قال رئيس شبكة مراقبون محمد مرزوق إن المسار الانتخابي لسنة 2019 في محطاته الثلاث (الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها في دورتيها والانتخابات التشريعية) لم يكن مثاليا وشابته بعض الهنات والاخلالات من الناحيتين القانونية واللوجستية مؤكدا من جهة اخرى انه تم تفادي الخطر الكبير المتمثل في تجاوز المدة الدستورية لتنظيم الانتخابات في اللحظات الأخيرة.
وتطرق مرزوق اليوم الاثنين خلال ندوة صحفية بالعاصمة إلى الإشكاليات التي حصلت في الحملات الانتخابية الرئاسية السابقة لأوانها وحملة الانتخابات التشريعية من تجاوزات التي وصفها بالكبيرة خاصة في مجال الإعلام السمعي البصري بحسب تقرير الهايكا علاوة على التجاوزات الاخرى حتى وان لم تؤثرعلى نتائج الاقتراع والتي تستوجب تتبعها قضائيا وفق رأيه.
ومن نقاط الضعف التي شابت المسار الانتخابي بحسب ذات المتحدث، عدم تمكن المترشحين الاثنين (قيس سعيد ونبيل القروي) من القيام بحملتهما الانتخابية في الدور الثاني معتبرا إياها ثغرة في مسار الانتخابات التي يجب أن تكون حرة وشفافة وديمقراطية والتي تصبو تونس إلى تحقيقها.
وأضاف في ذات السياق أن غياب الحملة الانتخابية الرئاسية في دورها الثاني اقلق المواطن ولم يعط الفرصة لمجمل الناخبين للتعرف عن كثب عن تفاصيل البرنامج الانتخابي لكلا المترشحين.
كما أثار رئيس الشبكة ، بعض الإشكاليات التي تخص أداء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فيما يتعلق بالسجل الانتخابي لا سيما في الدوائر الانتخابية الست بالخارج من خلال تواتر أسماء ناخبين في نفس السجل الانتخابي علاوة على تغيير أماكن مراكز الاقتراع دون اعلام المقيمين بالخارج مسبقا مما اثر على نسبة المشاركة مشددا في هذا الإطار على ضرورة مراجعة السجل الانتخابي بالداخل والخارج والتدقيق فيه.
ولاحظ انه يتعين على جميع المتدخلين من هيئة انتخابات ومنظمات المجتمع المدني تحليل نسبة المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية في حلقاتها الثلاث وربطها بمسالة النقل من منطلق أن عديد الناخبين حرموا من التنقل للقيام بالواجب الانتخابي سواء في الداخل أو في الخارج.
وفي المقابل عبر مرزوق عن ارتياح شبكة مراقبون للنجاح النسبي اللوجستي والتنظيمي لهيئة الانتخابات في تنظيم استحقاق انتخابي ثقيل في ظرف شهر (من 15 سبتمبر إلى 13 أكتوبر 2019) منوها بالدور الهام للمؤسستين العسكرية والأمنية في إنجاح هذا الاستحقاق .
من جهة أخرى قدمت الشبكة النتائج التقديرية للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية التي أظهرت حصول المترشح قيس سعيد على 70،9 بالمائة فيما حصل المترشح الثاني نبيل القروي على نسبة 29،1 وذلك استنادا إلى آلية الفرز السريع للأصوات (بالاعتماد على محاضر الفرز) مع هامش خطا بالمائة.
وقدرت شبكة مراقبون نسبة المشاركة ب 1ر57 بالمائة على عينة تمثيلية من 1001 مكتب اقتراع موزعين على كامل تراب الجمهورية.
وأشار محمد مرزوق أن النتائج التي تم التوصل إليها تظل تقديرية في انتظار إعلان الهيئة العليا المستقلة عن النتائج الرسمية موضحا
أن الاقتراع تم في ظروف طيبة إذ تم احترام الإجراءات القانونية بنسبة 99 بالمائة إلى جانب أن عملية التصويت لم تنقطع بنسبة 99 بالمائة في مكاتب الاقتراع ما يؤكد على سلامته.
وبخصوص الجدل الحاصل يوم الاقتراع حول عدم تواجد الملاحظين في مكاتب الاقتراع ابرز رئيس شبكة مراقبون تواجد ممثلي المترشحين الاثنين خلال عملية غلق المكتب والفرز والعد في 56 بالمائة من المكاتب لقيس سعيد و 43 بالمائة لنبيل القروي بينما لم يوجد أي ممثل في 27 بالمائة من المكاتب لكليهما.
وخلص المتحدث إلى ان منظمات المجتمع المدني المتدخلة في الشأن الانتخابي سوف تعقد يوم الخميس 17 أكتوبر 2019 مؤتمرا صحفيا لتقييم المسر الانتخابي وتقديم توصياتها في الغرض.