“الجبهة الشعبية وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد … قطيعة متواصلة .. واجتماع مرتقب للجنة المركزية للوطد لاتخاذ القرارات” وفشلوا … فكيف يستعيدون ثقة الناخب؟” و”غذت نظرية المؤامرات والاتهامات … حرائق المحاصيل والغابات … هل هو ارهاب من نوع آخر؟” واستقالات رافقت تحالفه مع نداء تونس … هذا ما يجري داخل مشروع تونس” و”حرائق الحقول … النار تأكل الاخضر واليابس”،مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
تطرقت جريدة (المغرب) في مقال لها، الى تواصل الازمة صلب الجبهة الشعبية التي فقدت كتلتها البرلمانية في مجلس نواب الشعب بعد تقديم تسعة من نوابها لاستقالتهم والتي أصبحت نافذة بعد انقضاء الاجال القانونية أي خمسة أيام في انتظار القرار النهائي لمكتب البرلمان الذي من المنتظر أن يجتمع في الايام القليلة القادمة مشيرة الى أنها ازمة عصفت بالجبهة وبوحدتها وأثرت بشكل كبير على استعداداتها للانتخابات التشريعية القادمة ولكن حسب بقية المكونات فان الجبهة مازالت قائمة لكن تركيبتها ستتغير بالخروج السيساسي لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد وستعمل على تضميد جراحها وتعتبر أن كل من استقال من كتلتها وساهم في تدميرها هو مستقيل أيضا من الجبهة.
ونقلت فسي هذا الخصوص عن الامين العام لحزب الوطدن زياد الاخضر، قوله ان هذه الخلافات والاستقالات قد أثرت بشكل كبير على الاستعدادات للانتخابات التشريعية القادمة ودعا الى تغليب مصلحة الجبهة والتعامل بعقلانية مع هذه الازمة وتفادي التصريحات الاعلامية التي من شأنها أن تساهم في مزيد تعقيد الوضع.
كما نقلت عن الناطق الرسمي للتيار الشعبي محسن التايبي تأكيده أن الجبهة فقدت كتلتها البرلمانية وأصبح لديها بعض النواب فقط مشددا على ان ما حصل في المدة الاخيرة يعتبر أزمة كبيرة عصفت بالجبهة وجعلتها تخسر كتلتها ووضعت حدا فاصلا بين مرحلتين في تاريخ الجبهة وفتحت الباب لمرحلة جديدة حيث غلبت الوحدة على الموقف طيلة سبع سنوات واضطرت أحيانا لعدم اصدار أي موقف مقابل الحفاظ على صورة الجبهة ككيان موحد لكن استقالات تسعة نواب من الكتلة كانت خطوة عنيفة لم تترك مجالا لاستمرار هذا السلوك في المرحلة القادمة، وفق ما ورد بالصحيفة.
واهتمت (الصباح) في ورقة خاصة، بردود الافعال التي أثارها نشوب الحرائق المتتالي في وقت متزامن في عدد من الولايات والتي ذهب بعضها الى اصدار اتهامات بوجود مؤامرات وأياد خفية وراء اشعال هذه الحرائق بغاية افشال الموسم الاستثنائي لصابة الحبوب المقدرة بحوالي 20 مليون طن هذه السنة في حين ربط البعض بين المخططات الداخلية والخارجية لزعزعة الاستقرار في تونس عبر استهداف أمنها من خلال ارهاب الجبال أو الارهاب الغذائي ومزيد تعميق أزمتها الاقتصادية والاجتماعية ووصل الحد الى غاية الربط بين تواتر الحرائق وأجندات سياسية لتأجيل الانتخابات.
وأضافت أن هناك من ذهب الى اتهام بارونات التوريد المتنفذة في تونس في السنوات الاخيرة بوقوفها وراء الحرائق لضمان توريد كميات كبيرة من حاجياتنا من القمح والتي بلغت خلال خلال السنوات الاخيرة أرقاما قياسية في ظل تواتر مواسم الجفاف وضعف الصابة الى جانب ما تعانيه منظومة الحبوب من اشكاليات وصعوبات قلصت من نسب الانتاج ورفعت من كميات التوريد ملاحظة أن التعاطي الرسمي مع هذه الازمة المتكررة وعلى خطورتها وتهديدها للامن القومي للبلاد لم يشهد صرامة واجراءات وقائية وردعية تضاهي حجم الكارثة.
ورأت أن التقصير في اتخاذ الاجراءات اللازمة بدا واضحا هذه المرة لان أهمية الموسم من حيث حجم الصابة المنتظرة من الحبوب على جانب الظرف العام للبلاد كانا يحتمان بالضرورة على وزارة الفلاحة وغيرها من المصالح المعنية اتخاذ تدابير استثنائية وقائية لحماية الاراضي الزراعية واحداث لجان مبكرا تعهد لها هذه المهمة على شاكلة اللجنة التي تحدث عنها أمس والي الكاف والتي أحدثت بداية الاسبوع الجاري للتكفل بحماية صابة الحبوب من الحرائق.
وفي سياق متصل، اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها السادسة، أن ما حدث هذه الايام من وقائع في الشمال التونسي تجلت في اندلاع الحرائق في حقول القمح وأتت على عدد كبير من الهكتارات مؤشرا سلبيا ويحمل انذارا خطيرا خاصة وأن صابة الحبوب هذه السنة قياسية ولم تعرفها تونس منذ سنين.
وأضافت أن ظاهرة الحرائق التي تكثفت في السنوات الاخيرة توضح أنه ثمة من يتآمر على قوت التونسيين وأمنهم الغذائي من خلال تجويعهم وتركيعهم وجعلهم أدوات طيعة في يد المستعمر القديم والجديد على حد السواء مبينة أن هواة الحرائق ومن يتلذذون بلعبة النار ويتسلون بلهيبها بهدف أن يأتي الحريق على الاخضر واليابس بالمعنى الرمزي والمجازي للعبارة.
وأشارت الى ان وضعية الفلاحة التونسية شائكة وبالغة التعقيد وتتطلب فتح ملفات كثيرة ولكن ما يهم اليوم بشكل حارق هو تامين صابة الحبوب حتى تبلغ مامنها ، مؤكدة على ضرورة اليقظة الفائقة والانتباه من قبل أجهزة الدولة والمواطنين على حد السواء لكل الذين يحيكون المؤامرات من أجل تدمير قدرات هذا البلد وتجويع اهلها.
كما اكدت ان ماسي هذا العام هي الاكثر شراسة مما يستوجب على السلط المعنية بذل اقصى الجهود بالتعاون مع الفلاحين من اجل حماية ما تبقى من صابة هذا العام وانقاذ ما يمكن انقاذه اضافة الى العمل على اماطة اللثام عن من يقف وراء هذه الماسي المتكررة ان ثبتت وعن الايادي الاجرامية الخفية التي لا تستهدف الفلاحين فقط بل منظومة القطاع الفلاحي برمته التي تعاني أصلا من صعوبات جمة في سبيل مواصلة الصمود أمام الاجراءات والتحديات الكثيرة التي تواجهها وتستهدف أيضا وبصفة أشمل الامن الغذائي للتونسيين عموما.
وتطرقت جريدة (الشروق) الى عدد الاستقالات التي شهدها حزب مشروع تونس نهاية الاسبوع الماضي والتي تباينت حولها المبررات والدوافع خاصة بعد اعلانه الدخول في مسار توحيدي مع مجموعة الحمامات لنداء تونس.
وأضافت أن أسباب الانقسامات والاستقالات والخلافات تبدو عديدة ومتعددة يتداخل فيها الذاتي والموضوعي فمن وجهة نظر النائب صلاح البرقاوي فهي تتركز وفق رأيه في ضعف النضالية والانتماء لدى البعض مشيرة الى أن هذه الاستقالات يفسرها البرقاوي بتقديم بعض الاشخاص لمصالحهم الشخصية على المصلحة الوطنية والمصلحة الحزبية من خلال مواجهة عدم تواجدهم في مناصب بالاستقالة وتشويه الحزب.
واعتبر البرقاوي، أن هذه الحالة لا تهم حزبه فحسب حيث عاشت أحزاب أخرى على غرار آفاق تونس والحزب الجمهوري والمسار بعمليات مشابهة تمت فيها مفاضلة عدد من السياسيين بين البقاء في الحزب او في الحكومة فاختاروا الاستقالة من احزابهم تشبثا بالمناصب.
وأشارت الى أنه من الاسباب الاخرى ما كشفه مصدر من مشروع تونس يتعلق أساسا بعملية التحالف مع نداء تونس (شق الحمامات ) وذلك لان الانطلاق في المسار التوحيدي بين الحزبين سواء عبر الاندماج أو التحالف سيقضي بوجود منحى تشاركي في اختيار القائمات المشاركة في الانتخابات التشريعية ، لافتا الى أن هذه العملية ستقلل من حظوظ عديد المنتمين الى الحزب في المشاركة باسمه في التشريعية القادمة.