أكّد وزير السياحة، روني الطرابلسي، مشاركة 5004 زائر في الزيارة السنوية للغريبة، يوم الإربعاء، مع تواصل توافد زوار آخرين بعد وصول رحلات جوية، أمس الخميس، بمطاري تونس قرطاج وجربة جرجيس الدوليين. وتوقع الطرابلسي أن يصل عدد الزوّار الى 6 آلاف شخص وهو ما يتوافق مع التوقعات قبل انطلاق فعاليات الزيارة.
وأضاف الطرابلسي في ندوة صحفية عقدها، امس مع وسائل إعلام وطنية وأجنبية، أن الزيارة حققت بذلك نجاحا هاما أمنيا وتنظيميا وعلى مستوى عدد الزوّار، الذي تضاعف مقارنة بزوار 2018. كما أكد نجاح استعادة الثقة في تونس من خلال عودة أعداد هامّة من اليهود، الذين غادروها منذ ثلاثين وأربعين سنة، مشيرا، أيضا، إلى نجاح الغريبة في مزيد ترسيخ صورة التسامح والتعايش وتوجيه رسائل إلى العالم عن بلد منفتح ومتسامح يتعايش على أرضه الجميع بسلام على اختلاف دياناتهم وألوانهم.
وقال وزير السياحة أن زيارة الغريبة قادرة على استقطاب 20 ألف زائر في السنوات المقبلة فهي “زيارة ليست فقط لليهود من أصل تونسي بل لكل اليهود أينما كانوا”. واعتبر ان ذلك يتطلب عملا كبيرا ومجهود سنوات للنفاذ إلى أسواق وبلدان أخرى والقيام بمجهود تسويقي عن “زيارة بطقوس دينية يهودية في بلد عربي مسلم” وهي صورة من شأنها أن تجذب الكثيرين على غرار أمريكا والارجنتين.
وأبرز روني أن نجاح الغريبة مؤشر إيجابي ورافد أساسي لنجاح الموسم السياحي، الذي يتوقع أن يحقق هذا العام 9 ملايين سائح اغلبهم من الاسواق الأوروبية مع اهمية السوق الجزائرية والليبية والسوق الصينية. وأفاد أنه سيؤدي زيارة إلى الصين على إثر دعوة للمشاركة في معرض سياحي موفى جويلية 2019 “مما يوفر الفرصة للترويج لتونس على الوجه الأمثل”.
وشدد على ان القطاع السياحي قطع على مستوى الجودة شوطا هاما وتمكن من تنويع المنتوج الا ان الأمر يتطلب عملا اخر لمزيد تنويع المنتوج بما يجعل السائح قادر على ان يختار من الخدمات ما يلائمه وضرورة، الى جانب ذلك، العناية بجانب التكوين لتلبية طلبات تتعلق بتوفير حوالي الف يد عاملة في القطاع وطلبات اخرى متزايدة قد تدفع بالقطاع الى جلب يد عاملة خارجية متخصصة، خاصة، مع فتح نزل جديدة وذكر في هذا السياق بفتح 4 نزل من طراز رفيع بالمنستير.
وقال وزير السياحة أنّه من الضروري أن تعمل تونس على استقطاب أكثر من عشرة ملايين سائح بإمكانياتها العامّة الا ان المطروح اليوم هو تنشيط فترة الشتاء، التي تشكو تقلص النشاط السياحي بشكل كبير، وتدفع بالنزل الى الغلق. وأوضح أن القطاع السياحي لم يتعاف بعد ولم يتمكن من تجاوز أزمته أمام وجود عدة عوائق ومنها صعوبات التنقل والمشاكل البيئية والتكوين وهي محاور تتطلب جهدا هاما بالتنسيق مع وزارات اخرى.