” وداعا بجبوج ” و” الى جنة الخلد يا قائد ” و” رؤساء وملوك عرب واجانب والاف التونسيين يودعون الباجي في جنازة تاريخية ومهيبة ” و” تونس وشعبها في وداع الرئيس …سنحبك اكثر “و” تعلمت منك الكثير يا سيادة الرئيس ” كانت ابرز عناوين الصحف التونسية الصادرة اليوم الاحد 28 جويلية 2019 والتي واكبت موكب تشييع جثمان الرئيس الراحل محمد الباجي قايد السبسي الذي وافته المنية يوم 25 جويلية الجاري .
وكتبت جريدة (المغرب) في افتتاحيتها ان الشعب التونسي اكد امس خلال موكب توديع الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي انه شعب متميز ومتشبع بقيم التسامح والديمقراطية والاعتراف بالجميل لكل من يعمل ويناضل من اجل البلاد وكل من يساهم في بنائها بامانة وصدق وهو ما يشكل تحفيزا لهم نساء ورجال تونس المقدمين على تبوىء مواقع السلطة عبر الاستحقاقات القادمة .
واضافت في سياق متصل ، ان الشعب كذب المشككين وبرهن على انه يلتف حول دولته في اللحظة الفارقة ويعطي المثل عل تمدنه واكباره لمناضليه وزعمائه وهو امر سبق ان عبر عنه عند احيائه لمناقب الحبيب بورقيبة والسعي لاستعادة منهجيته وكرره امس عند توديع اول رئيس منتخب ديمقراطيا في الجمهورية الثانية وذلك بالحضور بكثافة وقفة اجلال واكبار له .
واشارت الى ان الشعب التونسي قدم صورة رائعة على قدرته على التجاوز والفرز وعلى رفعة قيمه الانسانية الثابتة وابرز ذلك في لوحات بسيطة ولكنها تكشف تجذرها في ثقافة عامة الناس المتميزة بالتسامح والاعتدال .
كما اعتبرت ان رحيل الباجي كان فرصة للكشف مجددا لاعن تقدير الشعب الراحل فقط بل للتاكيد ايضا على تميز تونس وعلى قدرتها على زرع الامل بتهيئتها بسلاسة للمناخ الكفيل بالتجاوز والتقدم نحو الافضل .
ورصدت جريدة (الصحافة) رسائل المواطنين الذين تابعوا موكب جنازة الرئيس الراحل بشارع الحبيب بروقيبة بالعاصمة حيث قدم الاف التونسيين والتونسيات والاطفال والكهول لتوديع رئيسهم “البجبوج ” وتجمهروا اكثر من 6 ساعات على طول شارع محمد الخامس والحبيب بورقيبة وصولا الى مقبرة الجلاز قادمين من مختلف المناطق والجهات ، معتبرة انها لحظات فارقة سيخلدها التاريخ حيث رفع التونسيون شعارات تقشعر لها الابدان وتدمع لها العيون .
واضافت ان جميع التونسيين اجمعوا على حبهم للرئيس مواطنا ورئيسا وسياسيا ووصفوه بالرئيس الجامع والوطني المناضل الذي ترك بصمته في تاريخ تونس ليردد نضالاته الاجيال القادمة ويرددون مقولاته ومواقفه التي عرفت بحكمتها وعقلانيتها في كنف المسؤولية وتغليب مصلحة تونس .
واشارت الى ان مشاهد وصول موكب الجنازة تعكس انصهارا بين روح الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي واوسع اطياف الشعب .
وافادت جريدة (الصباح) في افتتاحيتها ان ابناء الشعب التونسي حرصوا بكل فئاتهم بصغيرهم وكبيرهم ونساءهم ورجالهم على المشاركة بكثافة في جنازة مهيبة تليق بمقام القائد الفذ الذي احب تونس بالقول والفعل فلم يتوان عن بذل ما استطاعه من جهد لنزع فتيل الازمات والعمل على اعادة اللحمة بين التونسيين وتجميعهم حول جملة من المبادىء والقيم السامية التي من شانها ان تجنبهم الوقوع في مطبات العنف والفوضى .
واعتبرت في سياق متصل ، ان في هذا اعتراف بالجميل لهذا الرجل الذي لم يتردد حين تطلبت المصلحة العليا للدولة واستقرارها في “التعسف” على الحزب الذي اسسه بعدما حاز على اكثر الاصوات في الانتخابات التشريعية الماضية والجلوس مع الخصوم السياسيين واستنباط سياسة التوافق والمشاركة في الحكم لتهدئة الاوضاع في البلاد حين كانت على وشك الانفجار وتحريك عملية الانتقال الديمقراطي قدما الى الامام .
وبينت انها رسالة مضمونة لكل من سعى ومازال يسعى للتشكيك في المسار الديمقراطي في بلادنا وان هذا المسار متجذر لا رجعة فيه وان تونس ستظل الاستثناء المفقود في معظم انحاء العالم العربي .
وفي سياق متصل ، اكدت جريدة (الشروق) في عددها اليوم ان وسائل الاعلام في العالم تناقلت امس صورة تونس الموحدة حول رئيسها الفقيد وهي تشيعه الى مثواه الاخير وسط الرايات الوطنية والقوات العسكرية والامنية والسياسية وضيوف من العالم اجمع .
واضافت ان تونس قدمت صورة جديدة عن وزنها الحضاري والديمقراطي وكذلك صورة عن تماسكها وتضامنها في المصاب الجلل الذي اصابها بفقدان اول رئيس منتخب ديمقراطيا ومباشرة من الشعب الاستاذ الباجي قايد السبسي .
واشارت في ذات المقال ، الى ان الجنازة الوطنية عكست تضامنا كبيرا بين مختلف مكونات المجتمع التونسي ومؤسساته الوطنية من جيش وامن وحكومة وبرلمان وشعب ، مبينة ان عملية التنظيم كانت محكمة للغاية وكانت اختبارا حقيقيا لمختلف الوحدات الامنية والعسكرية التي امنت كامل المسار الذي سلكته الجنازة يساندها في ذلك شعب مثقف يعرف كيف يودع زعيمه مع احترام الاجراءات الامنية يقابله احترام من مختلف الوحدات الامنية والعسكرية التي رافقت الجثمان .
واوضحت ان الصورة التي ابهرت الناس هي حسن التنظيم والانضباط الكبير ودقة التعامل مع كل مراحل الجنازة وهو ما بين ان تونس دولة لها تقاليدها ومؤسساتها القادرة عل التعامل والنجاح في كل الظروف حتى ان بعض الصور تعكس عظمة ما قام به الجنود والامنيون الابطال فالكثيرون منهم قضوا ساعات تحت الشمس وكثيرون منهم كانوا يبكون الرئيس الراحل وكانت اجسامهم مثل مجسمات رخامية لم تتاثر وحافظة على صلابتها .
وشددت في ذات السياق ، ان الرئيس الباجي قايد السبسي حظي بجنازة وطنية مهيبة رافقتها طيلة الرحلة هبة شعبية صادقة كانت في حجم تضحياته وعظمته كرجل خدم الدولة التونسية بصدق حتى ان الكثير من المواطنين واصلوا التواجد في المقبرة رغم انتهاء المراسم .