أعلن رئيس الحكومة يوسف الشاهد، المترشح للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها، اليوم الخميس، عن تفويض صلاحياته كرئيس حكومة الى وزير الوظيفة العمومية كمال مرجان، وذلك إلى غاية انتهاء الحملة الانتخابية.
وقال الشاهد، في كلمة متلفزة توجه بها الى التونسيين وبثتها القناة الوطنية الأولى على الساعة السادسة مساء، إنه قرر عملا بأحكام الفصل 92 من الدستور تفويض صلاحياته إلى الوزير كمال مرجان الى غاية انتهاء الحملة الانتخابية للرئاسية السابقة لأوانها، التي تنتهي يوم 13 سبتمبر المقبل.
وينص الفصل 92 من الدستور والمتعلق باختصاصات رئيس الحكومة في مطته الرابعة على انه إذا تعذر على رئيس الحكومة ممارسة مهامه بصفة وقتية، يفوض سلطاته إلى أحد الوزراء.
من جهة أخرى أكد الشاهد أنه اتخذ قرار تفويض صلاحياته “عن قناعة ” ولأنه يريد أن يحصل على ثقة الناخبين التونسيين “بإمكانياته الخاصة وبدعم من المساندين له”، حسب تعبيره.
وشدد أيضا انه اتخذ هذا القرار “لأنه يحترم نص الدستور ومفهوم الدولة ” مؤكدا أن “الجمهورية والديمقراطية أهم من أية مصلحة خاصة”،حسب تعبيره.
وسيخوض يوسف الشاهد (44 عاما) السباق الانتخابي الرئاسي الى جانب 25 مترشحا آخرين أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات قبول ملفاتهم في انتظار إجازة ملفات مرشحين آخرين تقدموا بطعون في الغرض إلى القضاء الإداري.
وتطرق يوسف الشاهد الى ترشحه للسباق الرئاسي و قال انه سيحرص على ان تجري هذه الانتخابات “في ظروف مثالية وان تقدم تونس من خلالها صورة راقية للعالم” ،مضيفا انه “سيبذل كل ما في وسعه لان تكون المنافسة بينه و بين بقية المترشحين لهذا الاستحقاق الانتخابي على قدم المساواة وان تحافظ الإدارة على حيادها”. كما دعا التونسيين الى التصويت و المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية المقبلة معتبرا ذلك “واجبا على كل مواطن يريد المشاركة في بناء مستقبل تونس”.
وبخصوص مطالبة البعض له باستقالته من منصبه والتفرغ لحملته الانتخابية عبر يوسف الشاهد عن استغرابه من هذه المطالبات وقال إن استقالة رئيس الحكومة حسب الدستور تعد استقالة لكل أعضاء الحكومة.
وأوضح في هذا الصدد انه لا يسمح بتعطيل دواليب الدولة وأن الدستور يسمح لرئيس الحكومة بالترشح للانتخابات وهو في منصبه.
وبخصوص قراره تفويض صلاحياته إلى وزير الوظيفة العمومية وتحديث الإدارة والسياسات العمومية كمال مرجان، وهو رئيس المجلس الوطني لحزب تحيا تونس الذي يترأسه الشاهد، طمأن رئيس الحكومة التونسيين مؤكدا على “حسن سير دواليب الدولة في الأسابيع المقبلة وتجنّد أجهزتها للمواعيد المقبلة ومنها العودة المدرسية وانهاء الموسم الصيفي وعودة التونسيين بالخارج.
من جهة اخرى استعرض يوسف الشاهد الذي حظي بثقة البرلمان لتشكيل حكومته في أوت 2016 (الثانية بعد انتخابات 2014)، ابرز انجازات حكومته خلال السنوات الثلاث الماضية والتي من بينها استقرار الوضع الأمني بعد 3 هجمات إرهابية دامية سنة 2015 وارتفاع عدد السياح والتحسن التدريجي للاقتصاد وتعافي الدينار التونسي وتحسن احتياطيات البنك المركزي من النقد الأجنبي وانخفاض مديونية الدولة للمرة الأولى منذ سنة 2011.
وقال في هذا الصدد ان حكومته أنقذت تونس من شبح الانهيار الاقتصادي والإفلاس الذي كان مخيما على البلاد صيف 2016 ووضعتها على سكة الاصلاح، مشيرا الى انها حاربت ايضا الفساد والمفسدين، حسب تعبيره.