على اثر تعثر مسار تشكيل الحكومة وعودته للمربع الأول الذي انطلق منه بعد انسحاب كل من حزب التيار الديمقراطي وحركة الشعب وتحيا تونس مجددا من المشاورات واعلانهم عدم المشاركة في الحكومة خرج رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي مساء امس في ندوة صحفية معلنا عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن كل الأحزاب بما فيها الحزب الأغلبي في البرلمان حركة النهضة التي كلفته بتشكيل الحكومة.
قرار اضطر لاتخاذه الحبيب الجملي كما عبر عنه المحلل السياسي صلاح الدين الجورشي في قراءته للمنعرج الذي شهده تشكيل الحكومة مبرزا أن رئيس الحكومة وجد نفسه مضطرا للجوء الى حكومة كفاءات وطنية بعد الخلاف الذي حصل بينه وبين أغلب الأحزاب التي راهن على أن تكون في حكومته.
وبين الجورشي في تصريح لـ“المصدر” اليوم الثلاثاء 24 ديسمبر 2019 ان هذه الأحزاب تراجعت عن المشاركة في الحكومة بعد اطلاعها على المسودة الاخيرة للتوافق وخاصة تحت تأثير قواعدها على حد تعبيره.
وأكد الجورشي على أن هذه الحكومة ستتشكل رغم اعتراضات البعض ومن غير المستبعد ان تجد تأييدا مشيرا أن الأطراف السياسية على غرار حركة النهضة وبعد النقاش ستجد نفسها مع هذا الخيار.
وتوقع الجورشي ان يتجاوز التصويت على الحكومة في البرلمان 109 صوت كحد أدنى على حد قوله.
ونوه المتحدث أن الحكومة ولئن حظيت بثقة البرلمان فان مستقبلها سيكون صعب لانها تجاوزت كل الأحزاب السياسية ولم تخرج من رحمها وبالتالي ستجد نفسها في موقف صعب مما سيعرضها لانتقادات كبيرة حسب تعبيره.
ووصف الجورشي حكومة الجملي بالمغامرة التي ستخلق حالة سياسية تكون فيها الأحزاب بعيدة عن الحكم بشكل مباشر مشددا على ان مستقبلها سيكون رهين سياستها ونوع توافقها مع اتحاد الشغل وعملها سيكون تحت قصف المعارضة على حد تعبيره.
وكان رئيس الحكومة المكلف الحبيب الجملي قد اعلن في وقت سابق أنه سيشكل حكومة كفاءات وطنية مستقلة عن كل الأحزاب مبرزا، أن المقاييس التي سيعتمدها في تشكيل حكومته القادمة تتمثل في الكفاءة والنزاهة ونظافة اليد والاستقلالية عن كافة الأحزاب والقدرة على التسيير.