“الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي … غلق السفارة الامريكية معطى أمني يجب أن يؤخذ مأخذ الجد” و”على خلفية مرض رئيس الجمهورية … في الانقلابات المزعومة والبطولات الوهمية” و”ماذا وراء اغلاق السفارة الامريكية بتونس؟” و”بعد التفجيرين الانتحاريين بشارل ديغول … افشال مخطط ثالث في دوار هيشر وحي التضامن”، مثلت ابرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم الثلاثاء.
حاورت جريدة (الصحافة) في عددها اليوم الديبلوماسي السابق، عبد الله العبيدي، الذي أكد أن السفارة الامريكية لم تتخذ اجراء اغلاق سفارتها أمس الاثنين بصفة عشوائية وانما لها معطياتها الامنية خاصة وأنها في الدائرة الضيقة للبلدان المستهدفة من التنظيمات الارهابية كما لا يمكن اغفال معطى ما تم كشفه من كميات كبيرة من المتفجرات في المنزل الذي انطلق منه ارهابيا العملية الاخيرة والتي تم استعمالها في عمليات ارهابية طالت عددا من بلدان العالم معتبرا أن بلادنا في وضع خاص وأمريكا لديها من المعطيات أكثر مما لدينا وهو ما يدعو السلط التونسية الى ضرورة التواصل مع سفارتها للحصول على معلومات لاخذ القرارات الكفيلة لحفظ أمن البلاد وأمن السفارات الاجنبية حيث يمثل غلق سفارة الولايات المتحدة الامريكية معطى أمنيا يجب أن تأخذه تونس بجدية خاصة مع استعدادها للانتخابات.
واعتبر، ذات المتحدث، أن ذلك يمكن أن يؤشر على وجود أطراف مستهدفة بالارهاب ذلك أنه من المهم أن تتساءل سلطاتنا عن سبب هذا الاجراء في ظرف تستعد فيه تونس للانتخابات مضيفا أن بلاغ السفارة الامريكية لم يخل من الجانب السياسي اذ المتعارف عليه هو أن الديبلوماسية هي ترويج للسياسة الخارجية، والبلدان المحترمة لا تتدخل في سياسة دولة الاعتماد كما أن دولة الاعتماد لا تسمح للسفارات المعتمدة بالتدخل في سياستها غير أن تونس في هذا المجال تمثل استثناء سلبيا لان ديبلوماسية أمريكا في بلادنا فيها الكثير من التدخل في شأنها السياسي، وفق ما ورد بالصحيفة.
وفي سياق متصل، أثارت جريدة (الصباح) استفهاما جوهريا حول بيان السفارة الامريكية بتونس الذي أعلن عن اغلاق السفارة يوم أمس دون توضيح للاسباب التي وصفها بالامنية وما اذا كانت مرتبطة بتهديدات تلقتها ودون تحديد لمدة الاغلاق مشيرة الى أن البيان يأتي بعد نحو ثلاثة أيام على العمليتين الانتحاريتين في العاصمة تبناهما تنظيم داعش الارهابي.
وأضافت أنها ليست المرة الاولى التي تتخذ فيها السفارة الامريكية في بلادنا مثل هذا القرار وقد سبق للخارجية الامريكية اتخاذ قرارات مماثلة في السنوات الماضية في منطقة الشرق الاوسط وفي شمال افريقيا ومن ذلك اعلان واشنطن في 5 اوت 2013 عن غلق عدد من سفاراتها شملت 21 قنصلية وسفارة وذلك بعد اعتراض رسائل لتنظيم القاعدة بالاعداد لعمليات ارهابية.
وأكدت في هذا الخصوص، أنه مهما كانت الاسباب وراء بيان السفارة الامريكية فان الشارع التونسي حافظ بالامس على حيويته ونشاطه واصراره على تحدي كل التهديدات مراهنا في ذات الوقت على وعي التونسي وعلى وجود جيش وطني متأهب ما انفك يبرهن حرصه على حماية الديار والتصدي لكل ما يمكن أن يؤرق التونسيين ويستهدفهم برغم كل المخاطر الاقليمية والدولية والتهديدات المتلاحقة التي لايمكن الاستهانة بها والتي وجب استباقها والاستعداد لمواجهتها.
وأشارت (المغرب) في مقالها الافتتاحي، الى أن آلية المؤامرة اشتغلت بمناسبة مرض رئيس الدولة وربطت بين هذا المرض ومرض رئيس مجلس النواب والعمليتين الارهابيتن والطريقة التي تم بها اعلان المرض مع ما تيسر من التدخلات الاجنبية العربية منها والغربية لتقدم لنا القصة التالية … هناك تخطيط شيطاني خبيث أرادت حركة النهضة وحلفاؤها في الداخل (يوسف الشاهد وتحيا تونس) وفي الخارج (تركيا وقطر) بموجبه الاستيلاء على السلطة والمنطلق ليس هو مرض رئيس الدولة بل رئيس مجلس نواب الشعب وكيف يمكن تعويضه بنائبه الاول عبد الفتاح مورو القيادي النهضوي كخطوة أولى في طريقه الى قصر قرطاج، ولكن هذا يفترض وجود حالة من الشغور في منصب رئاسة الدولة، وهنا تأتي قصة تعرض الباجي قائد السبسي، للتسمم ولا تهم هنا الامكانية العملية بل الغائبة المنشودة فقط لا غير، ولكن هذا كله قد لا يكفي لذا تم “تنظيم” عمليتين ارهابيتين بالعاصمة حتى تسود الفوضى ويتم تنصيب مورو في السويعات القليلة التي تلي حالة الشغور النهائي لمنصب رئيس الدولة.
وأضافت أنه لا يهم في نظرية المؤامرة الكلية صحة كل حدث على حدة كنظرية تسميم رئيس الدولة بل هذا الربط السحري بين كل الاحداث بدرجة ينبهر بها المتلقي وتلعب على أوتار دماغه الزاحفي فيقع التصديق نظرا لكوننا أمام “نظرية” تفسر كل الاحداث و”تكشف” كل الخطط الجهنمية المتخفية معتبرة أن الغريب أن هذه النظرية الغرائبية والتي لا تصمد أمام فحص لكل مكوناتها، تجد العديد من العقول، التي تصورناها راجحة، تؤمن بها وتساهم في ترويجها الى جانب أحداث أخرى تضاف اليها عناصر داخلية وخارجية أخرى لتحسين الاخراج ولفرض الصدقية على الاذهان.
واعتبرت أن الايام القادمة ستكون حاسمة ولا شك أن السبسي سيتخذ في الابان القرار الملائم لمصلحة البلاد فاما مواصلة المشوار ان هو تأكد من قدرته على ذلك أو تسليم الامانة بالطريقة التي يقدر أن فيها مصلحة للبلاد، مشيرة الى أن أياما حاسمة تنتظر البلاد وما على الجميع الا التعامل العقلاني والوطني مع كل قرار يصدره رئيس الجمهورية المنتخب ديمقراطيا من شعبه، وفق ما ورد بالصحيفة.
وقدمت جريدة (الشروق) في مقال بصفحتها العاشرة، تفاصيل افشال مخطط ارهابي ثالث كانت ستشهده كل من منطقتي التضامن ودوار هيشر بالعاصمة مضيفة أنها علمت من مصدر مطلع أن وحدة مكافحة الارهاب التابعة للادارة العامة للمصالح المختصة أفشلت مخططا ارهابيا في منطقتين يعتبران من أهم المناطق الشعبية في ولاية أريانة حيث تمت مداهمة منازل مشتبه بها تبين أنها تضم عناصر تكفيرين لهم علاقة بالعمليتين الاخيرتين اللتين شهدتهما العاصمة في كل من “شارع ديغول” و”القرجاني”.
وأضاف المصدر، أنه تم حجز مواد أولية يشتبه في أنه كان سيتم استعمالها في التحضير لصناعة متفجرات لاتمام العملية الارهابيىة الثالثة ولكن الوحدات المختصة نجحت في افشال المخطط مؤكدا أن عمليات ملاحقة المشتبه بهم في التواصل مع ارهابيين أو مساعدتهم وتقديم الدعم اللوجستي لهم ستتم الاطاحة بهم حيث تم ارسال دوريات وفرق خاصة لعدد من المناطق.
وأشار المتحدث الى أن عملية القبض على 26 ارهابيا ومداهمة منازل او اوكار مشبوهة ستساهم في الكشف عن مخططات الارهابيين الذين يسعون منذ فترة الى استهداف استقرار البلاد وامنها لاهداف داخلية وخارجية.