أقدم عدد من أهالي مدينة “رجيش” من ولاية المهدية، اليوم الأربعاء، على سكب مياه البحر الملوث على المدير الجهوي للتطهير وطرده، احتجاجا على ارتفاع منسوب التلوث بسبب صب مياه الصرف الصحي بالبحر.
وتنقل المدير الجهوي للتطهير مرفوقا بالمعتمد الاول للولاية وفريق فني تابع لمختبر خاص بالتحاليل، قصد رفع عينات من مياه البحر، التي استحال لونها الى الأسود.
ورافق عملية رفع العينات، جدال بين المواطنين وممثلي المجتمع المدني من جهة، والمدير الجهوي للتطهير من جهة أخرى، حول وجود تلوث من عدمه.
وبيّن المدير الجهوي للتطهير، نور الدين الحاج علي، في تصريح لـمراسل (وات)، أن الأهالي رفضوا رفع العيّنات بتهمة إمكانية تغييرها عند التحليل المخبري، مشيرا الى أن المحتجين “اتهموا الديوان بتعمد خفض منسوب المياه الملوثة في البحر، تزامنا مع رفع العينات وذلك قصد إثبات مطابقة مياه البحر للمعايير البيئية”، وفق تعبيره.
يشار إلى أنه، جدّت، ليلة أمس الثلاثاء، مواجهات بين محتجين من مدينة “رجيش” وقوات الأمن، استعمل خلالها الرشق بالحجارة والغاز المسيل للدموع، علاوة على إيقاف أربعة محتجين.
وأكد شهود عيان لمراسل (وات) بالجهة، أن مجموعة من الشباب “انتهزوا تواجد قوات الأمن للمراقبة ليقذفوا الاعوان بالحجارة التي طالت، أيضا، مركز الحرس بالمنطقة مما اضطر الوحدات الأمنية لاطلاق الغاز المسيل للدموع”، على حد قوله.
وكان أهالي “رجيش” قد نظموا احتجاجات وسط أنهج وطرق المنطقة، للتنديد بما بلغه التلوث البحري من منسوب “قتل الثروة السمكية ونفر الزوار من ارتياد شاطئ المدينة”، وفق تقديرهم. كما أطلق المتساكنون حملة تحت شعار “سيب البحر” منذ أكثر من ثلاثة أشهر للوقوف ضد ما اعتبروه “إمعانا في تلويث البحر وغياب لصيانة قنوات التطهير المتهالكة مع مصادرة مورد رزق نحو 600 من بحارة الصيد الساحلي”.
ويطالب الأهالي أيضا، بتحويل مياه الصرف الصحي إلى جهة أخرى واستعماله في الزراعة بعد معالجته، واستغلال شواطئ البحر بالمنطقة لفائدة التسويق لها سياحيا.