جدّدت تونس خلال الإجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد اليوم السبت بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، تأكيدها على أن “العدالة والحقوق الفلسطينية ليست للمساومة”، مشدّدة على دعمها للشعب الفلسطيني في “مساندة حقوقه المشروعة في تقرير مصيره وإقامة دولته الحرة المستلقة على أرضه على حدود جوان 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”.
وأكّد كاتب الدولة للشؤون الخارجية المكلف بتسيير وزارة الشؤون الخارجية، صبري باش طبجي في كلمته بالمناسبة على أن “الرؤية الأمريكية تنحرف بالقضية الفلسطينية عن الشرعية والمرجعيات التي كرّستها المجموعة الدولية على مدى العقود الماضية”، وفق ما جاء في بلاغ للخارجية.
كما قال إن تونس “تنبّه إلى أنّ نسف المرجعيات القائمة لعملية السلام وعدم التوصل إلى حلول ترقى إلى عدالة القضية الفلسطينية، من شأنه أن يغذّي التوتر في المنطقة العربيّة وأن يؤجج الصراعات، بما يهدد الأمن والإستقرار في الشرق الأوسط وفي أنحاء العالم”.
واعتبارا لعضوية تونس في مجلس الأمن الدولي، دعا صبري باش طبجي، إلى “اتخاذ موقف عربي موحّد إزاء هذه التطورات، بما يسمح بتحرك مشترك عاجل وناجع على المستوى الدولي، دعما للحقوق المشروعة للأشقاء الفلسطينيين”.
من جهة أخرى استمع المجلس الوزاري إلى كلمة الرئيس محمود عبّاس والتي تضمنت “الموقف الفلسطيني الرافض لهذه المبادرة الأمريكية، مشددا فيها على تمسك الجانب الفلسطيني بالشرعية الدولية ومبدإ حل الدولتين، طارحا عناصر للتحرك المرتقب على المستويين الإقليمي والدولي ولاسيما ضمن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ومنظمة التعاون الاسلامي و حركة عدم الانحياز”.
وقد أصدر مجلس وزراء الخارجية العرب، قرارا يرفض الرؤية الأمريكية تحت مُسمّى “صفقة القرن”، مؤكدا تمسك وزراء الخارجية العرب بمبادرة السلام وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، وسعيهم إلى التحرك العاجل مع كافة الأطراف الدولية، “لاتخاذ الإجراءات الضرورية إزاء أية خطة من شأنها الإجحاف بالحقوق الفلسطينية ومرجعيات عملية السلام”.
يُذكر أنّ كاتب الدولة المكلف بتسيير وزارة الشؤون الخارجية قد ترأّس الوفد التونسي المشارك في الإجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس وذلك للتباحث حول الرؤية الأمريكية لما يُسمى “بصفقة القرن”.
وكان رئيس الولايات المتحدة، أعلن مساء الثلاثاء 28 جانفي 2020، خطته للسلام في الشرق الأوسط، معتبرا أنها “تعود بالمنفعة على كلا الطرفين” أي الفلسطيني والإسرائيلي.
وأبدت السلطة الفلسطينية رفضها التام ل”صفقة القرن”، وأعلن المسؤولون عن بدء تحركات داخلية ودبلوماسية لمواجهة الخطة الأمريكية التي يصفونها ب”مؤامرة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية”.