من المتوقع تطوّر الانتاج الوطني السّنوي من ثلاثي الفسفاط الرفيع من 460 ألف طنّ حاليا إلى حوالي 900 ألف طن بعد دخول معمل المظيلة 2 طور الانتاج خلال الثلاثية الاولى من 2020، وفق، ما صرّح به ل(وات) مدير المعمل، عبد السلام شويّة.
وقد تولى رئيس الحكومة المكلّفة بتصريف الأعمال، يوسف الشاهد، السبت، معاينة تقدّم المشروع، الذي يعد من المشاريع الصناعيّة الكبرى في مجال دعم طاقة الانتاج الوطني من هذه المادة الموجّهة كلّيا نحو التصدير.
وزار الشاهد مختلف مكوّنات المشروع، الذي قاربت على الانتهاء، وتعلّق الأمر بالخصوص بوحدة إنتاج الحامض الكبريتي ووحدة إنتاج الحامض الفسفوري المحلول والمركّز ووحدة إنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع بطاقة إنتاج سنوية قدرها 400 ألف طنّ.
وتعرّف، في هذا الاطار، على خصائص هذه المنشأة الصناعية، التي أنجزت بمواصفات عالميّة تراعي الحفاظ على البيئة من ذلك أن وحدة إنتاج الحامض الكبريتي مجهّزة بأحدث الأنظمة والتقنيات العالميّة المعتمدة في مجال مقاومة تلوّث الهواء والحدّ من الافرازات الغازيّة من خلال الامتصاص المضاعف لثاني أكسيد الكربون بالاضافة الى امتلاك هذه الوحدة لنظام خاصّ باسترجاع الحرارة في صيغة بخار لإنتاج الكهرباء.
كما كشفت المعطيات الخاصّة بالمشروع أن نشاط وحدة إنتاج الحامض الفسفوري سوف يكون مطابقا للمعايير الدولية في مجال الحدّ من تلوّث الهواء النّاجم عن إنتاج الحامض الفسفوري وذلك من خلال تركيز وحدة لغسل الفليور ومنظومة لإسترجاع الفليور في صيغة حامض فليوسيليسكي وهو ما سيحدّ من إفرازات الفليور في الهواء.
وأكّد رئيس الحكومة، في تصريح إعلامي، على أهميّة هذه المنشأة الصناعيّة إلى جانب مضاعفة الانتاج الوطني من ثلاثي الفسفاط الرفيع وأيضا بدعم مكانة تونس في الأسواق العالميّة للأسمدة. وأشار في ذات السياق إلى ما يكتسيه المشروع من أهمية تبعا لتوفيره عدد من مواطن الشغل الاضافية. وسيؤمن المعمل 740 فرصة عمل وتمّ إلى حدّ الآن انتداب حوالي 200 عون واطار على أن يتمّ خلال 2020 انتداب بقية الاعوان.
ولفت المدير الجهوي للمجمع الكيميائي التونسي بقفصة، عبد الله فجراوي، من ناحيته إلى بعض الاشكاليات، التي لازال يلاقيها المعمل وتهمّ بالخصوص ربط وحداته بالغاز الطبيعي بالاضافة إلى صعوبة إقتناء أرض لخزن الفسفوجيبس وترتبط الإشكاليتان بلمفّ “الاراضي الاشتراكية” في معتمدية المظيلة.
وكان يفترض حسب مدير معمل المظيلة 2 لإنتاج ثلاثي الفسفاط الرّفيع أن تدخل هذه المنشأة، التي إنطلق إنجازها منذ 2010، حيز الاستغلال قبل حوالي الخمس سنوات من الآن، لكن تبعا للإضطرابات الأمنية والاجتماعية وتواتر الحراك الاحتجاجي والاعتصامات بمعتمدية المظيلة في السنوات المنقضية، تجاوزت اشغال إستكمال المنشأة الآجال المحددة.
وتقدّر حاجيات معمل المظيلة 2 من الفسفاط المجفّف والمبلّل بحوالي واحد مليون طنّ في السّنة فيما بلغت الاستثمارات، المخصّصة لتمويل إنجازه 640 مليون دينار بإشراف
مقاولات تونسية وأخرى صينية ومن كوريا الجنوبية.