“لا نكوص ولا تراجع ولا مجال للفشل … الاستحقاق الانتخابي يدخل مسار الجد وكل الطرقر تؤدي الى الشرعية” و”أصبحت شغلا شاغلا لكل السياسيين … هل يربك الاستعداد للانتخابات السير العادي لدواليب الدولة؟” و”اقتصاد الوقت” و”في المهرجانات الصيفية … المسرح الجاد يغيب ويحل مكانه البوز”، مثلت أبرز العناوين التي تصدرت الصفحات الاولى للجرائد التونسية الصادرة اليوم السبت.
اعتبرت جريدة (الصحافة) في مقال بصفحتها الثالثة، أن الانتخابات القادمة ستكون فرصة للتونسيين للوقوف أمام لحظة فارقة ومحطة مفصلية سيكون بيدها الحسم في الحاضر والقطع مع ما مضى وبناء الغد مع الطرف الذي يختاره المواطنون بكل حرية ليأتمنوه على البلاد طيلة العهدة القادمة وليحاسبوه خلالها أو في نهايتها عما أنجزه وعما تبقى من وعوده وبرامجه مشيرة الى أن تونس التي يقول عنها الكثيرون أنها أنجزت ثورة بنجاح وخاضت غمار انتقال سياسي في ظروف عصيبة وتعاني انسدادا كبيرا في الافاق الاقتصادية والمالية تنجح اليوم رغم كل ما تقدم في الايفاء على الاقل بالموعد الانتخابي الهام وتقف على بعد أمتار قليلة من التكريس الفعلي للديمقراطية كأداة حكم وحيدة.
وأضافت أن هذا المنجز في حد ذاته مفخرة للتونسيين الذين لم يبق لهم الان الا أن يشمروا على سواعد الجد ليختاروا طبقة سياسية تمثلهم حقيقة وليختاروا رئيسا يكون مؤتمنا على الصلاحيات الموكولة له وأولها الامن والدفاع والديبلوماسية كما أنها مناسبة أيضا ليقتصوا ممن خذلهم وأخذ أصواتهم ولم يف بتعهداته.
ورأت أن الاستحقاق الانتخابي أصبح أمرا لا مهرب منه وأن ثقافة احترام المواعيد الانتخابية في آجالها أصبحت مترسخة في العقل الجمعي التونسي رغم المحاولات الشاذة المسكونة خاصة بهاجس الانقلابات والشعارات مبينة أن الفرصة توفرت للتونسيين لمحاسبة الحكام الذين أخفقوا في الفترات السابقة وقلب الطاولة على كل من وعد ولم يف بوعوده وابعاد كل من أساء الى البلاد وتلاعب بأمنها واقتصادها وكل من لم يكلف نفسه العمل الجدي الحريص على صون استقلالها وسيادتها واحترام كرامة شعبها وحقه في التنمية والعمل والحياة، وفق ما ورد بالصحيفة.
وأشارت (الشروق) في ورقة خاصة، الى بدء العد التنازلي للانتخابات القادمة تزامنا مع تواصل مختلف الاطراف السياسية حملاتها الانتخابية السابقة لاوانها وهو ما سيجعل الفترة القادمة حساسة خاصة من خيث السير العادي لدواليب الدولة مبينة أن البلاد دخلت مرحلة الاستعدادات الاخيرة للانتخابات التشريعية والرئاسية القادمة التي ستشارك فيها عديد المكونات السياسية بعضها اليوم في السلطة والبعض الاخر خارجها حيث أن الائتلاف الحاكم الحالي المكون أساسا من النهضة ونداء تونس وتحيا تونس وكل المكونات الحالية للبرلمان تقريبا ستشارك في الانتخابات التشريعية ويمكن أن تنضاف اليها أسماء بعض المسؤولين في الادارة الذين يرغبون في الترشح اما ضمن قائمات حزبية أو بصفة مستقلة.
وأضافت أن الانتخابات الرئاسية ستشهد مشاركة بعض الوجوه التي تمارس الحكم اليوم حيث يتردد اسم رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد وتردد سابقا أيضا امكانية تقدم رئيس الجمهورية الحالي، الباجي قائد السبسي، لعهدة ثانية فضلا عن امكانية تقدم وجوه بارزة من الاحزاب الحاكمة لهذا الاستحقاق وكذلك بعض أعضاء الحكومة الامر الذي يطرح تساؤلات عديدة حول مدى تأثير مشاركتهم على السير العادي لدواليب الدولة في الاشهلر القادمة تزامنا مع فترة الاستعداد للانتخابات حيث تسود المخاوف من امكتنية انشغالهم بالتحضير للانتخابات وبالحملات الانتخابية السابقة لاوانها أو اثناء الحملات على حساب الاعتناء بتسيير الادارة والدولة وبشؤون المواطن وبالمصلحة العامة خلال الاشهر المتبقية من العهدة النيابية الحالية فضلا عن المخاوف من امكانية استغلال امكانيات الدولة في الحملات الانتخابية بما قد يؤثر سلبا على اسداء خدمات المرفق العام.
وبينت أن حدة هذه المخاوف تتأكد بالنظر الى ما تعيشه الساحة السياسية اليوم من صراعات ومناورات بين مختلف الاطراف جعلتهم ينشغلون عن الاهتمام بشؤون البلاد والمواطن ويركزون فقط على حرب التموقع على الساحة السياسية لمحاولة استقطاب الناخبين مشددة على ضرورة مواصلة الاشتغال بشطل طبيعي مهما كانت الانتماءات السياسية من خلال اسداء الخدمات للمواطنين وللفاعلين الاقتصاديين دون تعطيل ودون انشغال بالانتخابات ودون حسابات سياسية ضيقة.
أما صحيفة (الصباح) فقد أثارت في مقالها الافتتاحي، استفهاما جوهريا حول مدى امكانية القول بأن تونس ستتمكن من اصلاح صورة الجامعة التونسية بعد كل ما أصابها من أمراض وبعد أن اصبح الطلبة يستعملون أحيانا كبش فداء في معارك نقابية معتبرة أنه مهما كانت نوعية المطالب وبقطع النظر عن مشروعيتها من عدمه فان التمطيط الحاصل السنة الجامعية الجديدة لن تكون نتائجه طيبة لاحد ولن يستفيد أي طرف من هذه الوضعية غير المريحة التي أنهكت الجميع طلبة وأساتذة وعائلات ومسؤولين.
وأضافت ان تجاهل عامل الوقت يعكس تلك المفارقة الغريبة عند أغلب التونسيين اذ نحن ندعي من جهة الانخراط في العصر ومن جهة أخرى لا نعبأ بشئ اسمه اقتصاد الوقت الذي يعتبر اليوم مؤشرا على ما بلغته الامم من تقدم ورقي وحكمة فالوقت يمر في بلادنا ضائعا ولا يقع توظيفه فيما ينفع البلد حاضرا ومستقبلا مشيرة الى أنه لا أحد يستطيع فهم لوعة الاولياء خوفا من ضياع سنة مدرسية أو جامعية على أبنائهم ولا أحد يمكنه أن يفهم ماذا يعني أن نخسر سنة كاملة من المشاحنات والتجاذبات والغريب أننا لا نفتح تقريبا اية آفاق للطلبة تمكنهم من استغلال وقتهم الضائع.
وفي الشأن الثقافي، لاحظت جريدة (المغرب) غياب المسرح الجاد عنى التظاهرات الكبرى ليحل محله المسرح التهريجي أو الكوميدي أو الذي يتوجه الى “البوز” و”الاضحاك”، متسائلة في هذا الصدد هل يغيب المسرح لانه لم يفتك بعد مكانته الحقيقية في المشهد الثقافي الصيفي؟ أم لان التظاهرات تميل الى الجانب الترفيهي أكثر من ميلها الى الجاد؟ أم لانه لازال فنا عرضيا ولم يصل بعد الى مرحلة التراكم والبنيان الصلب؟.
وأضافت أن سبب غياب المسرح عن المهرجانات ربما يعود الى أبناء المسرح أنفسهم فأغلب ممارسي الفن المسرحي لا يواكبون أعمال زملائهم ونادرا ما يتواجدون في مشاهدة لعمل جديد باستثناء القليل جدا أو في حالة وجود وزير أو مسؤول أو من تحصلوا على دعوات يأتون فقط ايفاء بالجانب الاخلاقي قبل المهني مبينة أن بعض المسرحيين قد هجروا الخشبة وأغوتهم السينما والتلفزة فنسوا العروض والقاعات وتوجهوا الى الشاشة الصغرى حتى وان كانت أدوارهم ثانوية.
واعتبرت أن جل الاعمال الكوميدية التي تحضر في أغلب المهرجانات الصيفية الكبرى والصغرى متشابهة تقريبا فالمضامين واحدة وهي نقد التونسي الذي يعيش بالخارج ونقد موظفي البلدية والادارة التونسية عموما والحديث عن الفرق بين المرأة التونسية ونظيرتها الاوروبية والرجل التونسي والاخر الغربي مع التنويه بالصيف والبحر مفسرة بأن كل الاعمال تتناول هذه المواضيع بتقنيات سخرية ركيكة لا ترتقي الى مرتبة “الكوميديا”، وفق تقدير الصحيفة.