” غياب الدور الرقابي للاعلام يغيب “صحافة الجودة ” الموجود والمفقود والمنشود ” و” مبادرة رئيس الجمهورية لاعادة بناء النداء… الاعلان عنها في جوان ونقاطها لا تزال غامضة ” و”الازمة تتواصل داخل الجامعة والاساتذة يهددون بحجب الاعداد ” و” داخل الجبهة الشعبية… خلافات فاستقالات من شعار “الى الثورة ” الى شعار “يسقط كل شىء من اجل الرئاسة ” مثلت ابرز عناوين الجرائد التونسية الصادرة اليوم الاربعاء 29 ماي 2019 .
وسلطت جريدة (المغرب) في ركنها السياسي الضوء على مبادرة رئيس الجمهورية لانقاذ النداء والتي تشير مصادر قريبة منه ان هذه المبادرة ستطرح بعد عيد الفطر للفاعلين السياسيين في النداء وذلك بعد استكمال صياغتها وتوضح نقاطها .
واضافت ان هذه المبادرة تراهن على متغيرات عدة اولها حكم المحكمة الادارية وثانيها تطور عمليات الانصهار التي تعيش على وقعها الاحزاب المنبثقة عن النداء ، مشيرة الى انها ستعتمد على النتائج التي افرزتها انتخابات اللجنة المركزية وستنطلق منها لتستكمل مسار انتخاب بقية الهياكل والقيادة الجديدة للحزب.
وبينت في ذات السياق ، ان الرئيس ولدى كشفه عن مبادرته في حوار سابق اشار الى انها تنطلق باجتماع اللجنة المركزية وتنتهي بتوحيد النداء ومنه يقع المرور لمرحلة التحالفات ، معتبرة ان موقف طرفي النزاع ليس هو فقط من يؤرق الرئاسة ويتحكم في مبادرتها التي قد تتعثر قبل ظهورها فهي تراهن على التطورات التي تعيش وقعها الاحزاب وخاصة المنبثقة عن نداء تونس وعمليات الانصهار التي تعيش على وقعها اذ ان هذه التطورات قد تعسر عملية قبول المبادرة التي لم تتضح كافة عناصرها بعد الا لدى الرئيس الذي يتكتم عليها حتى مع اقرب مستشاريه .
وخصصت جريدة (الصحافة) ورقة كاملة للحديث عن المضامين الاعلامية واسبتاب تدنيها وسبل الارتقاء بها خاصة وان تونس مقبلة على استحقاق انتخابي جديد اواخر هذا العام اضافة الى ما تحدثه نتائج سبر الاراء من بلبلة في الوسط الاعلامي والسياسي في هذه الفترة انما هو مؤشر على غياب الدور الرقابي الذي يضطلع به الاعلام .
واضافت ان اغلب المواطنين يشتكون من عدم تلبية الاعلام التونسي لانتظارته حيث كشف في هذه الاطار بارومتر اعدته مؤسسة “بر الامان ” ونشرته في سبتمبر 2018 عن معطيات اعتبرها بعض المحللين صادمة ابرزها ان ثلثي المستجوبين لا يثقون في ما تقدمه وسائل الاعلام او يثقون قليلا فيها.
وبينت في سياق متصل ، ان مضامين القنوات التلفزية الخاصة عرفت خلال شهر رمضان احتجاجا واسعا من عامة المواطنين والمشاهدين بسبب تعدد مشاهد العنف في اعمالها الدرامية وضعف القضايا المطروحة حيث اقر رئيس غرفة القنوات الخاصة بمنظمة الاعراف لسعد خضر ، بان القنوات التلفزية الخاصة اصبحت تقدم برامج رديئة فيها ابتذال وبحث عن “البوز” بهدف تحقيق الربح ، مؤكدا ان هناك نية من الغرفة نحو اقرار كراس جودة خاص بالقنوات الخاصة .
ومن جهته بين الباحث في المجال الاعلامي الاستاذ محمد فهري شلبي ، ان الاعلام التونسي لم يقم بعد بما هو مطلوب منه في المرحلة الانتقالية ، موضحا ان القضايا الاساسية التي تهم المواطن تغيب اليوم عن برامج وسائل الاعلام ومنشوراتها وهذا بسبب غياب النقاش العام الذي يجب ان يدور في الفضاء العام والذي يستوجب ان لا تكون الصحافة تسجيلية تنقل مجرد تصريحات بل يجب ان ان تكون صحافة جودة تتناول قضايا الراي العام.
كما اعتبر المتحدث ، ان الصحافة في تونس اليوم هي اما تحت تاثير سلطة المال اوتحت تاثير سلطة السياسة او ان تكون تحت السلطة المهنية وهذا الامرغير متوفر حاليا في ظل غياب مجلس الصحافة مما يؤدي بالضرورة الى توجيه المضامين الاعلامية والانحراف بخطوطها التحريرية والحال ان وسائل الاعلام لها دور بيداغوجي اثناء فترة الانتقال الديمقراطي .
وتطرقت جريدة (الصباح) في مقال بصفحتها الثانية الى التحولات المتسارعة التي عرفتها الجبهة الشعبية بعد ان فقدت كتلتها النيابية ليكون بذلك اعلانا صريحا عن نهاية التجربة بعد علاقة ائتلافية امتدت لنحو 4 سنوات .
واضافت ان الخلافات بين حمة الهمامي ومنجي الرحوي سواء خاتمة لتحالفات ملغومة اوهمت من خلالها الجبهة اليسار التونسي بانها الحاضنة الوحيدة لاحفاد لينين غير ان تمثلات المشهد السياسي اثبتت ان المشاريع المتناقضة لا تدوم طويلا رغم كل المساحيق الايديولوجية المستعملة لاخفاء عورة يسارنا الوظيفي .
واعتبرت في سياق متصل ، ان اليسار الحقيقي لم يكن سواء ذاك الذي تطلع كل من الشهيد شكري بعيد والمرحوم الطاهر قرقورة ، مبينة ان الجبهة الحالية ما هي الا جبهة انتهازية التقى فيها صغار الحوانيت السياسية على انقاض كراريس لم تعد تغني الفكر من جوع .
كما اشارت الى لقاء الجبهة الشعبية في نظرية بلعيد كان الحزب الجامع والرؤية المخترقة للمجتمع حيث شعار “صف واحد في النضال تلامذة وطلبة وعمال ” من اجل بناء وطن ديمقراطي قوامه المسالة الاجتماعية غير ان ذلك لم ينجح مع استبسال الرفيق حمة الهمامي في الدفاع عن منصبه كزعيم اوحد للتجربة فمنافسة منجي الرحوي له لم تكن سواء صرخة داخلية لتغيير واقع التجربة بعد انتخابات 2014 وهزيمة الانتخابات البلدية في 2018 وفشل الائتلاف في تاكيد انتشاره شعبيا وجماهيريا وهو ما مثل صدمة حقيقية للمنظرين والانصار على حد السواء.
واهتمت جريدة (الشروق) بالازمة المتواصلة داخل الجامعة حيث دعت مختلف الاجتماعات النقابية والهيئات الادارية الجهوية للجامعة العامة للتعليم العالي والبحث العلمي الى التصعيد واتخاذ جميع الاشكال النضالية بما في ذلك حجب الاعداد وذلك ردا على تجاهل الوزارة لمطالبهم وانقلابها عن الاتفاقيات المبرمة بينها وبين الجامعة العامة للتعليم العالي وعدم جديتها في معالجة الاشكاليات العالقة .
واضافت ، انه تم خلال اجتماعاتهم نقد سياسة الهروب الى الامام المنتهجة من قبل الوزارة في ادارة ازمات الجامعة التونسية وخاصة فيما يتعلق بالامتحانات اضافة الى تمسكهم بكافة المطالب المادية والاجتماعية على غرار تحقيق زيادة مجزية لكافة المدرسين الجامعيين على اختلاف اسلاكهم والاعلان عن خطط الترقية والانتداب والحسم في كافة الاشكاليات العالقة .
واشارت في ذات السياق ، الى ان الاساتذة الجامعيون استنكروا عدم تفعيل الاتفاقيات المبرمة من قبل وزارة الاشراف والتي تخص عدم تعميم منحة العودة الجامعية وتعطيل صرف منحة ابناء الجامعيين والبطء في اقرار الاجراءات المتعلقة بتكوين التعاونية الخاصة باساتذة التعليم العالي ومنحة التحفيز على البحث العلمي علاوة على تعطل المفاوضات بخصوص القانون الاساسي وانعكاساته المالية .