بعد أكثر من 20 ساعة من العمل المضني في عرض البحر، تمكنت مساء اليوم الثلاثاء، فرق الانقاذ المشتركة التابعة لمصالح الحماية المدنية ببنزرت من الوحدة المختصة في الانقاذ من الغازات والغواصين وغيرهم من التشكيلات الميدانية، من انتشال جثتي عضوي طاقم باخرة جزائرية توفيا بأحد خزانات الباخرة إثر استنشاقهما لغاز H2SS السام، وفق ما أفاد به قائد عملية الانقاذ الميداني، الرائد مروان الغزواني.
وأضاف المصدر ذاته، في تصريح لمراسل “وات”، أنه تم استنفار مختلف الوسائل والامكانيات اللوجستية وأيضا الاطارات البشرية التابعة لمصالح الحماية المدنية ببنزرت، مع مشاركة غواصين من تونس العاصمة، وعقب استيفاء اجراءات التأمين والسلامة للطاقم الجزايري وأيضا للفريق المختص في الإنقاذ، تم إخراج جثتي (2) عضوي طاقم الباخرة الجزائرية، وهما من مواليد الستينات.
ونوه، في هذا الشأن، بحرفية فريق الإنقاذ في التعاطي مع الحادثة، خاصة مع صعوبة الخزان الذي يبلغ عمقه حوالي 25 مترا، إلى جانب حالة الطقس، باعتبار رسو الباخرة في عرض البحر، وغيرها من الصعوبات التي تمكن فريق الانقاذ الميداني وأيضا في القاعة المركزية للادارة الجهوية، من تجاوزها وإتمام المهمة، في انتظار إتمام بقية الاجراءات المعمول بها في مثل هذه الحوادث.
وكانت مصالح وفرق الانقاذ التابعة لمصالح الحماية المدنية ببنزرت، وبعد تلقيها مساء أمس الاثنين مطلب طاقم الباخرة الجزائرية المتعلق بوفاة شخصين بأحد خزاناتها بسبب غاز H2SS، قد سخرت كل الإمكانات المتاحة، وجندت فريق إنقاذ للتوجه نحو الباخرة الراسية في عرض البحر، وتحديدا على مسافة 2.5 كلم من سواحل مارينا بنزرت لانتشال جثتي الشخصين، وفق تصريح سابق للمدير الجهوي للحماية المدنية ببنزرت، العميد كمال المليتي، الذي بين أنه تم، بعد تقليص نسبة كثافة غاز H2SS من 14 درجة الى درجتين، السماح لطاقم الإنقاذ بالنزول للخزان وانتشال الجثتين.
يشار إلى أن الباخرة كانت في رحلة عمل بين الجزائر وأوكرانيا، وهي مختصة في نقل الزيوت، حيث نزل العاملان، وفق الرواية الأولية، لتنظيف أحد الخزانات، والذي يناهز عمقه 25 مترا، لكنهما تعرضا للاختناق، في انتظار بقية الأبحاث التي ستتكفل بها الجهات المختصة، حسب المصدر ذاته.