من المرتقب أن تعقد الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل منتصف شهر نوفمبر القادم ندوة كبرى لتقديم رؤيتها لعمل الوكالة في أفق 2030 والتي سترتكز على 5 محاور كبرى وهي السياسة الاتصالية والرقمنة والجودة والتكوين والبنية التحتية.
جاء هذا على لسان المدير العام للوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل يوسف فنيرة الذي أكد في حوار خاص لـ(وات) أن الوكالة تحصلت على تمويلات مالية هامة من قبل الاتحاد الأوروبي والبنك الإفريقي للتنمية ومكتب العمل الدولي والوكالة الألمانية للتعاون الفني من أجل إرساء هذه الرؤية على أرض الواقع.
وقال فنيرة إن الخطة الاتصالية الجديدة للوكالة الممولة من الاتحاد الأوروبي والوكالة الألمانية للتعاون الدولي ستعتمد على تنشيط مواقع التواصل وعلى التكنولوجيات الحديثة للاتصال ووسائل الاتصال الموجهة للمكفوفين لاستهداف أكبر عدد ممكن من مختلف شرائح الشباب الباحثين عن عمل.
وأشار المسؤول إلى أن الوكالة شرعت مؤخرا في استخدام مواقع “فايس بوك” و”تويتر” و”انستغرام” لتوجيه الشباب واطلاعهم على كل ما يحتاجونه من معلومات حول التشغيل والتكوين في انتظار أن تعمم هذه التجربة الاتصالية على كامل مكاتب التشغيل في البلاد للاقتراب أكثر من الشباب.
التخلي التدريجي عن التعامل بالملفات الورقية
ولفت فنيرة من جهة اخرى الى أن الوكالة ستعتمد في استراتيجيتها الجديدة أفق 2030 على رقمنة إدارتها من أجل التخلي تدريجيا عن التعامل بالملفات الورقية التي قال إنها “تهدر الكثير من الوقت وتثقل كاهل أعوان مكاتب التشغيل عوضا عن تركيز جهدهم في توجيه الشباب والإحاطة بهم”.
وأضاف في هذا الخصوص أن أعوان مكاتب التشغيل في ظل غياب الرقمنة يقضون ساعات طويلة يوميا في التعامل مع وثائق الشباب العاملين بعقود التشغيل (عقد الإعداد للحياة المهنية وعقد الكرامة…) لصرف منحهم بموعدها دون تأخير “ولكن على حساب مهمتهم الأساسية في توجيه الباحثين عن العمل” حسب تقديره.
وأشار الى أن الوكالة ستتجه في السنوات المقبلة الى رفع جودة خدماتها وذلك باستخدام معيار الجودة العالمي “إيزو 9001″ مقرا بتدني جودة خدمات مكاتب التشغيل المقدمة إلى الشباب مشددا على أن تطوير جودة أداء الوكالة يقتضي حتما مراجعة شاملة لجودة الخدمات المسداة”.
ويمول مكتب العمل الدولي عملية تطوير جودة خدمات الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل والتي تمس خدمة الباحثين عن الشغل والتعامل مع المؤسسات الباحثة عن اليد العاملة سواء فيما يتعلق بجودة الاستقبال أو جودة الخدمات المسداة أو جودة المتابعة والبنية التحتية وغيرها.
أكاديمية الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل
وأبرز فنيرة أنه في اطار سعيها للرفع من كفاءة مواردها البشرية ضمن رؤيتها الجديدة في أفق 2030 شرعت الوكالة في تأسيس أكاديمية الوكالة الوطنية للتشغيل والعمل المستقل وهو مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي والبنك الإفريقي للتنمية بتمويلات تناهز 7 مليون أورو.
وتعمل حاليا الوكالة على وضع اللمسات الأخيرة لإطلاق هذه الأكاديمية التي سيشرف مسؤولون صلب الوكالة على تكوين بقية العاملين في مكاتب التشغيل في اختصاصات تتعلق بالحكم الرشيد وجودة الخدمات وعمليات توجيه الباحثين عن فرص العمل وآليات توجيههم وغيرها.
أما المحور الأخير الذي ستتضمنه استراتيجية الوكالة في أفق 2030 فتتعلق بتحسين البنية التحتيية لمكاتب التشغيل وفضاءات المبادرة يقول فنيرة ان
مكاتب التشغيل ستتجه إلى المؤسسات الموجودة في محيطها من أجل البحث عن تمويلات تمكن من تحسين بنيتها وذلك في نطاق مسؤوليتها الاجتماعية.