“ضبابية في الترشحات وفي الخيارات .. التونسي .. من سينتخب؟” و”فشل ذريع للديبلوماسية الفنية … دراما رمضان تدمر صورة تونس” و”تشويه صورة واستقلالية القضاء” و”وتتعايش في تونس الاديان”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الخميس.
أشارت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها السادسة، الى أنه لم يعد يفصلنا عن بداية الاستحقاقات سوى 5 أشهر ولا يزال المشهد السياسي متسما بالضبابية فلا الناخب يعرف من سينخب ولا المنتخب يعلم مع من ستحالف مضيفة ان الانطباع العام حول نوايا الاقتراع يحمل صورة ضبابية تضم حظوظا متقاربة لعدد من المترشحين المفترضين الذين لم يتأكد بعد خوضهم لغمار الانتخابات الرئاسية ومن بين أدوات قياس الانطباع العام استطلاعات الرأي وسبر الاراء حيث بينت في الفترات الاخيرة بروزا لاسماء نبيل القروي وعبير موسي وقيس سعيد ويوسف الشاهد، فهل سينتخب التونسي أحدا منهم؟.
واعتبرت أن هناك ضبابية كبرى في مستوى تقدير حظوظ المترشحين وذلك لسبب بسيط يكمن في أن المترشحين للانتخابات الرئاسية لم يتم تحديدهم بشكل جلي بعد، خاصة وأن جل المترشحين المفترضين يتنافسون في سباق افتراضي سابق لتحالفات واقعية على الميدان مبينة أن الغموض مازال يلف ترشحات أغلب هؤلاء المترشحين المفترضين، بداية برئيس الجمهورية الحالي، الباجي قائد السبسي، اذ على الرغم من تأكيده تصريحا وتلميحا عن عدم رغبته في العهدة الثانية فان بعض التحركات في الكواليس لا تستبعد ذلك خاصة اذا ما حصل تقارب الترويكا الجديدة التي ينشدها بينه وبين رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي ويوسف الشاهد.
وأضافت أن الخيارات لا تبدو واضحة لدى التونسيين كما كان الوضع في انتخابات 2014 التي بنيت على استقطابات ثنائية حصرت مناخات التنافس بين قطبين فالذي يتجه اليوم الى التصويت العقابي لكل من شارك في الحكم سابقا لن يجد في خياره ذلك بديلا حقيقيا ومن يريد المراهنة على أحد المستقلين أو المرشحين من خارج الاحزاب يصطدم خياره بضعف سندهم السياسي حيث أن كل معايير الاختيار متداخلة في صورة ضبابية لم تبرز منها حتى الان سوى حرب الملفات والصراعات القذرة التي يمكن أن تكون معبرا واقعيا لحالة التخبط التي تعيشها التشكيلات السياسية في علاقة بالاسحقاقات الانتخابية.
وتطرقت، ذات الصحيفة، في ورقة أخرى الى الصورة التي تروجها الدراما التونسية في رمضان على بلادنا مشيرة الى وجود خطر فعلي على المجتمع وتماسكه وهناك تشجيع غير مباشر على الاجرام والاتيان بكل ما هو فظيع أو شاذ الى جانب تدمير صورة تونس في الخارج كما لو كان هناك اتفاق مبرمج على تدمير ممنهج.
وأضافت أنه في بلد يرتفع فيه الحس الوطني والوعي يتم اختيار السيناريو والشخصيات والمناظر وحتى الديكور بعناية حتى تستفيد الدولة ونذكر على سبيل المثال تركيا التي تضاعف عدد زوارها انطلاقا من مسلسلاتها الامر الذي زاد في تنشيط سياحتها، أما الدراما التونسية فتقدم عن تونس صورة شاحبة وبائسة وسيئة لا تشجع المشاهد العربي على زيارتها ولا على الافتنان بها خاصة وأن الفضائيات التونسية تحظى بمتابعة محترمة في جل البلدان العربية وخاصة منها الجزائر وليبيا.
وبينت أنه في ظل الفضائيات يمكن للدراما أن تلعب دورا ديبلوماسيا رائدا يعود بالنفع على البلاد وشعبها وهو ما تفطن اليه العالم الا تونس حيث يتغلب الجهل على الوعي وتتفوق الرغبة في الربح المالي على الحس الوطني، وفق تقدير الصحيفة.
ولاحظت (الصباح) في مقالها الافتتاحي، أن قضية الخبير الاممي، المنصف قرطاس، الذي تم ايقافه بتهمة تجسس ليتم اطلاق سراحه أول أمس مباشرة بعد بيانات وتسريبات تتحدث عن ضغوط للافراج عنه، فتحت الباب على مصراعيه لكل التخمينات الممكنة لا فقط بشأن استقلالية السيادة الوطنية بل أيضا بشأن استقلالية القضاء التونسي مشيرة الى أن القضية أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بالاسئلة كما بالتلميحات وتم اقحامها في سياق الصراع والتنافس السياسي والانتخابي لتصفية الحسابات وتسجيل النقاط على الخصوم
بما في ذلك تبادل الاتهامات بالعمالة والخطير أيضا ما يسجل من استهداف للمؤسسة القضائية وتكريس لصورة العدالة بسرعتين لدى العام واستحضار لصورة قضاء التعليمات.
وأضافت أنه ليست هذه المرة الاولى التي تتحول فيها قضايا خطيرة تهز الرأي العام الى مجال للمزايدات السياسية كما للانتقادات لاداء مؤسسة القضاء فقد سجلنا ذلك على امتداد أطوار ما باتت تعرف بقضية التآمر على أمن الدولة التي مازال يلفها الكثير من الغموض بعد اطلاق سراح القياديين الامنيين صابر العجيلي وعماد عاشور والابقاء على شفيق جراية رهن الايقاف مع وجود تسريبات في الاونة الاخيرة حول امكانية اطلاق سراح هذا الاخير.
واعتبرت أن ما يحدث من تشويه لصورة القضاء واستهداف لاستقلاليته لدى الرأي العام لن يكون في صالح ما تبقى من هذه المرحلة الانتقالية الصعبة والدفاع عن صورة القضاء النزيه والمستقل كلبنة من لبنات الجمهورية الثانية التي نتوق اليها يمر حتما عبر تنقية الاجواء والممارسات من كل الخروقات كما تتحمل الاسرة القضائية والقضاة الشرفاء المسؤولية بالدرجة الاولى في الدفاع عن “شرف” القضاء التونسي “المنتهك”.
وسلطت (الصحافة) في مقالها الافتتاحي، الضوء على الزيارة السنوية لمعبد الغريبة التي اعتبرت أنها تؤشر لنجاح الموسم السياحي وتميط اللثام عن معاني التسامح والتعايش في تونس بين الاديان في مجتمع راهن منذ فجر التاريخ على الانصهار رغم تعاقب عديد الحضارات عليه ولم يكن الاجتثاث أو الرفض متأصلا فيه، وهو ما جعل اليهود يعيشون مع المسلمين في وئام حتى في أحلك الفترات التاريخية مشيرة الى أن زيارة الغريبة مؤشر دال وبشكل عميق على أهمية التعايش في النسيج المجتمعي التونسي الذي برز هذه السنة بشكل مختلف باعتبار أن هذه الزيارة تتزامن مع شهر الصيام بكل حمولته الدينية والروحانية لدى المسلمين وعلى هذا الاساس تعيش تونس عموما وجزيرة جربة هذه الايام حالة فريدة من التعايش في ظل احياء طقوس دينية مختلفة ومتناقضة للمسلمين واليهود ولكنها تتم في اطار مجتمعي مرن وهادئ.
واعتبرت أن ذلك يحيي في التونسيين الكثير من الامل في امكانية البناء في هذا الوطن على أساس حرية المعتقد واحترام الحريات الفردية والايمان بالانسان التونسي مهما كانت أفكاره وقناعاته الدينية وجذوره العرقية أو الجهوية خاصة مع وجود دستور ضامن لكل هذه المعطيات مضيفة أن هذه الحقيقة لا ينبغي أن تخفي عنا مظاهر الغلو والتطرف لدى بعض الافراد الذين نشترك معهم في الانتماء لهذا الوطن لكنهم مع الاسف يمتلكون قناعات راسخة بكونهم يمتلكون الحقائق المطلقة التي تخول لهم أن يقيموا محاكم تفتيش لضمائر الناس ويحاكموا اعتقاداتهم.