شرعت وزارة التربية في اعتماد تطبيقة جديدة تمكن من التعرف مسبقا على حالات التلاميذ المهددين بالانقطاع المدرسي، من خلال تشخيص ما يعانون منه من مشاكل تؤثر على مردودهم الدراسي، وفق ما أفاد به وزير التربية حاتم بن سالم، في افتتاح ملتقى وطني لادماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم والتعلم، انعقد اليوم الجمعة، بالمركز الوطني للتكنولوجيات في التربية بالعاصمة.
وأكد بن سالم أن تركيز هذه التطبيقة يهدف الى توفير الاحاطة اللازمة لهذه الفئة من التلاميذ قصد حمايتهم من الانقطاع المدرسي، والمساهمة بالتالي في مكافحة الأسباب المؤدية الى الانقطاع المدرسي في وقت تسجل فيه مقاعد المؤسسات التربوية في تونس مغادرة 100 ألف تلميذ سنويا،مبينا أن هذه الآلية الجديدة ستتيح متابعة التلاميذ بصفة بمبكرة في حالة مواجهتهم لأي نوع من المشاكل النفسية أو الاجتماعية أو العائلية قصد توفير المساعدة اللازمة لهم.
وتمكن هذه التطبيقة من متابعة وضعيات التلاميذ ممن يواجهون اشكاليات تعيق عملية التعلم لديهم أو تؤثر عليها، حيث يقوم المربون بتدوين كافة الملاحظات المرتبطة بالتلاميذ المعنيين في مستوى الآداء والتعلم والسلوك المدرسي أثناء فترة الدراسة، كما ستحصي التطبيقة الاشكاليات التي يواجهها التلاميذ، حسب ما أبرزه الوزير.
وقال بن سالم “يتم حاليا العمل بالتطبيقة الجديدة في 22 مدرسة على أن تشمل في مرحلة لاحقة جميع المؤسسات التربوية”، ملاحظا ان تركيز التطبيقة يستند الى حماية المعطيات الشخصية ولا يمس من حريات التلاميذ، وقد تم اعتماد كافة الضمانات اللازمة في هذا الشأن خصوصا بعد اطلاع الهيئة الوطنية لحماية المعطيات الشخصية مسبقا بها.
واعتبر أن وزارة التربية قطعت شوطا في ادماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم والتعلم من خلال البدء بعمليات التسجيل وتنزيل الأعداد في المنصة الرقمية ثم بادراج هذه التطبيقة، ملمحا الى أن ارادة السير الى الأمام في ادماج التكنولوجيات الرقمية تجابه في أحيان كثيرة بالرفض من طرف من أسماهم ب”قوى ضد كل ما هو جديد”.
وأكد في ذات السياق انفتاح الوزارة على اطلاع شركائها الاجتماعيين على مختلف الاجراءات المرتبطة بادماج تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم والتعلم، معتبرا أنه بات من غير المقبول في تونس التأخر عن ادماج الذكاء الاصطناعي والوسائط الرقمية في التعليم العمومي في ظل توفر الكفاءات العالية من رأس المال البشري.
وتولت المديرة العامة للمركز الوطني للتكنولوجيات في التربية ولاء التركي بالمناسبة، التوقيع على اتفاقية تعاون مع ممثلة مكتب منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونسيف) بتونس ليلا بيترز، تتعلق بدعم تعميم هذه التطبيقة بالمؤسسات التربوية.
وأوضحت التركي، ان الاتفاقية تأتي في اطار دعم برنامج “المدرسة الثانية” الرامي الى اعادة المنقطعين الى مقاعد الدراسة والذي يحظى بدعم منظمة “اليونيسف”، مشيرة الى أن التطبيقة ستساهم في انجاح البرنامج المذكور لأنها ستوفر احصائيات دقيقة وموضوعية لحالات التلاميذ التي تعاني اشكاليات.
ومن جهتها، اعتبرت ممثلة مكتب منظمة “اليونيسف” بتونس، أن المشروع يكتسي أهمية بالغة باعتباره الأول من نوعه في المنطقة، مؤكدة ان مكتب المنظمة يدعم تعميم تطبيقها بكافة المؤسسات التربوية في تونس.