مع تدهور أسطول النقل العمومي وتردي خدماته من اكتضاض وطول ساعات انتظار وأرق لم تعد السيارة بالنسبة للمواطن التونسي اليوم من الكمليات بل أصبحت من الضروريات حتى بات الاخير بين المطرقة والسندان مطرقة غلاء أسعار السيارات الجديدة وقلة حيلته أمامها وسندان التهاب أسعار السيارات المستعملة التي كانت منذ سنوات ملاذا للمئات من الاسر التونسية.
أسعار السيارات المستعملة شهدت في السنوات الأخيرة ارتفاعا مشطا وغير مسبوق أمام تزايد الاقبال عليها وفق ما اكده مهنيون وتجار وحسب معطيات دقيقة تحصل عليها “المصدر” يتم سنويا بيع 270 الف سيارة مستعملة، ويعتبر موسم الصيف من أهم مواسم تجارة هذه النوعية من السيارات التي ينتعش سوقها بشكل كبير نتيجة ارتفاع أسعار السيارات الجديدة قياسا بالمستعملة.
وفي وقت يتهم فيه المواطنون “القشارة” الذين يسيطرون على السوق بالتسبب في ارتفاع اسعار السيارات المستعملة بهدف الربح الفاحش يربط المهنيون أو اما اصطلح على تسميتهم بـ”القشارة” في سوق السيارات المستعملة بالمروج الذي يعد أكبر سوق لبيع وشراء السيارات في تونس ارتفاع الأسعار بعدة عوامل، أهمها تراجع الدينار وتداعياته على أسعار السيارات الجديدة التي قفزت فجأة وأيضا ارتفاع أسعار قطع الغيار وفق تعبيرهم.
وأرجع بعضهم في حديثهم مع “المصدر” أيضا سبب الارتفاع الى ان كل مواطن بدوره يريد استغلال فرصة تراجع الدينار وغلاء الاسعار لبيع سياراته بسعر مرتفع قد يصل أحيانا الى نفس السعر الذي اشتراها به منذ سنوات على حد تأكيد بعض هذا بالاضافة الى مايتكبده القشار من أتعاب مادية لاصلاح السيارة وهو ما يجعله يرفع يدوره في سعرها وفق تعبيرهم.
وبين القشارة أن هناك زيادة في الطلب على السيارات العائلية الخاصة المستعملة التي تتراوح أسعارها بين 8 و15 آلف دينار وذلك بعد تدهور قيمة الدينار التونسي وغلاء أسعار السيارات الجديدة.
وأشار اغلب المتحدثين الى ان الاقبال يبقى على نوعية السيارات القديمة خاصة وان السيارات الجديدة والتي تحمل نظام الكتروني أسعار قطع غيارها مرتفعة ولا يستطيع المواطن مقاومة مصاريف اصلاحها .
ومن أبرز “الماركات” التي تتصدر قائمة السيارات المستعملة الاكثر شراء في السوق بيجو 106/opel swing /206/clio…
وأكد احد القشارة ان السيارات المستعملة سجلت ارتفاعا في اسعارها بمختلف ماركاتها خلال العامين الاخيرين بما بين 4 و5 آلاف دينار وتصل الى 10 الاف دينار في بعض السيارات..
وبخصوص الشاحنات المستعملة يقول احد التجار ان السيارات التجارية على غرار “isuzu” و “dimax” التهبت أسعارها أيضا حتى بلغت أسعار خيالية مستشهدا بحالة سيارة “isuzu” عمرها 23 سنة ويريد صاحبها بيعها بـ31 الف دينار في حين انه اشتراها قبل 23 سنة بـ21 الف دينار..
ولئن اختلفت الأسباب فان الحقيقة الوحيدة التي يجمع عليها التاجر والشاري هي ان أسعار السيارات المستعملة التهبت وارتفعت بشكل واضح خاصة في عامين الاخيرين ورغم تذمرات التجار وقولهم بان السوق يشهود ركودا فان الاقبال يبقى واضحا على السيارات المستعملة في ظل تواصل ارتفاع اسعار السيارات الجديدة..
تابعوا الفيديو..