شدّدت المتفقد السابق بمركز المراقبة الصحية للحدود بميناء سوسة، نوال المحمودي، على أنّ شحنة القمح المشتبه في تعفنها، والبالغ حجمها 250 ألف طن ودخلت البلاد أواخر أوت 2019، وردت من أوكرانيا وليس بلغاريا كما تزعم السلطات.
وقالت المحمودي، في ندوة صحفية، الخميس، أمام عدد من الصحفيين والنواب وممثلي المجتمع المدني، “أنّ ادعاء السلطات التونسية أنّ الشحنة قدمت من بلغاريا ينطوي على محاولة إخفاء قدومها من أوكرانيا، ناجم عن خوفها من وجود آثار إشعاعات نووية تعود الى حادثة مفاعل تشرنوبيل ( 26 افريل 1986) .”
وكانت المحمودي، أثارت قضية شحنة القمح الملوثة، في وقت سابق، مما استدعى فتح تحقيق برلماني قادته لجنة الإصلاح الإداري والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد ومراقبة التصرف في المال العام بمجلس نوّاب الشعب.
وأكّدت أنّ الشحنات الفاسدة من القمح لم يقع إرجاعها بل توزيعها الى جهات منها وزارة الفلاحة ، خلافا “للمغالطات” التي روجتها السلطات العمومية الصحية والتجارية والفلاحية ، وهوما يتطلب فتح تحقيق في مآل هذه الكميات.
وأعلنت المحمودي أنها ستكشف قريبا عن قضية فساد مدوية أخرى بلغت عنها هيئة مكافحة الفساد وتتواصل الأبحاث بشأنها واكتفت بالقول، بأن هذا الملف يتصل بالمجال الصحي في ولاية سوسة وله انعكاس كبير على صحة المواطنين.
وتواصل لجنة الإصلاح الإداري والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد ومراقبة التصرف في المال العام بمجلس النوّاب، منذ اسابيع، التحقيق في ملف شحنة القمح وسط تضارب في اقوال عدد من المسؤولين.
وأوضحت المحمودي بأن كشفها “للتجاوزات والشبهات الكثيرة” التي رافقت ملف القمح المستورد كلفها عديد الاعتداءات التي طالتها في الفترة الأخيرة منها تهشيم سيارتها وسرقة هاتفها الجوال من منزلها وتعنيفها جسديا.
وأكدت أنها لاحظت عديد التجاوزات منها الرائحة الكريهة للشحنة التي قدمت يوم 25 أوت 2019 ولونها “الأسود” مستغربة في هذا الصدد “التساهل معها” من إدارة الميناء ومصالح الفلاحة والصحة.
ولمّحت إلى ان تزامن الحرائق التي عرفتها محاصيل القمح في الصائفة الفارطة مع فترة انتظار الباخرتين “جورج بورقي” و”بينياز” الحاملتين للشحنات المستوردة في عرض البحر يطرح أكثر من سؤال في تقديرها.
وأفادت “أنّ عددا من العاملين بمكتب مراقبة الحدود البحرية لا يمتلكون بطاقات مهنية علاوة على اختفاء أرشيف الميناء لمدة عشر سنوات، والتفطن إلى وجود 3 حالات وفاة خلال شهري جوان وأوت 2019 في الميناء في ظروف مسترابة “.
ولفتت الى عدم تنفيذ السلطات المينائية عمليات التفقد اللازمة والإجراءات الصحية اللازمة للبواخر الواردة على تونس الى جانب عدم تطابق عدد الوافدين على الميناء مع البواخر مع العدد المضمن في الملفات الصادرة عن البلدان المغادرة .
وقال النائب عن التيار الديمقراطي نعمان العش إنه سيسعى الى دعوة المحمودي الى مجلس نواب الشعب للاستماع اليها. علما وأن لجنة الفلاحة استمعت في وقت سابق الى المدير العام لديوان الحبوب ، بشان ملف شحنة القمح “المتعفن” .