اكتشف فريق بحث من المعهد الوطني للعلوم الفلاحية ومختصون في علم النبات نبتة نادرة موجودة حصريا بجزيرة جربة من ولاية مدنين هي الوحيدة من نوعها في العالم ويطلق عليها باللاتينية اسم “ليمونيوم فورنوزوم”، فيما لم يعرف بعد اسمها باللغة العربية أو فوائدها ومجالات استعمالاتها، وفق ما أعلنت عنه، اليوم الأربعاء، أستاذة علم النبات بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية بتونس ونائبة جمعية البحث النشيط بتونس، زينب غرابي قمار، خلال يوم دراسي احتضنه المعهد العالي للدراسات التكنولوجية بجربة.
وتوجد هذه النبتة في مساحة صغيرة بجربة لا تتجاوز 100 كلم مربع بأقل من 20 نبتة، بما يجعلها تصنف كنوع مهدد يستوجب حماية وتدخلا سريعا للتحسيس بضرورة المحافظة عليه والعمل على إحداث محمية تضمن استدامته وغيره من أصناف النباتات المستوطنة بالجزيرة ذات الثراء والتنوع الكبير على مستوى غطائها النباتي والمصنفة، حسب الاتحاد الدولي للمحافظة على الطبيعة، ضمن قائمة المناطق ذات الأولوية من بين 27 منطقة مصنفة بتونس ومن بين 5 مناطق ذات اولوية للمحافظة على ثروتها النباتية، وفق الاستاذة الجامعية بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية امتنان بن الحاج جيلاني.
هذا وقد أطلقت جمعية “البحث النشيط” مشروع بحث بجربة، أعلنت عنه اليوم، ويهم تحسين المعلومات وتحيينها حول نباتات جزيرة جربة والمحافظة على التراث النباتي بها، وذلك بهدف حماية هذه النبتة ونباتات أخرى نادرة اثنين منها مستوطنة بجزيرة جربة فقط دون غيرها من العالم وذلك من بين 10 أصناف لنباتات نادرة عالميا.
وتم، بالمناسبة، تقديم أهداف هذا المشروع ومحاوره لفائدة جمعيات ستكون شريكة في تنفيذه ولعدة أطراف اخرى سيكون دورها حيوي في تجسيم أهدافه وضمان حماية نباتات نادرة بالجزيرة زوالها من جربة هو زوالها من كل العالم.
وأوضحت زينب غرابي قمار، بخصوص هذا المشروع الذي سيتواصل على امتداد سنتين، أنه سيمكن من العمل على دعم تكاثر هذه النبتة وانجاز دراسات علمية حولها لتحديد خاصياتها وتركيبتها وتكوين عدد من الجمعيات بجربة في علم النباتات وكيفية متابعة النباتات والمحافظة عليها لتلعب دورها في التحسيس بضرورة المحافظة عليها، ونشر ثقافة تحترم وتحمي النباتات، الى جانب جرد النباتات الموجودة في الجزيرة وتضمينها في دليل نباتات جربة التي تعد نحو 400 نبتة منها 10 نباتات نادرة.
من جهتها، ذكرت الاستاذة بالمعهد الوطني للعلوم الفلاحية، أمينة دَاوُدَ بوعتور، أن جزيرة جربة تزخر بأصناف من النباتات النادرة المهمة عالميا بعضها مستوطن بالجزيرة على غرار صنفين احدهما الذي تم اكتشافه وتحديده والثاني لم يحدد بعد ولم يتم العثور عليه، والبعض الاخر يستوطن بجربة وببعض الجهات التونسية وأنواع أخرى مستوطنة في جربة والجزائر، وجربة وليبيا.
وبالمناسبة، عبّرت جمعية صيانة جزيرة جربة كجمعية شريكة في تنفيذ هذا المشروع عن أهميته في حماية التنوع البيولوجي بجربة وفي وصوله بعد سنتين من الإنجاز الى ارساء مثال تصرف لحماية هذه النبتة النادرة ونباتات اخرى، مبرزة أهمية تثمين وجود هذه النبتة، وجهود حمايتها في دعم ملف ادراج جربة ضمن التراث العالمي لليونسكو.
ودعا المشاركون في اليوم الإعلامي الى اتخاذ اجراء عاجل لحماية مواقع وجود هذه النبتة النادرة عالميا من خلال تسييجه في انتظار القيام بعمل توعوي للتحسيس بضرورة المحافظة على مثل هذه الثروة النباتية ذات القيمة العالمية.
واعتبر الباحثون والمختصون في علم النبات ان وجود نبتة هي الوحيدة في العالم بجزيرة جربة هو الأهم في مثل هذه المرحلة بقطع النظر عن قيمتها العلمية او فوائد استعمالاتها لان ذلك قد يقضي عليها قبل الشروع في عملية إكثارها، لكن تبقى دراسة النبتة وتحديد قيمتها سواء منها العلاجية او في صناعة الأدوية أمر مهم في مرحلة قادمة، فضلا عن كونها تمثّل مجال عمل دقيق وواسع لمؤسسات بحثية أخرى منها معهد المناطق القاحلة بمدنين او موضوع بحث في رسالات ختم دروس او دكتوراة، وفق الباحث بالمعهد محمد النفاتي.
الوسوماخبار تونس المصدر التونسية تونس تونس اليوم جربة نبتة نادرة