يبدو أن التاريخ يعيد نفسه مع المهاجم غاريث بيل، الذي عانى ريال مدريد من أجل التعاقد معه قبل ست سنوات، لتتجدد المعاناة مع اقتراب اللاعب من الرحيل عن الفريق, بسبب عدم تلقي إدارة الريال للعروض المناسبة.
ففي عام 2013 انضم بيل إلى الملكي بعد جدل حاد مع نادي توتنهام الإنجليزي، الذي رفض في البداية السماح له بالرحيل، غير أن الريال اصر حتى الرمق الأخير للظفر بتوقيع أفضل لاعب في البطولة الإنجليزية موسم 2012-2013.
ولتوقيعه مع الريال قصة معقدة، واعتبر حينها إحدى أكثر الصفقات التي أتعبت رئيس النادي الملكي فلورنتينو بيريز، فكان على بيريز التوقيع مع بيل ليرد على تعاقد برشلونة وقتها مع البرازيلي نيمار.
وبعد الاتفاق بين النادي وبيل على تفاصيل الصفقة، دخل بيريز في مفاوضات شاقة وغير واضحة المعالم مع رئيس مجلس إدارة النادي اللندني دانييل ليفي، المعروف عنه تعنته في التفاوض.
ولكن بيل أحرج رئيسه ليفي بوعده “إن لم نتأهل لرابطة الأبطال فترحل عن الفريق”، وهدد بالتمرد إذا لم يسمح له بمغادرة ريال مدريد.
وأمضى الريال شهر جويلية 2013 وهو يحاول إقناع توتنهام بالتخلي عن بيل، لكن ليفي، كان يرفض ويصر على موقفه، الأمر الذي واجهه بيل بالتمرد ثم ادعى الإصابة وغاب عن الفريق لأربع مباريات في أوت من العام نفسه، بينها مباراتان في الدوري الأوروبي وأخريان بالبطولة.
ورغم التمرد كانت ردة فعل ليفي الإصرار على عدم بيعه وهدده بأن يبقيه عاما على دكة البدلاء. وفي آخر أيام أوت طلب ليفي من “لوس بلانكوس” 145 مليون يورو، لكن الصفقة تمت في الأول من سبتمبر 2013 مقابل 92 مليون يورو.
ويبدو أن النادي الملكي يعيش الآن وضعا مشابها ولكن هذه المرة من أجل التخلص من غاريث بيل. ويواجه ريال مدريد صعوبة في الحصول على عروض مناسبة لمهاجمه المرتبط بعقد مع النادي الملكي إلى غاية 2022، في ظل انخفاض مستوى اللاعب وعدم قدرة الأندية على الالتزام براتبه الحالي الضخم والذي يبلغ 17 مليون يورو سنويا.
وذكرت تقارير إعلامية أن بيل متمسك ببنود العقد الذي يربطه بالنادي الملكي ويصر على البقاء مع الفريق، رغم رفض المدرب زين الدين زيدان، وهو ما يضع النادي في مأزق.