كان متوقعا أن يقبل جمهور الدورة الخامسة والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي، على حفل الفنان صابر الرباعي بأعداد هائلة فاقت طاقة استيعاب المسرح الروماني بقرطاج الليلة الماضية. جمهور لم تمنعه نشرات المعهد الوطني للرصد الجوي المتوقعة لنزول أمطار غزيرة من الحضور، فاصطف في طوابير طويلة قبل حوالي 4 ساعات من موعد انطلاق العرض على الساعة العاشرة ليلا.
لم يخيب أمير الغناء العربي صابر الرباعي آمال عشاقه ومعجبيه، فأعد لهم حفلا ضخما وتم تركيز شاشة خلفية عملاقة لبث الحفل مباشرة على المسرح حتى يتسنى لمن لم يحظ بمكان قريب من المسرح، متابعة العرض في ظروف أفضل.
استهل الرباعي حفله بأغنية “تمنيت”، وما كاد ينتهي من أدائها، حتى بدأ المطر ينهمر، عندها هرع الفريق التقني لتغطية المعدات الموسيقية والصوتية ومعدات الإنارة، وغادر صابر والفرقة الموسيقية الركح وسط أهازيج الجمهور، ودخل الحاضرون في نقاش فيما بينهم إن كانت السهرة ستتواصل أم ستلغى. لكن خيوط المطر سرعان ما توقفت عن النزول، وعاد أمير الغناء إلى الركح من جديد.
الفنان صابر الرباعي الذي كان اعتلى ركح المسرح الروماني بقرطاج للمرة الأولى في مسيرته الفنية سنة 1994، أغدق على جمهوره مساء أمس بأغان متنوعة راوح فيها بين الطرب والأغاني الإيقاعية والأغاني باللهجة التونسية، كما راوح بين الأغاني الجديدة والقديمة. فتغنى بتونس وبالمرأة وأدى باقة من الأغاني الرومانسية واستجاب لرغبات الجمهور رغم أنه لم يلب جميع طلباته المتنوعة والعديدة.
واستمع الجمهور إلى أغاني “ببساطة” و”أجمل نساء الدنيا” و”على نار” و”ألف سلامة عليك يا حبيبي” و”عزت نفسي”. ومن باقة أغانيه الجديدة، ردد صابر مع جمهوره “مغيار” و”يا للا” و”خلوني”، ثم أتبعها بأغاني “يا دلولة” و”برشة برشة” و”انت أجمل حاجة حصلتلي” و”ما تبكيش” وأدى بتقنية “البلاي باك” أغنية “الطفلة العربية”.
وتغير نسق العرض مجددا من الإيقاعات الشرقية إلى الألحان التونسية، إذ أدى باقة من أغاني الفنان الراحل محمد الجموسي.
لقد أكد الفنان صابر الرباعي مجددا من خلال هذا الحفل على أنه نجم ساطع في سماء الفن العربي، بحضوره الركحي المميز وبإتقانه الغناء بلهجات مختلفة، وبإنتاجه الغزير والمتجدد على مدى كامل مسيرته الفنية البالغة نحو ثلاثة عقود.