونيسيا)، وفي شمال العالم الإسلامي (مثل كازاخستان)، وعليه ستكون رؤية الهلال مستحيلة في تلك المناطق، وبالنسبة للمنطقة العربية ووسط وغرب العالم الإسلامي؛ فإن القمر سيغيب يوم الاثنين بعد فترة قصيرة جدًّا من غروب الشمس ليست كافية لرؤيته بأي وسيلة؛ وذلك وفقًا للدراسات العلمية الميدانية لرصد الأهلة.
فرؤية الهلال غير ممكنة يوم الاثنين بجميع الوسائل من جميع قارة أستراليا وآسيا وإفريقيا وأوروبا. في حين أن رؤية الهلال ممكنة في بعض الأجزاء الغربية من القارتين الأمريكيتين باستخدام التلسكوب فقط؛ وذلك بصعوبة بالغة في حالة صفاء الغلاف الجوي فقط. ورؤية الهلال بالعين المجردة غير ممكنة من أي يابسة في العالم يوم الاثنين، فهي ممكنة من أجزاء من البحر غرب المحيط الهادئ فقط.
وجاء في البيان تفصيل أكثر حول وضع الهلال بعد غروب شمس يوم الاثنين 3 يونيو في مختلف دول العالم الإسلامي. وقد أجريت الحسابات لمركز قرص القمر؛ لأن الهلال يتواجد أسفله:
• في جاكرتا وكوالالمبور سيغيب القمر قبل دقيقة من غروب الشمس؛ وبالتالي فإن رؤية الهلال مستحيلة من إندونيسيا وماليزيا.
• في الرياض سيكون عمر القمر المركزي عند غروب الشمس خمس ساعات و37 دقيقة، وسيغيب القمر بعد ثلاث دقائق من غروب الشمس. وعند اكتمال غروب قرص الشمس في الساعة 06:39 مساء بتوقيت السعودية؛ سيكون ارتفاع القمر عن الأفق نصف درجة فقط، ومن المعلوم أن رؤية الهلال الصغير عندما يكون ارتفاعه عن الأفق أقل من درجة غير ممكنة.
• في بغداد والكويت والمنامة وأبو ظبي سيغيب القمر بعد دقيقتين من غروب الشمس.
• في الدوحة سيغيب القمر بعد ثلاث دقائق من غروب الشمس.
• في عمان والقدس ودمشق وبيروت سيغيب القمر بعد أربع دقائق من غروب الشمس.
• في مكة المكرمة سيغيب القمر بعد خمس دقائق من غروب الشمس.
• في صنعاء وفي أقصى جنوب غرب مصر سيغيب القمر بعد ست دقائق من غروب الشمس.
• في طرابلس وتونس سيغيب القمر بعد سبع دقائق من غروب الشمس.
• في الخرطوم سيغيب القمر بعد ثماني دقائق من غروب الشمس.
• في أقصى جنوب الجزائر سيغيب القمر بعد إحدى عشرة دقيقة من غروب الشمس.
وعليه ووفقًا للمعايير الفلكية والأرصاد السابقة للهلال؛ فإن رؤية الهلال يوم الاثنين من جميع المناطق سالفة الذكر غير ممكنة لا بالعين المجردة ولا باستخدام التلسكوب ولا حتى باستخدام تقنية التصوير الفلكي الرقمي (CCD) فائقة القوة؛ وذلك لأن البعد الزاوي للقمر عن الشمس يومها ضئيل؛ بحيث يتراوح ما بين ثلاث درجات في الشرق وأربع درجات في الوسط وخمس درجات في غرب إفريقيا.
وأشار البيان إلى أن أقل مكث لهلال بعد غروب الشمس أمكنت رؤيته بالعين المجردة، كان 29 دقيقة، وتمت رؤيته يوم 20 سبتمبر 1990م، أما أقل عمر هلال أمكنت رؤيته بالعين المجردة؛ فكان 15 ساعة و33 دقيقة، وتمت رؤيته يوم 25 فيفري 1990م، ولا يكفي أن يزيد مكث الهلال أو عمره عن هذه القيم ليمكن رؤيته؛ إذ إن رؤية الهلال متعلقة بعوامل أخرى كبُعده الزاوي عن الشمس، وارتفاعه عن الأفق عند غروب الشمس.
وبناء على ما تقدم؛ فبالنسبة للدول التي بدأت رمضان يوم الاثنين، والتي تشترط رؤية الهلال لدخول الشهر الجديد؛ فمن المفترض أن تكمل عدة رمضان ثلاثين يومًا، وأن يكون يوم الأربعاء 5 جوان غرة شهر شوال (يوم العيد). أما بالنسبة للدول التي تكتفي بوجود القمر بعد غروب الشمس فوق الأفق أو تكتفي بالحسابات الفلكية التي تبين أن هناك إمكانية لرؤية الهلال من مكان ما في العالم مساء يوم الاثنين؛ فمن المفترض أن يكون رمضان فيها 29 يومًا، وأن يكون يوم الثلاثاء 4 يونيو يوم العيد.
وفيما يتعلق بالدول التي بدأت شهر رمضان يوم الثلاثاء، ومنها بروناي وباكستان وبنغلادش وإيران وسلطنة عمان والمملكة المغربية؛ فسيتم تحري هلال شهر شوال يوم الثلاثاء 4 يونيو، وستكون رؤية الهلال ممكنة في ذلك اليوم منها؛ وعليه من المتوقع أن يكون يوم العيد في تلك الدول يوم الأربعاء 5 جوان.”