“خبراء ورجال قانون يقيمون …عمليات سبر الاراء موجهة وبلا مصداقية ” و ” ما لا يقصى بالتنقيحات تحسمه عضلات الرابطات…ارتفاع في وتيرة العنف السياسي على مشارف الانتخابات ” و” ايام تفصلنا عن موعد انطلاق الفترة الانتخابية ومدونة اخلقة العمل السياسي للشاهد لا تزال في طور المقترحات والنقاش ” و” كسب ثقة التونسيين اولى وابقى ” مثلت ابرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الجمعة 12 جويلية 2019 .
وتطرقت جريدة (المغرب) في مقال بركنها السياسي الى مبادرة اخلقة العمل السياسي التي دعا اليها رئيس الحكومة منذ افريل الماضي والتي لم ترى النور بعد حيث افاد عبد الباسط بن حسن رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان في تصريحه ، ان مسار اعداد هذه المدونة السياسية انطلق من خلال مجموعة من الاستشارات والحوارات الموسعة مع عدد من المنظمات ومكونات المجتمع المدني والهيئات العمومية والاحزاب السياسية على غرار البديل التونسي وحركة تونس الى الامام والنهضة .
وشدد بن حسن ، على ان اللقاءات التي وصفها بالايجابية ستتواصل وبنسق تصاعدي باعتبار انها حملت مقترحات “هامة ” سواء على مستوى المحتوى حتى تكون صالحة للفترات الانتخابية المقبلة مشيرا الى ان هذه المدونة لا تقتصر على هذه الفترة فقط لتكوين جيل جديد من السياسيين يعتمدون على قيم الديمقراطية والتسامح والابتعاد عن كل مظاهر العنف والمس من مبادىء دولة القانون .
واشارت الى ان هذه الوثيقة وفق نفس المتحدث ، جامعة تحترم الدستور والمواثيق الدولية وحقوق الانسان ، وستحرص على تكوين ثقافة جديدة سياسية تنطلق من ادراج برامج تربوية مدرسية وبرامج من اجل دعم القدرات على مستوى الاعلام ونشر وتعميم هذه القيم .
وخصصت جريدة (الشروق) صفحة كاملة للحديث عن عمليات سبر الاراء التي انقلبت وظيفتها في تونس من مؤشر ينير الراي العام ويكشف التوازنات في الساحة السياسية الى مساحة لصراع النفوذ وفرض اسماء معينة وتمكينها من نفوذ شعبي وهمي وهو ما جعل اغلبها تنتقل من مهمة استطلاع الراي الى صناعته .
واضافت ان عمليات سبر الاراء تحولت الى معركة حقيقية والخفي فيها اكثر من المعلن وهو ما ساهم في تراجع شعبية عدد من الشركات المختصة في هذا المجال حتى اغلب ما تقدمه هذه المؤسسات اصبح محل تشكيك من الراي العام التونسي الذي اصبح جزء هامة منه يعتبرها “مدفوعة الاجر ” واصبحت اعمالها اكثر خطورة خاصة عندما تكون موازية لازمة حادة تعرض لها رئيس الجمهورية الباجي قايد السبسي ، مبينة ان معطيات كثيرة تدفع في سياق اضعاف الدولة ترافقها احصائيات ومؤشرات تشكك في مؤسسات الدولة .
ومن جهته اعتبر الاعلامي عبد الجليل بوقرة ، ان الاشكال الرئيسي والمركزي في عملية سبر الاراء يعود اساسا الى ان هذا القطاع غير منظم ولا يخضع الى قانون ينظمه ويحدد اليات عمله وطرق تمويله كما هو الشان بالنسبة للقطاعات الاخرى ، مبينا ان الوضعية الحالية في لتونس جعلت حتى القطاعات المنظمة تدخل في حالة فوضى .
ومن ناحيته اعتبر الديبلوماسي السابق عبد الله العبيدي ، ان الميولات السياسية ونوايا التصويت يمكن معرفتها حاليا حتى دون الرجوع الى نتائج سبر الاراء ، مشددا على ان النتائج منعكسة في الحياة اليومية للمواطن التونسي اقتصاديا واجتماعيا .
وشدد المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي ، على ان مقاربة عمليات سبر الاراء يمكن مقاربتها برؤيتين الاولى تتعلق بالديمقراطيات العريقة حيث يتم التعامل مع هذا القطاع بكل ثقة اما الرؤية الثانية فتتعلق بالديمقراطيات الناشئة مثل تونس وهذا يمكن الجزم بغياب التقاليد والامكانيات للقيام بعمليات سبر الاراء .
واضافت ،ان عمليات سبر الاراء فيها نقاط استفهام عديدة واغراءات مالية وسياسية وهو ما جعل اغلب المؤسسات المختصة في سبر الاراء تفقد مصداقيتها من عامة الشعب والنخبة والسياسيين خاصة في ظل تضارب الارقام التي تقدمها ، مشيرا الى ان ما يتم تقديمه من نتائج يفتقر الى المهنية.ذ
وافادت جريدة (الصحافة) انه مع ارتفاع حرارة الطقس وحرارة التحضير للانتخابات ترتفع في المقابل ظواهر اخرى مرتبطة عادة بمثل هذه
المواعيد مثل ظاهرة تنقل المتحزبين من جهة الى اخرى وكثرة الانتدابات وفتح ” الباتيندات ” الجديدة ورسم التحالفات وتكوين الجبهات وحتى الانسلاخات والانشقاقات وتبادل الاتهامات .
واضافت ان الظاهرة الاهم التي عادت بقوة هذه الايام بل وارتفعت وتيرتها بشكل لافت هي العنف السياسي خاصة وانها تستهدف شخصا واحدا هو السيدة عبير موسى وحزبا واحدا هو حزبها الدستوري الحر.
واشارت الى ان عودة العنف بهذا الشكل تثير الكثير من المخاوف لدى الذين يستعدون لخوض غمار الانتخابات القادمة وتساؤلات وحيرة حول ما اذا كانوا قادرين على تنظيم نشاطاتهم وحملاتهم واجتماعاتهم في كنف الامان التام وما اذا كانوا سيقدرون على منافسة خصومهم في ظل توافر حظوظ متساوية للجميع في التواصل مع الناس وفي تبليغ اصواتهم وارائهم واقناع الناخبين ببرامجهم والدعاية لتصوراتهم والتصويت لهم .
واعتبر بعض المراقبين في هذا الشان ، ان عبير موسى الموجودة في الساحة السياسية منذ سنوات لم تغير خطابها ولم تات فيه بجديد لكن الذي تغير هو المناخ العام السياسي بعد نتائج سبر الاراء الاخيرة التي احتلت فيها مواقع متقدمة افزعت ربما البعض من القوى السياسية التي تخشى على مواقعها وتخشى ان تتقدم عليها عبير موسى في الاستحقاقات القادمة اوحتى ان تسلب منها بعض مناطق النفوذ التقليدية في الاحياء الشعبية والارياف .
واوضحت انه بغض النظر عمن يمسك في يده حقيقة صاعق التفجير الذي اخرج هذا العنف من جديد فان الاهم هو ما مصير العملية السياسية اذا ما تواصلت هذه الممارسات التي تسلط على طرف معين لحرمانه من المشاركة في الانتخابات على نفس مستوى الحظوظ والامكانات مع الاطراف الاخرى.
واوردت جريدة (الصباح) افتتاحية بينت فيها ان الحديث الصحفي لباتريس بارغاميني سفير الاتحاد الاوروبي في تونس لجريدة (لوموند افريك) اثار جدلا بين مندد وبين مبرر لتصريحاته مشيرة الى ان الاهم من كل الرسائل التي وجهها برغاميني يرتبط بالمشهد الراهن في تونس مع بدء العد التنازلي لموسم انتخابي قائظ .
واضافت ان الاكيد ان في تزامن صدور هذا الحديث للسفير الاوروبي مرتبط بتطورات الاحداث المتواترة في المشهد السياسي الذي يكتنفه الغموض والذي لايمكن ان يعزز ثقة الناخبين في النخب التي حملوها المسؤولية ومنحوها ثقتهم وهو ما يجعل البلاد مفتوحة في المرحلة القادمة على كل السيناريوهات .
واشارت الى انه ليس من الواضح كيف سيكون رد حكومة الشاهد على تصريحات سفير الاتحاد الاوروبي ولكن الواضح ان الارتقاء الى التعامل مع الشركاء الاوروبيين وغيرهم وفق قاعدة الند للند خيار لابديل عنه وهدف لا يقبل التاجيل ولكنه يحتاج مشروعا وطنيا ونظرة ثاقبة وقدرة على كسب الرهانات واستعادة ثقة التونسيين ودعمهم حتى تتحقق المعادلة المطلوبة لارساء عدالة اجتماعية عنوانها كرامة التونسي والسيادة الوطنية عندما يتعلق الامر بالقرارات المصيرية .
وتساءلت الصحفية هل ان في صفوف النخب من يستطيع اقتلاع ورقة الفوز من تونس الاعماق بكل مكوناتها بمناى عن كل وصاية من بروكسيل او باريس اولندن او واشنطن التي يمكنها ان تنفض عنها الايدي في كل لحظة فالحصانة السياسية الحقيقية تبقى من تونس واليها.