“في خطوة غريبة وخارجة عن السياق الرئيس السبسي يستقبل فائز السراج .. تونس تصطف وتغادر منطقة الحياد” و”الجدل حول ملاحقة المفطرين في رمضان يتواصل مرة أخرى .. الى متى التمسك بمنشور 1981؟” و”ليس زعيما من يشاء” و”الاحزاب … والوعود الوهمية”، مثلت أبرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة.
تطرقت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة الى استقبال رئيس الجمهورية، الباجي قائد السبسي، رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية في طرابلس، فايز السراج، مشيرة الى أن الكثير من المراقبين استنتجوا أن تونس اصطفت رسميا الى جانب حكومة طرابلس وفايز السراج ضد خليفة حفتر والجيش الليبي.
وأضافت أن الرسالة واضحة ولا تحتمل تأويلا آخر فلو كانت مازالت على نفس المسافة من الجميع لكانت استقبلت السراج وحفتر بنفس الطريقة ولكانت حافظت على مستوى التمثيلية والتعاطي الديبلوماسي مع الرجلين على نفس المستوى لكن أن تفتح قصر قرطاج بشكل لا يفتح به الا للضيوف المهيمن من الرؤساء الكبار وتتجاهل دعوة حفتر ولا تتواصل معه الا في اطار قنوات مغلقة من نوع اتصال هاتفي من قبل وزير خارجية أو مسؤول أمني أو ديبلوماسي درجة ثانية، فهذا لا معنى له الا أن تكون قد اختارت رسميا الطرف الذي ستقف معه.
وتساءلت في هذا الصدد .. مالجديد الذي دفع تونس لاعلان وقوفها مع السراج بهذه الطريقة العلنية رغم أن الجميع يعرف أنها تقف معه منذ انطلاق الازمة وانها لا تعترف الا به، فلماذا أعلنت ذلك على الملا هل لاغاضة أطراف عربية تدعم حفتر أم للضغط على دول أوروبية لا تراعي مصالح تونس في اقتسام مغانم ما بعد الحرب أم هي فقط اصطفاف الى جانب المحور القطري/التركي قبل الذهاب الى القمتين الخليجية والاسلامية كي يعرف مستقبلوها أين تقف ومع من تقف؟.
واهتمت (المغرب) في افتتاحيتها اليوم، بالجدل الذي يثار خلال شهر رمضان حول ملاحقة المفطرين وخاصة في المقاهي بين منظمات حقوقية تدعو لاحترام مقتضيات الدستور وأطراف دينية، أو هكذا تقدم نفسها، تطالب باحترام مشاعر الصائمين وسلطة تنفيذية تتناقض تصريحاتها وتتوزع بين من يقول “نحن نطبق القانون” في اشارة الى المنشور الشهير لسنة 1981 الذي يدعو لغلق المقاهي والمطاعم في رمضان باستثناء الجهات السياحية وبين من يرى أن هذه الممارسات لبعض أعوان الامن هي ممارسات معزولة ومتوارثة وليست سياسة ممنهجة للدولة، هذا دون الحديث عن الهستيريا التي تميز تناول هذا الموضوع في وسائل التواصل الاجتماعي فتغيب الحجة ويظهر السب والشتم وبذئ الكلام حتى عند أولئك الذين يدعون الدفاع عن المقدسات.
واعتبرت أنه يكفي للدولة أن تلغي هذا المنشور اللادستوري وأن تمنع أعوانها من التدخل في حياة الناس وقناعاتهم سواء تعلق الامر بالافطار في المقاهي الفاخرة أو الشعبية فالامر موكول فقط لاصحاب المقاهي ولروادها وكذلك الامر في الطريق العام اذ لا يسمح لا القانون ولا الدستور بالتعرض لشخص ب”تهمة” الافطار ولا يجوز للقاضي أن يتأول مسائل فضفاضة في القانون ك”الاخلاق العامة” أو غيرها مبينة أن المبدأ في التضييق على الحريات أن يكون ذلك بنص صريح لا يحتمل التأويل حتى يتضح الامر للجميع بأن التجاهر بالافطار في رمضان ليس جريمة يعاقب عليها القانون.
وأضافت أن هذا الكلام ليس استهانة بشعيرة كالصوم أو ازدراء لمشاعر الصائمين بل تنزيها للدين وللتدين من التصور السلفي الطقوسي المغلق الذي يرى في جرعة ماء أو في لباس ما تهديدا للمقدسات مبرزة أن المقدسات ليست بحاجة لهذا التعصب حتى تستقر في القلوب، وفق ما ورد بالصحيفة.
ودعت (الشروق) في مقالها الافتتاحي، الطبقة السياسية والحزبية الى التنافس استنادا الى برامج وأفكار ومشاريع حقيقية لا الى المعارك والمناورات وثلب الاخر والنزول بمستوى الخطاب السياسي وهتك الاعراض والخصوصيات مشيرة الى أنه على الطبقة السياسية والحزبية أن تعي جيدا أن عهد تقديم الوعود الوهمية والزائفة للناخب انقضى وأن تكون بمناسبة الانتخابات القادمة أكثر احتراما للناخب وأن تقدم له وعودا حقيقية وبرامج واقعية قابلة للتحقيق تعيد اليه الامل في حياة تتوفر بها مقومات العيش الكريم والهدوء والاستقرار الاقتصادي والاجتماعي.
وأضافت أنه اليوم ومع ارتفاع عدد المسجلين للانتخابات واتساع رقعتهم نحو جيل “آخر” من الناخبين قد لا تنطلي هذه المرة حيل الوعود الزائفة والوهمية ليكون المجال مفتوحا أمام التصويت العقابي ضد كل من لا يحترم عقل الناخب.
ولاحظت أن السياسيين لم يبدوا في حملاتهم الانتخابية، أدنى اهتمام بالتنافس عبر الافكار والبرامج المستقبلية والمشاريع الواقعية القابلة للتحقيق كما في الديمقراطيات الكبرى حيث تتنافس الاحزاب من أجل تقديم حلول في شتى مجالات الحياة حقق التقدم والرقي للوطن وللمواطن وتؤدي الى النمو الاقتصادي والاجتماعي مشيرة الى أن التنافس بين السياسيين والاحزاب في تونس هو تنافس أعمى لا يتراءى فيه أمامهم غير كراسي السلطة دون ايلاء اهتمام بتحقيق الوعود المقدمة الى الناخبين بمناسبة الحملات الانتخابية وبذلك تحول تنافسهم الى مصدر ارباك للدولة وللشأن العام والى مساهم بارز في الازمة الاقتصادية والاجتماعية التي تتخبط فيها البلاد، حسب ما جاء بالصحيفة.