في إطار الاستعداد لعضوية تونس بمجلس الأمن، شارك وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي ، أمس الخميس بنيويورك، في اجتماع لوزراء خارجية الصين والدول الإفريقية الأعضاء الحاليين في مجلس الأمن والمنتخبين للعضوية غير الدائمة للمجلس خلال الفترة 2020-2021، خصص للنظر في سبل تعزيز التشاور والتنسيق حول تعاطي مجلس الأمن مع قضايا الأمن والسلم في إفريقيا.
واستعرض الوزير في كلمته، وفق بلاغ أصدرته الوزارة اليوم الجمعة، أولويات تونس خلال عضويتها المرتقبة في مجلس الأمن، وعزمها المساهمة الفاعلة في تعزيز الحوار لإيجاد حلول عملية لمختلف المسائل المطروحة على جدول اعمال المجلس وخاصة منها تلك المتعلقة بالمنطقتين العربية والإفريقية.
وأكّد الوزير استعداد تونس للتعاون الوثيق مع المجموعة الإفريقية بمجلس الأمن لخدمة قضايا القارة بالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي، داعيا إلى تعزيز التشاور والتعاون مع الصين كعضو دائم بمجلس الأمن، بخصوص الملفات ذات الاهتمام المشترك.
من جهته، أعرب وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، عن قناعة بلاده بأهمية دور تونس كصوت لإفريقيا في مجلس الأمن وقدرتها على الاضطلاع بهذه المسؤولية باقتدار خلال عضويتها المقبلة سنتي 2020-2021.
و على صعيد آخر، شارك وزير الشؤون الخارجية في الاجتماع المخصص لإطلاق ” التحالف من أجل العمل المتعدد الأطراف” ، وهي مبادرة ترمي إلى تكريس العمل المتعدد الأطراف كوسيلة مثلى للحوكمة الدولية في مواجهة النزعات الأحادية التي ما فتأت تضعف العمل المشترك في إطار المنظمات والتجمعات الإقليمية والدولية.
وأثنى الجهيناوى في كلمته على هذه المبادرة ، معلنا انخراط تونس فيها بالنظر الى تلاؤم مبادئها مع توجهات السياسة الخارجية التونسية، لافتا الى ضرورة تفعيل آليات العمل المتعدد الأطراف واحترام قواعده مع الأخذ بعين الاعتبار المتغيرات التي عرفتها الساحة الدولية وبروز نظام عالمي متعدد الأقطاب.
ومن جهة اخرى كان لوزير الشؤون الخارجية لقاء ثنائي مع نظيره اليمني، محمد عبد الله الحضرمي على هامش اشغال الدورة الرابعة و السبعين لاشغال الجمعية العامة للامم المتحدة حيث استعرض الوزير اليمني تطورات الأزمة اليمنية، ومستجدات الأوضاع على المستوى السياسي والأمني والإنساني، مبرزا التزام الحكومة اليمنية الشرعية بمسار الوساطة الأممي واستعدادها للتعاطي بإيجابية مع مختلف المسائل العالقة.
وأعرب الوزير اليمني في هذا السياق على تطلع حكومة بلاده لتعزيز التشاور مع تونس للدفع نحو التوصل إلى حل سلمي للقضية اليمنية وذلك في أفق انضمام تونس لعضوية مجلس الأمن للفترة 2020-2021.
وفي تعليقه، دعا وزير الشؤون الخارجية خميس الجهيناوي، إلى تغليب منطق الحوار والمصلحة العليا للشعب اليمني الشقيق، مؤكدا استعداد تونس خلال عضويتها المقبلة في مجلس الأمن لبذل كل ما في وسعها من أجل دفع مسار التسوية في هذا البلد الشقيق، بما ينهي معاناة الشعب اليمني ويحفظ وحدة اليمن واستقلاله وسلامة أراضيه.
من جهة أخرى، شارك وزير الشؤون الخارجية امس الخميس في اجتماع لجنة فك الارتباط الخاصة بتنمية المساعدات للشعب الفلسطيني (AHLC) برئاسة وزيرة الخارجية النرويجية ومشاركة كل من الأمينة العامة المساعدة للأمم المتحدة للشؤون السياسية ورئيس الوزراء الفلسطيني وزراء خارجية أبرز الفاعلين الدوليين ذوي العلاقة بتنمية المساعدات للشعب الفلسطيني وكذلك الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الاوروبي وممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
وأكد الوزير في مداخلته موقف تونس الثابت والداعم للمطالب المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق ولاسيما حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة على حدود 04 جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على أساس المرجعيات المتفق عليها وقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السّلام العربية ومبدأ حل الدولتين، حسب بلاغ أصدرته الوزارة اليوم الجمعة.
ودعا الجهات المانحة إلى مواصلة معاضدتها لجهود السلطة الفلسطينية من أجل دعم المؤسسات الوطنية والنهوض بالاقتصاد الوطني الفلسطيني والرفع من مستوى الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” لتلافي العجز المالي الحاد في موازنتها.