– أعلن وزير الشؤون الدينية أحمد عظوم، أن تسعيرة الحج لموسم 2019/1440 قد تم تحديدها بقيمة 13.896 دينارا (2.520 د معلوم تذكرة السفر و 11.376 د معلوم الإقامة والخدمات)، مسجلة بذلك ارتفاعا بقيمة 2399 دينارا مقارنة بالسنة الفارطة، موضحا أن التأخير في الإعلان عن التسعيرة يعود إلى التعطيل في إبرام العديد من العقود المتعلقة بالزيارات.
وأضاف الوزير، خلال ندوة صحفية اليوم الأربعاء في قصر الحكومة بالقصبة، أن التوصل إلى تحديد هذه التسعيرة المعلن عن كان بفضل تضافر الجهود من كافة الأطراف المتدخلة للتقليص في الكلفة الحقيقية للحج والتي قد تتجاوز 15 ألف دينار ، مبينا أن ارتفاع التسعيرة يعود إلى أسباب عديدة وفي مقدمتها انزلاق سعر الدينار مقارنة بالريال السعودي.
ويبلغ عدد الحجيج التونسيين لموسم 2019 حسب وزير الشؤون الدينية 10980 حاجا تم اختيارهم من بين 236662 مترشحا ، ويبلغ عمر أكبر الحجاج سنا 93 سنة وأصغرهم 24 سنة وتمثل نسبة الإناث من بينهم 52 بالمائة. ويتضمن الوفد المرافق للحجاج 500 شخص يمثلون كافة الأطراف التي سترعى الحجاج وتتولى الإحاطة بهم والسهر على أدائهم لمناسكهم في أفضل الظروف.
ولتيسير عملية دفع تكاليف الحج، أبرمت وزارة الشؤون الدينية حسب ما أعلن عنه أحمد عظوم اتفاقية مع البريد التونسي لرقمنة العمليات المالية المتعلقة باستخلاص معاليم الحج، يمكن بموجبها لأي حاج التنقل لأي مركز بريد لدفع المعلوم كاملا والحصول على بطاقة يتم اعتمادها في كافة مراحل خلاص تكاليف الحج، وذلك تفاديا لإمكانية ضياع الأموال أو سرقتها .كما أعلن عن فتح الشبابيك الموحدة من 10 إلى 21 جوان القادم .
وشدد وزير الشؤون الدينية على أهمية توعية الحجاج بضرورة التحلي بالسلوك الحضاري وتفادي التدافع عند أداء المناسك وعند التنقل ، مشيرا إلى أن الوزارة خصصت حيزا هاما للتوعية انطلق في فترة اولى من 25 مارس وتواصل الى حدود 3 ماي، وفترة ثانية ستنطلق بعد عيد الفطر مباشرة وتتواصل إلى 21 جويلية، وتسجيل بعض حصص التوعية سيتم وضعها على موقع الوزارة وعلى موقع شؤون الحج والعمرة لتوعية الحجيج، إضافة إلى مواصلة تجربة الحج التدريبي والتي ستشمل 3 او 4 أقاليم خلال الموسم الحالي.
من جهته، بين الرئيس المدير العام لشركة الخدمات الوطنية والإقامات معز بوجميل، أن الشركة توفر للحجيج الخدمات المتمثلة في السكن بمكة المكرمة والمدينة المنورة والنقل البري بالبقاع المقدسة والخدمات بمشعري عرفات ومنى، وتهيئة المخيمات وتكييفها وتوفير المرافق المتعلقة بالإقامة بالمشاعر، إضافة إلى خدمة المزارات بالمدينة المنورة والتي تم إدراجها ضمن برنامج الحجيج التونسيين لأول مرة.
وبالنسبة الى الإقامة سيمكث الحجاج التونسيون في فنادق صنف 4 وخمس نجوم في مكة وصنف 3 و4 نجوم بالمدينة المنورة، وحاولت الأطراف المعنية ضمان قربها للمناسك ولمخارج الطرقات لتيسير تنقل البعثة التونسية التي توفر لها خدمات للتنقل من وإلى المطارات وبين مكة والمدنية، والتنقل بين الفنادق وعرفات ومنى بنظام الرد الواحد، وذلك بواسطة حافلات مكيفة وحديثة الصنع، حسب معز بوجميل.
وحرصت كافة الأطراف التي تسهر على تنظيم الحج على توفير أفضل الظروف للبعثة التونسية للقيام بشعائر عرفة ومنى، من خلال توفير خيام مكيفة بمخيم عرفات قريبة لموقف الحافلات وعلى حدود جبل عرفة إضافة إلى توفير مخيمات بمنى قريبة من جسر الجمرات على مسافة اقل من الف متر وتوفير وجبتي فطور الصباح والعشاء بمنى.
واستعرض بوجبيل أسباب ارتفاع تكلفة الحج للموسم الحالي والتي تعود بالاساس الى ارتفاع سعر صرف الريال السعودي مقابل الدينار التونسي، مما أدى إلى زيادة تقدر ب1316 دينارا مقارنة بكلفة الموسم الفارط ما يمثل 55 بالمائة من قيمة الزيادة الجملية للتسعيرة .
كما شهدت التسعيرة ارتفاعا بسبب الترفيع من قبل السلطات السعودية في معاليم النقل البري المستوجبة على كل حاج بنسبة 70 بالمائة أي بتأثير مالي قدره 401 دينارا و55 مليما ، وكذلك ارتفاع سعر تذكرة الطائرة ب290 دينارا تونسيا والأداء البلدي على السكن بالبقاع المقدسة بما قيمته 237 دينارا و26 مليما وارتفاع تكلفة السكن ب148 فاصل 5 دينارا.
وأفاد ممثل شركة الخطوط التونسية كريم قديش من جهته بأن الناقلة الوطنية ستؤجر طائرة خاصة من نوع اربيص 340 لنقل الحجاج ستساهم في حل إشكال نقل الأمتعة عند العودة مشيرا إلى ارتفاع التكلفة في النقل بقيمة 12 بالمائة بسبب ضريبة المطارات وارتفاع الكلفة المترتبة على المؤسسة بسبب انزلاق قيمة الدينار التونسي مقابل الدولار، لاسيما وان كافة التكاليف المستوجبة على الطائرات تدفع بالعملة الصعبة .
وقال إن الرحلات التي ستؤمنها الخطوط التونسية ليست تجارية ولا توفر أرباحا للمؤسسة، وإنما هي تندرج ضمن المجهود الوطني لإنجاح موسم الحج، مشيرا إلى أن الناقلة الوطنية ستؤمن 23 رحلة تغطي 6 مطارات وهي مطار تونس قرطاج وطبرقة والمنستير والنفيضة وصفاقس وجربة، وأن أولى الرحلات ستنطلق في 23 جويلية في اتجاه المدينة و22 جويلية في اتجاه جدة. أما بالنسبة الى رحلات العودة فإن الرحلة الأولى من جدة ستكون يوم 17 أوت ومن المدينة يوم 22 أوت.
وتحدث ممثل البنك المركزي عن دور هذه المؤسسة الوطنية في موسم الحج، والمتمثلة في تحديد سعر صرف ثابت للدينار التونسي مقارنة بالريال السعودي، مذكرا بأن البنك كان أصدر مذكرة لتسهيل تحويل الأموال المتعلقة بالحج، وأن مخزونا كافيا من الريال السعودي متوفرا لدى البنك الذي وجه التعليمات لكافة الفروع لتوفير القيمة الضرورية من العملة للحجاج التونسيين .
ودعا البنوك التونسية إلى الحضور في الشبيابيك الموحدة للمساهمة في تسهيل صرف المنحة السياحية للحجيج، مشيرا إلى أن البنك سيتولى القيام بالرقابة اللازمة على عمل البنوك التونسية في هذه الشبابيك.
ويضم الوفد المرافق للحجيج التونسيين بعثة صحية تضم 85 عضوا حسب ممثل وزارة الصحة شكري حمودة، الذي بين أنه تم تكليف جهات لاختيار ممثلي البعثة من أطباء وأعوان، وأن عملية الفرز تجري حاليا لاستكمال تركيبة الوفد الصحي، مشيرا إلى وجود أربع نقاط للعلاج في مكة ونقطة علاج واحدة في المدينة، إضافة إلى الفرق المتنقلة.
وذكر بوجود 20 ألف عيادة سنويا في موسم الحج من بينها 200 عيادة لمن يحتاجون لرعاية مركزة، مؤكدا الحرص على تقديم التلاقيح الضرورية للحجاج التونسيين وعمل الوزارة على تأمين ذلك ضمن الآجال.