ينافس فيلم “نورة تحلم” للمخرجة التونسية هند بوجمعة الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية 2019، بعد عرضه في مهرجانات سينمائية عالمية وبعد حصوله على مجموعة جوائز قيمة منها، جائزة أفضل فيلم في مهرجان بوردو الدولي للسينما المستقلة الذي قدمت خلاله لجنة التحكيم تنويها خاصا للممثل لطفي العبدلي، وجائزة أفضل ممثلة التي أسندت لهند صبري في الدورة الثالثة لمهرجان الجونة السينمائي بمصر موفى الشهر الماضي.
غصت قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة، يوم الثلاثاء بأعداد غفيرة من الجماهير التي قدمت لمشاهدة فيلم “نورة تحلم” بطولة الممثلة التونسية المتألقة هند صبري والممثل والكوميدي لطفي العبدلي.
عبرت هند صبري قبل بداية العرض عن فرحتها بمشاركتها في هذا الفيلم وقالت إن الانطلاقة الحقيقة للفيلم بالنسبة إليها تبدأ من هنا أي من تونس.
انطفأت الأضواء وانطلق العرض السينمائي على شاشة ضخمة وبتقنيات صوتية عالية ساهمت في لفت انتباه المتفرج رغم ضعف الإخراج والسيناريو وفق ما أعرب عنه بعض النقاد في تصريحات لـ”وات” بعد انتهاء العرض.
تدور أحداث الفيلم في أحد الأحياء الشعبية بتونس العاصمة أين تعيش “نورة” مع أبنائها الثلاث في ظروف شبه قاسية بينما يقضي زوجها “جمال” مدة عقوبته بالسجن.
هي عائلة عادية تشبه العديد من العائلات في المجتمع التونسي حيث يتملص الأب من مسؤوليته وتتحمل الأم عبء أشغال المنزل وتربية الأبناء بالإضافة إلى العمل من أجل كسب لقمة العيش.
نورة لم ترضى بهذه الحياة وحاولت الهروب من الواقع المرير والتجأت إلى حبيبها “الأسعد” معتقدة أنه مصدر خلاصها من المستقنع التي تعيش فيه، إلا أن العنصر المفاجئ في هذا الفيلم هو بينتما كانت نورة تستعد لإنهاء إجراءات الطلاق من جانبها، يخرج زوجها “جمال” من السجن في عفو رئاسي ويعود إلى المنزل أين سيحول حياة “نورة” وأبنائهما إلى جحيم.
تطرقت المخرجة التونسية هند بو جمعة من خلال هذا الفيلم إلى مسائل حساسة مسكوت عنها في المجتمعات الذكورية بذريعة العادات والتقاليد كاغتصاب الزوجة والعنف المسلط على المرأة والأبناء.
كما حاولت المخرجة كشف الخروقات القانونية في تونس في مشهد دام تقريبا 15 دقيقة يجمع “نورة” و”جمال” و”الأسعد” في مكتب التحقيق أين وقع التلاعب بشكوى قانونية رفعها الأسعد على زوج نورة.
“نورة تحلم” بعيون المخرجة هند بو جمعة يجسد المرأة التونسية الحالمة التي تؤمن بالحب وبالحياة وبالحرية لكنها في نفس الوقت تخاف من نظرة المجتمع القاسية، فعلى الرغم من أن تونس بلد يؤمن بحرية المرأة ويضمن لها حقوقها في الدستور إلا أن عقلية المجتمع وخوف المرأة نفسها من نظرة الاخر يقفان حاجزا أمام تطبيق الدستور والتشريعات القانونية.
وكانت هند صبري قد أعربت في وقت سابق عن سعادتها بتمثيلها دور “نورة” وذلك لما تحمله الشخصية من أبعاد رمزية فهي امرأة تمثّل نسبة هامة من النساء التونسيات اللاتي تحمّلن مسؤولية أسرهنّ نتيجة غياب الزوج لأسباب مختلفة.
وجدير بالتذكير أن دورة 2019 لأيام قرطاج السينمائية الحاملة لاسم الفقيد نجيب عياد، تسجل تنافس ثلاثة أفلام روائية طويلة تونسية على الجائزة الكبرى (التانيت الذهبي) وهي ” نورة تحلم” لهند بوجمعة و”بيك نعيش” لمهدي البرصاوي و”قيرة” للفاضل الجزيري