نشر الاعلامي سمير الوافي تدوينة على اثر وفاة والده أمس وقال “:
“أحتاج الى الفضفضة فالكتابة تداويني وتعالجني :
أرثي لكم والدي…بل أرثي نفسي وروحي وقرّة عيني…
كل المحن التي واجهتها سابقا إنتصرت عليها بفضل الله ورضاء الوالدين…حتى صرت عصيّا على المحن وملقحا ضد جراحها…وكل مصيبة تصغر أمام صبري وكل فراق يتحمله قلبي…إلا هذه المصيبة وهذه المحنة وهذا الفراق…فراق والدي قصم ظهري وسقط الحائط الصلب الذي كان يسنده وفقدتُ اليد الأحن والأسخى التي كانت لا تخذلني عند الغرق…وعند الضياع…وعند الضعف…
لا يخفف علي حزني سوى يقيني أنه راض عني…وأنني كافحت حتى لا أحرم نفسي من رضاه…ولم أخذله ولم أحب نفسي أكثر مما أحببته…ورغم ذلك أعتبر نفسي دائما مهما بذلت مع والديا قد قصرت…حتى في حجم الوقت الذي أقضيه معهما بسبب المشاغل…حتى حين يدفعان ثمن ما أتعرض له بسبب مهنتي…من خوف وقلق وانشغال مستمر عليّ…
رحل والدي فجأة…فبكيته بكل الدموع التي كتمتها طيلة محني السابقة…وأحسست لأول مرة بوجع الفراق الذي لا يعوضه أي حضور…كان ملهمي ومدرستي وسندي…والشمعة الضعيفة التي أهزم بها كل الظلام…كان دعاء لا يُرد ويدا لا تخذل وقلبا لا يخون…كان أبي الشامخ الذي لا يمل من تذكيري دائما…وكلما خاف علي من غروري…أن “من اعتز بغير الله ذل”…كانت كلماته مصدر طاقتي…كان صوته مصدر شعوري بالأمان…يا ربي قويني لأتحمل غيابه…يا ربي صبرني على فراقه ???
رحمه الله وشكرا لكم على تعازيكم ومواساتكم…وحضوركم واتصالاتكم…شكرا على مدي بما أحتاجه من معنويات…والحمد لله…?”