أكّد رئيس الجمهورية بالنيابة، محمد الناصر، مبدأ وجوب حياد الإدارة، على المستوى الوطني والجهوي والمحلّي، في كامل أطوار العمليّة الإنتخابيّة، مشددا على “ضرورة حياد دُورِ العبادة ووسائل الإعلام العموميّة وعلى مبدأ تكافؤ الفرص بين المترشّحين”.
وقال الناصر خلال إشرافه على افتتاح المركز الإعلامي للهيئة العليا المستقلة للإنتخابات، بقصر المؤتمرات بالعاصمة، “إنّ هدفنا الأوّل هو أن تُجرى كلّ فعاليات الإنتخابات وفق القانون خلال الحملة الإنتخابيّة ويوم الإقتراع أيضا”، مركّزا على أهمية دور الهيئة الإنتخابية والمنظّمات الوطنيّة ومكوّنات المجتمع المدني في إنجاح هذا الهدف.
وذكّر بأن تونس نجحت سابقا في تنظيم أوّل إنتخابات بلديّة بعد الثورة، في ماي 2018 وهي قادرة على النّجاح في تنظيم الإنتخابات الرّئاسيّة والتّشريعيّة المقبلتين، مُعتبرا أن “الشرط الأساسي لنجاح الإنتخابات هو توفير ظروف حريّة إختيار النّاخب، كما يقتضيه القانون. ودعا كلّ الهياكل المتداخلة في عمليّة الإقتراع إلى “التمسّك بهذا المبدأ بما في ذلك المترشّحون والملاحظون والنّاخبون”.
وبعد لاحظ أن الهدف هو التّداول الدّيمقراطي والقانوني على السلطة وأن مصداقيّة النتائج ستعزز مصداقيّة الدّولة، شدد رئيس الجمهورية على ضرورة توفير كلّ شروط نزاهة وشفافيّة الإقتراع ونتائجه.
وقال إنّ هذه الإنتخابات “ستُؤثر على مستقبل البلاد القريب والبعيد، إذ أنّها تؤسس لعلاقة الثّقة بين النّاخب والمنتخب، على أساس إختيار مضامين البرامج الّتي يجب ان تتضمّن مبدأ التّغيير الإصلاحي لأوضاع البلاد وشروط رفع التّحدّيات الّتي تواجهها”.
كما نوّه بمجهود الهيئة العليا المستقلّة للإنتخابات وكلّ العاملين فيها، مركزيّا وجهويّا وخارج حدود الوطن، وبالدور الذي لعبته في “تشكّل الدعم المادّي واللّوجستي الأمثل لإجراء الإنتخابات وحتّى يتوفّر مناخ إنتخابي دون إخلالات وملائم لضمان الشّفافيّة والنّزاهة في الإنتخابات”.
وعلى صعيد آخر دعا الناصر المواطنين إلى الإقبال على الإقتراع، بما يعني ممارسة دورهم في المواطنة، قائلا إنّ “المشاركة المكثّفة تعزّز السّلطة المُنتَخَبَة وتحفّزها للإنخراط في الإصلاحات الضّروريّة وتحافظ على مقوّمات نمط المجتمع الّذي إخترناه وعلى الدّولة المدنيّة المبنيّة على قاعدة إرادة الشّعب وعلويّة القانون”.
وقال أيضا في كلمته “إنّ الإنتصار الأوّل الّذي تريده تونس في هذه الإنتخابات هو إنتصار المشاركة المكثّفة والّتي تعكس مدى ثقة الشّعب في دولته ومؤسساتها، حتّى يتفرّغ بعد تحديد إختياره الحرّ بين المترشّحين إلى العمل من أجل الإزدهار والأمن في كنف التّضامن الوطني”.