تم، اليوم الأربعاء، بولاية مدنين تنفيذ إضراب حضوري في قطاع التعليم العمومي، بجميع مستوياته، الابتدائي والاعدادي والثانوي، من قبل إطار التدريس والاطار الاداري والاعوان والعملة، وذلك في إطار تحرك احتجاجي دعا إليه الاتحاد الجهوي للشغل، بعد استنفاذ كل الوسائل الاتصالية الممكنة مع وزارة التربية لتحسين منظومة التعليم العمومي وتلبية الحاجيات الضرورية للمؤسسات التربوية وخاصة منها نقص الموارد البشرية والتجهيزات البيداغوجية.
وجاء هذا الاضراب، وفق ما بيّنه كاتب عام فرع جامعة التعليم الاساسي بمدنين، منجي هلال، في إطار الدفاع على منظومة التعليم العمومي وكذلك على خلفية عدم الاستجابة لعدد من “المطالب العاجلة” والمتعلقة أساسا بتحسين ظروف التعلم والتعليم لأبناء الجهة، مشيرا الى النقص المسجل على مستوى المؤسسات التربوية من أعوان التنظيف والاداريين والمرشدين التطبيقيين والقيمين واطارات التربية البدنية، فضلا عن افتقار المؤسسات الى مختلف مستلزمات التدريس، حسب تقديره.
واعتبر هلال، ان عدم تفاعل الوزارة مع مطالب الجهة واتحاد الشغل في هذا الشأن في عدة مناسبات وتغيبها عن عدة جلسات انعقدت في المجال، دفع إلى اتخاذ هذا التحرك الاحتجاجي، من أجل الدفاع عن هذه المطالب وعن هيبة الاتحاد وصون مكانة هذه المنظمة العريقة، على حد قوله.
يذكر أن الاتحاد الجهوي للشغل أصدر بيانا بالمناسبة، أوضح فيه أن هذا الاضراب جاء على إثر تعمد وزارة التربية التغيب عن جلسات حول القطاع ونتيجة عدم تنفيذ تعهدات سابقة، فضلا عن فشل الجلسة الصلحية المنعقدة بمقر ولاية مدنين يوم 24 سبتمبر الجاري. كما جاء بنص البيان “ان استخفاف الوزارة واستهانتها بالجهة دفع باقرار الاضراب الاحتجاجي الحضوري بكافة المؤسسات التربوية بالجهة من مندوبية ودوائر تفقد ومدارس ابتدائية واعدادية ومعاهد ثانوية وديوان الخدمات المدرسية”.
وأشار ذات البيان، الى مواصلة النضال الذي يمكن أن يأخذ أشكالا مختلفة في حال “تعنت الوزارة” وعدم الاستجابة لمطالبهم المتعلقة بضمان ظروف افضل للتعلم وتعزيز منظومة التعليم العمومي التي تشهد تراجعا، وتعاني من التهميش على جميع المستويات .
من جهته، اعتبر المندوب الجهوي للتربية، منجي منصر، في صريح لـ(وات)، أن المطالب التي رفعتها النقابات هي مطالب قديمة، تتعلق خصوصا بتدعيم العنصر البشري، ملاحظا أنه تمت تلبية حاجيات الجهة في سلك المدرسين، في حين يبقى النقص حاصلا في سلك العملة، حيث تسعى الوزارة جاهدا لسد الشغورات في انتظار اسنادها التراخيص اللازمة من وزارة المالية، حسب قوله.
هذا وساند عدد من الأولياء هذا التحرك باعتبار تخوفاتهم على أبناءهم من التلاميذ، أمام الوضح الصحي المتردي للمؤسسات التربوية بالجهة، جراء غياب أعوان التنظيف بها.