تسلم رئيس الجمهورية قيس سعيد رسميا اليوم الاربعاء، مهامه بقصر قرطاج للسنوات الخمس المقبلة، بعد انتهاء مراسم موكب التسلم والتسليم لمنصب رئيس الجمهورية، مع رئيس الجمهورية المتخلي محمد الناصر.
وكان سعيد قد توجه اليوم مرفوقا بالامن الرئاسي من مقر مجلس نواب الشعب بباردو الى قصر قرطاج بالضاحية الشمالية للعاصمة، بعد ان أدى اليمين الدستورية بالبرلمان ، وحال وصول موكبه الى قنطرة حنبعل بقرطاج استقبله فوج من الخيالة ورافقه الى غاية بهو القصر الرئاسي أين أطلقت المدفعية 21 طلقة ايذانا بتوليه الحكم مثلما جرت عليه العادة.
وكان رئيس الجمهورية المتخلي محمد الناصر في استقبال رئيس الجمهورية المنتخب، وتصافحا أمام كاميرات الصحافة الوطنية والدولية في حركة رمزية تجسد الانتقال الديمقراطي للسلطة، وذلك قبل أن يدخلا الى القصر ويجريا محادثة ثنائية على انفراد.
وهنأ محمد الناصر في كلمة مقتضبة اثر المحادثة الثنائية مع قيس سعيد، الشعب التونسي والرئيس الجديد على الثقة التي منحها اياه التونسيون، لما يتحلى به من “استقامة وسيرة طيبة ومحبة للخير” ، مؤكدا أن هذا الرصيد الهام من الثقة سيكون أحسن دافع وخير حافز للرئيس الجديد للاستجابة لتطلعات الشعب التونسي، متمنيا له التوفيق والنجاح في مهامه الجديدة.
أما قيس سعيد فقد قال في كلمة اثر المحادثة، “إن الاشخاص يمضون ويمرون أما الدولة فتستمر”، مؤكدا أن الجميع مدعوون الى تحمل الأمانة بتفان واخلاص رغم وزرها الثقيل، من أجل تحقيق مطالب وانتظارات الشعب التونسي، الذي له الحق “في أن يعيش محفوظ الكرامة في وطن حر”، حسب تعبيره.
بعد ذلك ودَّع قيس سعيد بساحة القصر الرئاسي، محمد الناصر الذى كان تسلم مقاليد السلطة يوم 25 جويلية 2019، بصفة مؤقتة (3 اشهر) وفق ما ينص عليه الدستور اثر وفاة رئيس الجمهورية الأسبق الباجى قايد السبسي، وتم اثناء هذه الفترة إجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها بدورتين اثنتين، انتهت بفوز قيس سعيد بنسبة 72.71 بالمائة.
وإثر ذلك حيا رئيس الجمهورية الجديد العلم المفدى على أنغام النشيد الوطني الرسمي، بعد أن أدت له تشكيلة شرفية من الجيوش الثلاثة التحية.
وقد تعهد رئيس الجمهورية قيس سعيد في خطابه أمام مجلس نواب الشعب في جلسة ممتازة اثر ادائه اليمين الدستورية، بالحفاط على الدولة بكل مرافقها العمومية وعلى ضرورة ان تبقى مرافق الدولة العمومية خارج الحسابات السياسية، وعلى علوية القانون.
كما التزم بكل الاتفاقيات والمعاهدات الدولية مع تطويرها بما يتماشي مع مصلحة البلاد، وبحماية الحريات وتعزيز حقوق المرأة خاصة منها الاقتصادية والاجتماعية.
وشدد قيس سعيد على عدم التسامح مع الفساد، وعلى ضرورة المحافظة على مكتسبات المجموعة الوطنية وثرواتها، وعزمه على “تحقيق العدل وآمال التونسيين في الشغل و الحرية و الكرامة”.
واستذكر أرواح شهداء الوطن قائلا ” بروح عالية وفداء لهذا الوطن هذه امانة في اعناقنا جميعا..علينا ان نعمل وسنستحضر في عملنا أرواح الشهداء وآلام الجرحى”.