تنظم مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات صباح السبت 30 نوفمبر لقاء فكريا يندرج ضمن نشاطها الدوري “سمينار الذاكرة الوطنية” ويتمحور حول
كتابة تاريخ الحركة الوطنية والنقابية على ضوء المصادر الأرشيفية الفرنسية والألمانية والأمريكية الجديدة مع الدكتور محمد لطفي الشايبي.
وعن سبب اختيار هذا الموضوع لتناوله بالبحث جاء في كلمة تقديمية لمؤسسة التميمي أن الرواية التاريخية بقيت إلى غاية نشأة الحركتين الوطنية والنقابية التونسية دون تعديل جوهري منذ الستينات، مرتكزة أساسا على تحولات الحرب العالمية الأولى وكانت مسارات وإنجازات الحركة الوطنية عموما خاضعة لرؤية أحادية التحليل والتموقع وهي بالفعل قد تجاوزتها الأحداث إذا أخذنا بالاعتبار عديد البحوث التاريخية مع الأخذ بالاعتبار تداعيات فتح الأرشيفات الفرنسية والألمانية والأمريكية مؤخرا.
وبحسب المصدر ذاته يرى المؤرخ عبد الجليل التميمي انه بالرجوع إلى ملف انتصاب الحماية في تونس والمغرب الأقصى، فقد حصل ذلك برغبة من عدد من الجمهوريين الماسونيين من بينهم “جول فيري” ثم إن مسلسل التفاوض من أجل الاستقلال الداخلي والاستقلال تم في كنف التكافل بين الملك المغربي محمد الخامس والحركة الوطنية التونسية وأشرف على إنجازه وفق قوله ماسونيون من بينهم بيار “منداس فرانس” و”إدغار فور” إلى جانب آخرين.
وفي المقابل فإن الحوار مع العناصر الوطنية اتجه إلى تشريك العناصر الوطنية المنتمية إلى الماسونية أمثال عبد العزيز الثعالبي وحسن القلاتي وعبد الجليل الزاوش ومحمد النعمان والدكتور محمد صالح مزالي وغيرهم وذلك لإنجاز برنامج إصلاحات الإقامة العامة.
وأضاف انه على المستوى النقابي، كانت الكلمة الفصل للكاتبين العامين الاشتراكيين الماسونيين “جواكيم دورال” و”ألبار بوزنكي” اللذين تداولا على إدارة اتحاد النقابات الفرنسية بتونس في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي. وكان لكل منهما دور، الأول في الإطاحة بتجربة محمد على الحامي النقابية الوطنية سنة 1925 والثاني في تكوين فرحات حشاد وإعداده لتأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل (1944- 1946).
ويعتبر التميمي أن هذه الخطوط الكبرى للأحداث التي جدت في تونس في فترة الكفاح الوطني بقيت معتما عليها وتم تداولها من طرف المؤرخ محمد لطفي الشايبي منذ 2010 في العديد من كتبه منها
الحركة الوطنية التونسية والمسألة العمالية النقابية (1894 – 1956) /أربعة أجزاء- تونس، مركز النشر الجامعي، 2013 و 2016/ والماسونية في الوطن العربي، تونس مثالا: من ليون روش إلى غي موللي (1856 – 1956) /تونس، سوتيميديا للنشر، 2019/ وكتابه الحداد وبورقيبة: معركة السفور واللقاء المؤجل (1924 – 1956). ويستعد الباحث نفسه إلى إصدار كتاب آخر بعنوان
محمد علي الحامي، الشهاب (1890 – 1928) /سلسلة رجال الحركة الوطنية/ وبورقيبة في مرآة التاريخ (وهو بالفرنسية)
Bourguiba au miroir de l?Histoire