إثر إنتهاء موكب تأبين الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي بقصر قرطاج، تم نقل جثمانه إلى مثواه الأخير ليوارى الثرى بمقبرة الجلاز بالعاصمة، في موكب عسكري خاشع ومهيب تتقدمه فرقة الخيالة.
وكان قد تم إخراج جثمان الرئيس الفقيد من قصر قرطاج، على أكتاف ثلة من الضباط من الجيوش الثلاثة، لوضعه على مجرورة عسكرية على متنتها مجموعة من الضباط العسكريين، وموشحة بالراية الوطنية وبإكليل من الزهور.
وقد واكب هذا الحدث عدد كبير من ممثلي وسائل الاعلام الوطنية والأجنبية، وجموع غفيرة من المواطنين الذين توافدوا لإلقاء نظرة الوداع على جثمان رئيس الجمهورية الفقيد، الذي وافته المنية صباح الخميس الماضي بالمستشفى العسكري بالعاصمة.
وقد أطلقت النساء الزغاريد، وردد شباب تونس وأطفالها ورجالها النشيد الوطني وشعارات وطنية تنادي بحب الوطن والولاء له، الى جانب تأدية التحية العسكرية من قبل العديد منهم ، وذلك وسط حضور أمني كثيف وإجراءات أمنية مشددة على طول الطريق المؤدية إلى مقبرة الجلاز.
وكان الحاضرون في موكب تأبين الرئيس الفقيد الباجي قايد السبسي، من قادة دول شقيقة وصديقة وممثلي منظمات دولية وإقليمية، وثلة من الشخصيات الوطنيّة وممثلي الأحزاب والمنظمات، قد قاموا قبل ذلك بتقديم تعازيهم بالخصوص لأفراد عائلة الفقيد ورئيس الجمهورية المؤقت محمد الناصر ورئيس الحكومة يوسف الشاهد.
وقد حضر موكب التأبين الى جانب افراد عائلة الفقيد بالخصوص، الرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس المؤقت للجزائر عبد القادر بن صالح والأمير مولاي الرشيد شقيق ملك المغرب وملك اسبانيا فيليب السادس والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورئيس جمهورية مالطا جورج فيلا والرئيس البرتغالي مارتشيلو ريبلو دي سوزا.
وقد ألقى رئيس الجمهورية المؤقت محمد الناصر، ورؤساء دول كل من الجزائر وليبيا وفلسطين والبرتغال ومالطا وفرنسا وملك إسبانيا كلمات تأبينية، عددوا فيها خصال الرئيس الفقيد ومناقبه وما تحلى به طيلة عهدته الرئاسية وما قبلها من حكمة وتبصر في قيادة البلاد في كنف الحوار والوفاق الوطني والتمسك بمبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان بما أتاح إنجاح المرحلة الإنتقالية لتونس والوصول بها الى بر الأمان.